الجيش ينتشر بكثافة في منطقة عبرا
بيروت ـ جورج شاهين
أفادت مصادر أمنية في مدينة صيدا جنوب لبنان، الأحد، أن الجيش اللبناني بدأ الدخول إلى مراكز عصابات الشيخ أحمد الأسير ويلاحق مسلحيه التابعين له، بعد اشتباكات عنيفة بين مناصري الشيخ والجيش على خلفية توقيف شخصين من مؤيدي الأسير، مما أسفر عن استشهاد 4 جنود، وسقوط قتلى في صفوف مناصري
الشيخ منهم أمجد الأسير شقيق الشيخ أحمد الأسير، ومسؤول الأمن الشخصي للشيخ أثناء الاشتباكات، فيما أغلق الجيش الطرق الفرعية، ممر المشاة المؤدية، إلى مخيم عين الحلوة، وحصر الدخول والخروج من المداخل الرئيسة للبلدة.
وقالت المصادر نفسها، إن مسلحي الشيخ أحمد الأسير يطلقون قذائف "أر بي جي" باتجاه حارة صيدا الشيعية، بعد الاعتداء على الجيش في منطقة عبرا من قبل جماعة الأسير، فيما ناشد الأهالي في منطقة عبرا، بوقف إطلاق النار في المنطقة لإخلاء المدنيين والأطفال من المباني في محيط مسجد بلال بن رباح، بعد سقوط 4 قتلى من الجيش، في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة حالة نزوح بين الأهالي على وقع الاشتباك الذي لا يزال مستمرًا".
وتعرّضت آلية للجيش اللبناني للقصف في مدينة صيدا، مما أدى إلى احتراقها، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لإنقاذ الجرحى، في حين قررت قيادة الجيش اللبناني إزالة ظاهرة الأسير.
وأوضحت المصادر الأمنية، أن "مسلحين ملثمين يلقون مادة المازوت على الأوتوستراد الساحلي لمدينة صيدا، لهدف إعاقة حركة السير"، فيما نفت مصادر عسكرية، أي تحرك للجيش اللبناني في محيط المربع الأمني لمسجد بلال بن رباح، كما ادعى مكتب الأسير.
وقد وجه الشيخ أحمد الأسير، نداءً إلى مناصريه في جميع المناطق اللبنانية عبر "تويتر"، من أجل نصرة مسجد بلال بن رباح، الذي يتعرض للهجوم، متهمًا الجيش اللبناني وسرايا المقاومة بتنفيذه ضد المسجد، في الوقت الذي سمعت فيه دعوات "الجهاد" من مسجدي البزري وبلال بن رباح في مدينة صيدا.
وأكدت النائب في البرلمان اللبناني عن تيار "المستقبل" بهية الحريري، أن "المطلوب هو أن تبقى القوى الأمنية الشرعية هي الممسكة بزمام الأمن في صيدا، وأن أي سلاح خارج سلاح الدولة هو سلاح مدان ومرفوض"، مشددة على أنه "لن نسمح باستخدام المدينة ساحة لصراعات محلية أو إقليمية، ولن نسمح بأخذ الناس فيها رهائن".
ورأت الحريري، خلال استقبالها في مجدليون وفدًا من المبادرة الشعبية لمخيم "عين الحلوة"، في مستهل جولة يقوم بها على فاعليات صيدا، أن "هناك ضرورة قصوى لتسريع العمل على تعويض المتضررين من الأحداث الأخيرة، وهذا ما بدأت الهيئة العليا للإغاثة العمل عليه، ولكن من يعوض الناس الضرر النفسي والمعنوي الذي لحق بالأطفال والنساء والمسنين، فتداعيات ما جرى ستحتاج وقتا لإزالة آثارها من النفوس، وإننا نعول دائمًا على أن هناك عقلاء وحكماء، وعلى التواصل بين كل الأفرقاء بتغليب الكلمة الطيبة والهادئة، بدلاً من توجيه الاتهامات والاتهامات المضادة، علينا أن نعزز ثقافة الحق في الاختلاف وقبول الآخر كما هو، على ألا يصل الاختلاف إلى خلاف ونزاع، وإن من حق هذه المدينة وجميع المقيمين فيها الأمن والاستقرار والصحة والتعليم وحرية التعبير، وليس من حق أحد أن يأخذ المدينة إلى حيث يريد"، داعية المواطنين في صيدا إلى "عدم الانجرار وراء الشائعات التي أصبحت تنتشر انتشار النار في الهشيم وتخيف الناس، ولأن يسهم كل من موقعه ودوره ووظيفته وأفكاره وإبداعاته في إعادة الحيوية لهذه المدينة على كل الصعد".
ونوهت النائب عن "المستقبل" إلى "هذا الحراك الشعبي الشبابي الناشط الذي يشهده مخيم (عين الحلوة) من أجل تعزيز أجواء الاستقرار فيه، ورفض جره إلى أية توترات تؤذي قضية الشعب الفلسطيني المحقة"، مشيرة إلى أنه "لا يسعنا إلا أن نثمِّن عاليًا مستوى الوعي المرتفع الذي تحلى به أهلنا في المخيم بكل أطيافهم، رغم الظروف الاجتماعية والإنسانية السيئة التي يعيشونها، ورغم الكثافة السكانية ومعاناة النزوح، لقد أثبتوا في كل المحطات الصعبة التي مرت، حرصهم على البقاء على الحياد، وعدم استخدامهم من أي فريق كان في أي صراع، سواء داخلي فلسطيني أو على المستوى اللبناني، وهذا في حد ذاته قوة ومنعة لقضيتهم ودعم لإرادة الاستقرار في المخيم وفي صيدا".