أعمال التخريب في طرابلس

قالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعات منظمة تتألف من المحترفين وأصحاب الخبرة في التخريب، شاركت في الاعتدءات على المنشآت العامة في طرابلس، لافتة إلى توقيف 5 أشخاص، هم أربعة لبنانيين وسوري، يخضعون للتحقيق، إلى جانب ملاحقة آخرين يُشتبه في ضلوعهم بأعمال العنف، ليل الخميس. وقالت المصادر إن القوى الأمنية واستخبارات الجيش جمعت الكاميرات، وتراجع ملفات الضالعين في الاعتداءات، بهدف استكمال التحقيقات لتحديد المسؤوليات، في وقت دفع فيه الجيش اللبناني بتعزيزات إضافية إلى المدينة.
وقال الجيش اللبناني في بيان أصدرته مديرية التوجيه، إن دورية من الجيش أوقفت ثلاثة أشخاص بينهم سوري، كانوا يوجدون داخل مبنى بلدية طرابلس في ساحة التل يُشتبه بمشاركتهم في أعمال التخريب وإضرام النيران في مبنى البلدية المذكور، ما أدّى إلى احتراقه. كما أوقفت قوة من الجيش في شارع المئتين والتبانة شخصين على خلفية مشاركتهما في أعمال الشغب والتعدّي على الأملاك العامة والخاصة وإعاقة عناصر الدفاع المدني والإطفاء من الوصول إلى مبنى البلدية.
وكان الجيش قد انتشر في أنحاء مدينة طرابلس كافة عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وقد أصيب ثلاثة عسكريين بجروح جرّاء الرشق بالحجارة والمفرقعات وقنابل المولوتوف خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة طرابلس. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
وجددت قيادة الجيش التأكيد على أنّ الوحدات العسكرية لا تألو جهداً في المحافظة على الأمن والاستقرار في مدينة طرابلس كما باقي المناطق اللبنانية. وإذ أكدت «احترامها حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي»، حذّرت المخلّين بالأمن من أنّه ستتم ملاحقتهم وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر أمنية إلى أن ما جرى «لا يبدو على أنه ردة فعل عفوية»، معتبرة أن الجائع والفقير «لا يمتلك قنبلة حربية وقنابل مولوتوف ومفرقعات»، ذلك أن «الأبدى أن يطعم عياله بثمن المفرقعات بالحد الأدنى». وقالت إن التحقيقات الأولية أفضت إلى أن المشتبه بهم «من أصحاب السوابق في التخريب، وبعضهم شارك في الاعتداءات على المصارف في وقت سابق، وهم مجموعات منظمة ولديهم أجندة».
وإذ أشارت إلى أن بعض المشاركين هم من «بقايا المنتديات ومجموعات غير منظمة بأحزاب يسارية، إضافة إلى بقايا مجموعات متشددة وأشخاص لبنانيين وسوريين وفلسطينيين جاءوا من خارج المدينة»، قالت إن هناك إصراراً على معرفة هويات جميع المشاركين وخلفياتهم، وهو ما تتقصاه التحقيقات. ولفتت المصادر إلى أن هؤلاء «تسللوا عبر التحركات التي اندلعت في ساحة النور وشارك فيها وجهاء ونشطاء من المجتمع المدني، بهدف تنفيذ أعمال التخريب»، مشددة على أن الضالعين في عمليات التخريب «مرفوع عنهم الغطاء، ولا يحظون بتعاطف، بعد إساءتهم إلى الحراك السلمي ولمنشآت المدينة».
إلى ذلك، انتشرت دعوات بقيت محدودة للدفاع عن النفس، كنوع من التعبير عن الاستياء من أن المدينة متروكة، قبل أن يعزز الجيش حضوره وينشئ زناراً أمنياً لحماية المدينة ومنشآتها.

قد يهمك أيضا :

 اتهامات متبادلة بين عون والحريري بتعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية

الحجار يؤكد أن الحريري لم يقفل الأبواب مع أحد ولن يعتذر