الوزير السابق وديع الخازن

عقدت الجمعية العمومية في المجلس العام للجمعيات المارونية اجتماعها في مقرها برئاسة الوزير السابق وديع الخازن، ضمن التزام التباعد الجسدي، في حضور أعضاء الهيئة التنفيذية وحشد شكل أكثرية الثلثين من أعضاء المجلس، تقدمه رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، المدير العام لوزارة الطاقة الدكتور فادي قمير، نائب رئيس جامعة القديس يوسف الدكتور فادي جعارة، رئيس "حركة موارنة من أجل لبنان" بول كنعان ومستشار المجلس القانوني المحامي وليد خوري، لانتخاب رئيس مجلس وهيئة مكتب بعدما شارفت ولاية الهيئة القديمة على نهايتها.
بعد النشيدين الوطني والمجلس ودقيقة صمت وفاء لذكرى الراحلين من أعضاء المجلس خلال هذا العام وأرواح شهداء مرفأ بيروت جرت عملية الانتخاب عملا بنظام المجلس العام للجمعيات المارونية وأتت النتائج على الشكل التالي:
"فاز بالتزكية الوزير السابق وديع الخازن عميدا للمجلس خلفا للعميد الراحل ريمون روفايل، للجهود التي بذلها أثناء ترؤسه المجلس لخمسة عشرة عاما والانجازات التي حققها طيلة فترة ولايته"، بعدها تقدم المهندس ميشال متى بترشيحه مع لائحة ترأسها وفازت بالتزكية لعدم وجود لائحة أخرى منافسة، في انتقال توافقي وديموقراطي لاستمرار عمل المجلس وتفعيل دوره، وهي كالآتي:
- المهندس ميشال متى رئيسا للمجلس العام الماروني
- المحامي إميل مخلوف نائبا للرئيس
- المحامي فادي شلفون امينا للسر
- المهندس أنطوان كويس نائبا لامين السر
- الأستاذ أنطوان رميا أمينا للمال
- المهندس رولان غسطين مديرا للاشغال
- المهندس نسيب نصر مدققا للحسابات.

