قوات الأمن السودانية

فرّقت قوات الأمن السودانية بالقوة، تظاهرة لأنصار حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي، وطاردت المتظاهرين داخل المنطقة السكنية المحيطة بمسجد الأنصار، واعتقلت عشرات. وتجمع أكثر من ألف من أنصار المهدي في مسجد كيان الأنصار في أم درمان ثاني كبرى مدن العاصمة الخرطوم عقب صلاة الجمعة وردّدوا شعارات مناهضة للحكومة وطالبوا بتنحيها، في إطار احتجاجات مستمرة منذ أيام على ارتفاع أسعار السلع وتدهور الاقتصاد.

وحاصرت عشرات السيارات العسكرية المسجد، فيما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات ضد المتظاهرين. ودان إمام المسجد محمد الحوار خلال خطبة الجمعة استخدام السطات القوة المفرطة ضد المتظاهرين خلال اليومين الماضيين، وطالب بالإفراج عن عشرات المعتقلين من بينهم زعماء أحزاب وقيادات معارضة، ودعا إلى عدم السكوت عن الظلم والفساد.

وأطلقت الحركة الشعبية ـ الشمال، فصيل مالك عقار، مبادرة لتسليم برلمانات في عواصم غربية لوائح المعتقلين في الاحتجاجات والتي تضمنت أكثر من مئة معارض وناشط وصحافي. وأفاد بيان صدر من مكتب الحركة الشعبية في بريطانيا وإرلندا، بأن وفداً يضم نائب رئيسها ياسر عرمان وممثلها في بريطانيا علي عبد اللطيف ونائبه علي عسكوري، التقى في مقر البرلمان البريطاني، بالبارونة كارلوين كوكس، العضو البارز في المجموعة البرلمانية المعنية بشؤون السودان وجنوب السودان.

وأشار البيان إلى أن البارونة كوكس وعدت بتقديم مساءلة مستعجلة للحكومة البريطانية ووزير الخارجية بوريس جونسون حول موقف الحكومة البريطانية من الاعتقالات والقمع في السودان. ولفت بيان الحركة إلى ترتيب لقاء للوفد مع المجموعة البرلمانية التي تضم أكثر من مائة نائب من أعضاء مجلسي العموم واللوردات من كل الأحزاب البريطانية.

وأضاف أن وفد الحركة الشعبية أطلع البارونة كوكس على التطورات المتسارعة في السودان والاعتقالات التي شملت أكثر من مئة من الناشطين والقادة السياسيين وفي مقدمهم عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني، ومحمد مختار الخطيب الأمين العام للحزب الشيوعي، ومحمد عبدالله الدومة نائب رئيس حزب الأمة، وسارة نقد الله الأمين العام للحزب وصديق يوسف القيادي في الشيوعي، ويوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي.

وفي السياق ذاته، دعت لجنة حماية الصحافيين في الولايات المتحدة، السلطات السودانية إلى التوقف عن مضايقة الصحافيين واعتقالهم ومصادرة الصحف، إذ لا يزال 7 صحافيين سودانيين قيد الاعتقال منذ أيام. ورأت اللجنة التي تعمل في أكثر من 120 دولة وتتخذ من نيويورك مقراً لها، أن على السلطات السودانية أن تسمح للصحافيين بتغطية القضايا ذات الاهتمام العام من دون خوف من الانتقام. واعتقل جهاز الأمن الصحافيين خلال الاحتجاجات على الغلاء في الخرطوم وأم درمان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

ودانت شبكة الصحافيين السودانيين وهي كيان مواز لاتحاد الصحافيين الموالي للحكومة استمرار اعتقال الصحافيين والصحافيات وحرمانهم من حقوقهم الدستورية والقانونية، وناشدت المنظمات الحقوقية التدخل لإطلاقهم فوراً.