واشنطن ـ العرب اليوم
وصلت ماري روبنسون مبعوثة الأمين العام الخاصة بمنطقة البحيرات الكبرى إلى جمهورية إفريقيا الوسطى اليوم في زيارة هي الأولى من نوعها لتقييم الوضع في البلاد بعد القتال بين المسيحيين والمسلمين الذي شرذم النسيج الاجتماعي مخلفا تدهورا أمنيا خطيرا.
وقالت روبنسون في تصريح لدي وصولها "إن الهدف من الزيارة هو دعم السلطات حيث سألتقي كاثرين سامبا بانزا رئيسة البلاد واستمع إليها وسأتحقق بشكل أفضل من الوضع".
وقبل أن تتوجه إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، كانت مبعوثة الأمين العام في أنغولا حيث ناقشت الوضع مع المسؤولين، مشيرة إلى احتمال انعقاد قمة مصغرة تضم رؤساء أنغولا وتشاد والكونغو الديمقراطية للتباحث في كيفية تقديم الدعم لإنهاء الأزمة في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وكان مساعد الامين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو قد أعلن يوم الأحد الماضي خلال زيارته لجمهورية إفريقيا الوسطى أن الأمم المتحدة ستنشر 12 ألف جندي إضافة إلى نشر طائرات مراقبة بدون طيار.
وكانت تقارير لمنظمات حقوقية دولية قد أكدت سقوط أكثر من 72 قتيلاً بينهم عدد كبير من الأطفال، في سلسلة "مجازر" جديدة، ارتكبتها جماعات مسيحية مسلحة ضد المسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى، التي تشهد عمليات تطهير عرقي واسعة.
وكشفت منظمة /هيومان رايتس وتش/، في تقرير لها عن هذه "المجازر"، التي وقعت في منطقتين قرويتين على الأقل، في جنوب غربي إفريقيا الوسطى، استناداً إلى مقابلات أجراها فريق المنظمة مع عدد من الناجين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وذكرت المنظمة الحقوقية الدولية أن قرية /غوين/ كانت مسرحاً لإحدى هذه المجازر في فبراير الماضي، حيث قام مسلحون ينتمون لجماعة /مكافحة بالاكا/ المسيحية، بذبح عشرات السكان من المسلمين، فيما لاذ مئات السكان بالاختباء داخل إحدى كنائس القرية.
ولفتت المنظمة، في تقرير آخر أصدرته في وقت سابق من مارس الماضي، وبعد زيارة عدة بلدات وقرى في الجزء الشمالي الغربي من الجمهورية الإفريقية، إلى أن "السكان المسلمين قد فروا جماعات، في مواجهة الهجمات المستمرة التي تشنها ميليشيا مكافحة بالاكا".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، أواخر فبراير الماضي، عن خطة لإجلاء آلاف السكان المسلمين، تمت محاصرتهم من قبل مسلحين مسيحيين في العاصمة /بانغي/، إلى مناطق أكثر أمناً، وسط مخاوف من تعرضهم لـ"مجازر" جديدة في الدولة الإفريقية المضطربة.