الخازن
بعدها ألقى الخازن كلمة، فقال: "بداية نقف دقيقة صمت، نستذكر أرواح الشهداء الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت، وإخوتنا في المجلس العام الماروني الذين غادرونا، كي نستمد من عطاءاتهم نبضا لحياتنا الوطنية والإنسانية".
وأضاف: "أيها الأخوة والأخوات الأحباء، حضوركم في هذه الظروف الصعبة هو فعل تجسيد لقوة هذه المؤسسة وتشخيص لتميزها في الخدمة. إن ما حملته هذه السنة غير مسبوق من حيث هول المآسي، وفي مقدمها انفجار مرفأ بيروت، الزلزال الذي دمر ثلث العاصمة، وحصد من أبنائها الشهداء والجرحى والمنكوبين، فضلا عن الضائقة الإقتصادية الخانقة التي ترمي باللبنانيين تحت خط الفقر. وإنني على يقين أن إيماننا سيبقى خشبة خلاصنا الوحيدة في هذا العالم المليء بالمآسي والمعاصي. أيا تكن أوجاعنا فالمخلص لن يتخلى عنا. وما ذكرى ميلاده التي تطل علينا وسط هذا الضباب، سوى إشارة على انتصار المحبة والأخوة".
وتابع: "لا بد لنا في نهاية هذه السنة الصعبة، أن نستعرض بإختصار، حراك المجلس العام الماروني وتطلعاته وأن نستمطر من الله عز وجل بشائر الانفراج لوطننا العزيز. لبنان ما عاد يحتمل هزات وهموما. واللبنانيون سئموا الجدل العقيم والفراغ القاتل والانهيارات والنكسات والمخاطر. هم ينشدون الحياة الكريمة ولقمة العيش والعدالة والحقوق والحريات، ويبحثون عن ثوابت تحمي مستقبل أولادهم. تعيد إليهم مسحة الرجاء والثقة والطمأنينة. وهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى، مدعوون كي يحافظوا على حراكهم الشعبي حتى ينالوا حقوقهم، وتستأصل من الوزارات وإدارات الدولة ومؤسساتها أوبئة الفساد والهدر والسرقة والتكاذب، ويساق كل فاسد ومجرم وخائن إلى العدالة".
وأردف: "داخليا، في الرابع من آب إنفجر مرفأ بيروت وطال عصفه كل المنطقة المجاورة وأصاب مقر المجلس بالصميم. وهنا لا بد من التنويه بجهود المحامي ميشال قماطي والعضو الجديد الأستاذ مارون كيرللس لما بذلاه من جهد لتأمين وفر كبير من عائدات شركة التأمين لتلبية المهندس ميشال متى والأمير فؤاد شهاب اللذان بادرا مشكورين بإعادة ترميم مبنى المجلس المركزي. أما الأنشطة الاعتيادية فاستمرت وقد بذلنا الجهود كي نحافظ على وتيرتها وعلى كل المستويات، وأن نرعى عقاراتنا تأهيلا وترميما. فأكملنا ورش العمل وكثفنا الخدمات في المستوصف وفي مركز إنماء بيروت الإجتماعي وفي سائر المراكز الخدماتية، مع تأمين كميات لا بأس بها من الأدوية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية ووزارة الصحة العامة وجمعية الشبان المسيحيين وعدد من الأطباء الإختصاصيين".
ونوه الخازن بـ"جهود الجمعيات التابعة للمجلس ونشاطاتها، شاكرا رؤساءها وأعضاءها على تعاونهم وتواصلهم الدائم معنا. وقد حظي حراكنا دائما ببركة غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حيث يتقاطع مع رؤيته الوطنية والروحية والإنسانية. وإننا إذ نتمسك بالتنسيق الدائم مع سيادة المطران بولس عبد الساتر وسائر أحبار الكنيسة المارونية، نستمر في تنظيم القداس الاحتفالي بمناسبة عيد شفيع الطائفة القديس مارون، ونكثف مشاركاتنا في مختلف المناسبات الوطنية والإجتماعية لتأكيد مبدأ الشراكة والتواصل. كما نصدر بيانات دورية تبقي المجلس على تماس مع اللبنانيين جميعا في كل مسألة تحاكي الشأن الوطني العام وتلامس قضايا الوطن والإنسان. وأيضا حفاظا على إرثنا المسيحي وموقعنا داخل المجتمع اللبناني، إنما نجسد موقع الإنفتاح والتلاقي ونقف على مسافة واحدة ومتساوية من جميع إخوتنا من مختلف المذاهب والطوائف متمسكين بالانفتاح على السفراء العرب والإقليميين والدوليين جميعا، لما فيه خير لبنان واللبنانيين".
وأضاف: "أستغلها فرصة لأشيد بجميع أعضاء الهيئة التنفيذية وأعضاء المجلس من دون استثناء، وأشكر لسيادة المطران بولس عبد الساتر السامي الإحترام ونائبه المونسنيور اغناطيوس الأسمر مرشدنا، تضحياتهم. وأحيي فيكم جميعا هذا الحضور اليوم متقدما بالتهاني القلبية بحلول عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة، آملا ان تحمل إليكم هذه الأعياد وإلى عائلاتكم كل الخير وأن يمدكم الله في زمن الكورونا هذا، بوافر الصحة، وان ينعم على وطننا الحبيب بالاستقرار والازدهار. كل عام وأنتم بخير تحتفلون وعائلاتكم وأحبائكم بالميلاد المجيد ورأس السنة المباركة، عساهما يحلان فيضا من بركة وسلام، على مشارف طي المئوية الأولى للبنان الكبير نجتمع. تظللنا روح مثلث الرحمات غبطة البطريرك الياس الحويك وكأن التاريخ يعيد نفسه. وطن تائه في إعصار التغييرات الدولية من حوله وشعب يرزح تحت عبء الجوع والمرض والقلق على المصير والمستقبل، وفي كنف منظومة سياسية ينخرها الفساد وتنقصها الإنسانية والرحمة. أما أنا فأعتز بكم، نخبة وطنية، مؤمنين ملتزمين قضايا الإنسان والوطن، متجذرين في حبكم لأرضكم وولائكم لوطنكم والتزامكم بكنيستكم وبرسالتها".

قد يهمك أيضا :

 الخازن يؤكد أن اغتيال سليماني من شأنه أن يؤثر سلباً على التأليف

  وديع الخازن يدعو إلى تحصين الساحة الداخلية في لبنان