تونس - كمال السليمي
تصاعد الغليان في الشارعين التونسي والسوداني، الأربعاء، رفضًا لإجراءات الحكومة التقشفية وارتفاع الأسعار، في حين تمسكت سلطات البلدين بأسلوب قمع الاحتجاجات الشعبية التي اتخذت أحيانًا منحىً عنفيًا، وخطرًا، لا سيما في السودان حيث انتقلت التظاهرات إلى الجامعات تعرضت لقمع السلطات.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، اعتقال 237 محتجًا، بينهم «متشددين»، بعد مهاجمة مقار حكومية ومراكز شرطة، وسرقة متاجر، خلال احتجاجات ليل الثلاثاء– الأربعاء، وصرح الناطق باسم الوزارة، العميد خليفة الشيباني، بأن المعتقلين في محافظات عدة تورطوا في نهب محال تجارية وممتلكات عامة وإقفال طرقات، لافتًا إلى إصابة نحو 50 شرطيًا بجروح.
واشتبكت الشرطة مع المحتجين في العاصمة ونحو 12 محافظة أخرى، وشهدت بعض مناطق العاصمة صدامات ليلية بين قوات الأمن ومجموعات اقتحمت منشآت حكومية وممتلكات خاصة ومحال تجارية، حيث أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وفي جزيرة «جربة»، جنوب شرقي، حاول بعض الأشخاص إحراق مدرسة دينية يهودية ليل الثلاثاء، وعلى رغم أن وزارة الداخلية نفت علمها بوقوع الاعتداء، لكن رئيس الطائفة اليهودية في تونس بيريز الطرابلسي قال إن «مجهولين استغلوا انشغال الشرطة بالاحتجاجات، وألقوا زجاجات حارقة داخل بهو مدرسة يهودية، ولم تقع أي إصابات وأتت الأضرار خفيفة».
ولم تنجح تصريحات رئيس الوزراء، يوسف الشاهد، في تهدئة الأوضاع، إذ أصرّت أحزاب المعارضة والقوى الشبابية المحتجة على تعليق العمل بفصول قانون المالية والتراجع عن زيادة أسعار المواد الاستهلاكية التي أثارت غضب الشارع.
ودعت حركة «النهضة» الإسلامية في بيان، إلى إطلاق «حوار وطني اقتصادي واجتماعي تشارك فيه الأحزاب والمنظمات الاجتماعية ومجموعة خبراء، ويتم فيه الاستماع إلى مشاغل المواطنين وتُعالج فيه كل القضايا والملفات ويتمّ تصويب رؤية الحكومة الاقتصادية لتسريع الانتقال الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة».
وفي السودان، تظاهر طلاب في جامعتي «الخرطوم» و«الأحفاد» عصر الأربعاء، ضد ارتفاع أسعار السلع وتدهور الاقتصاد، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وحاصرتهم منعًا لخروجهم إلى الشارع، وقال طلاب في جامعة الخرطوم إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة عليهم، لمنعهم من الخروج للتظاهر في الشارع، مشيرين إلى تعرض زملاء لهم لإصابات وحالات اختناق.