بيروت-لبنان اليوم
أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الحلول الجدية للأزمة التي نتخبط بها، هي إما تأليف حكومة بالفعل جديدة وتعمل بشكل جديد أو الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة أو الإثنين معا، إلا ان ما يتم القيام به اليوم مغاير تماما لهذه الحلول، فهم يقومون بتأليف حكومة بالطريقة نفسها التي كانت تتشكل فيها الحكومات في السابق ويرفضون الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة".كلام جعجع، جاء خلال خلوة نظمها مركز مدينة بشري في الحزب على مدى 9 ساعات في مقره العام في معراب. وأشار إلى أن "القوات اللبنانية اليوم ليست بتحالف مع أحد إلا أنها في الوقت عينه ليست في قطيعة مع أحد"، لافتا إلى أننا "ورغم هذا الواقع فإن موقفتا ثابت جدا، ذلك لأن الأوضاع حرجة جدا وتطلب مواقف واضحة وثابتة ولا يمكننا في ظل هكذا ظروف مزرية الذهاب في اتجاه تدوير الزوايا وإنما علينا اعتماد طروحات الحد الأقصى (maximaliste)، فتجاه كارثة كالتي وقعت في بيروت وانفجار كانفجار المرفأ وتدهور الأوضاع المالية بالطبع لم يعد بالإمكان المسايرة، فذلك حرام إذ لا مكان اليوم سوى للحلول الجدية فقط".
أما بالنسبة لما ستؤول إليه الأوضاع، فرأى جعجع أنها "ذاهبة إلى مزيد من التدهور، وتباعا سيرفع مصرف لبنان الدعم عن المواد الأساسية الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المحروقات والمنتجات القمحية والدواء وعندها ستصبح رواتب من يتقاضون أجورهم بالعملة الوطنية من دون قدرة شرائية تذكر ولن يتمكنوا من سد حاجاتهم الشهرية"، لافتا إلى أن "الحركة الاقتصادية في البلاد بحال شلل شبه كامل الأمر الذي سينتج عنه تدهور كبير بسعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي ما يعني انحدارا كبيرا بالقدرة الشرائية للعملة الوطنية".وقال: "متأسف فليس في جعبتي أي خبر سار أزفه إليكم على الصعيد الوطني لأن هذه هي حقيقة الوضع، ولكن رغم كل هذا السواد الحالك، يجب أن تدركوا أن إمكانات الإنقاذ في لبنان لا تزال متوافرة، اللهم أن يتم تغيير الطغمة الحاكمة والإتيان بطبقة جديدة تخرج البلاد من الأزمة وتسير بها في الاتجاه الصحيح نحو لبنان الذي نريده جميعا".
ثم ألقت النائبة ستريدا جعجع كلمة قالت فيها: "عنوان الخلوة اليوم هو بشري تشهد تغييرا تاريخيا وهذا العنوان صحيح جدا فبشري تشهد هذا التغيير التاريخي على المستويين السياسي الوطني مع حزب القوات اللبنانية والمحلي الإنمائي وما شهدته المنطقة في السنوات الـ15 الأخيرة". وأضافت: "بعد خروج الحكيم من المعتقل تمسك حزب القوات وعلى رأسه هو بسيادة لبنان واستقلاله وقراره الحر وبدأ مشروع بناء الدولة القوية دولة المؤسسات والشفافية التي يسود فيها منطق القانون والدليل على ذلك هو عمل نوابنا ووزرائنا المشهود لهم بمناقبيتهم ونظافة كفهم وهذه مفخرة ووسام نضعه على صدورنا".ولفتت إلى أننا "في منطقة بشري قد اجتزنا شوطا كبيرا من 15 عاما حتى اليوم إلا أنه باستطاعتنا أن نعمل على تفعيل أنفسنا بشكل أكبر من خلال إعادة هيكلة تنظيمنا فمن دون التنظيم كل ما نقوم به قابل للانهيار في برهة من الزمن كما أننا بحاجة لهذا التنظيم من أجل مواكبة رئيس حزبنا في معركته الوطنية السيادية التي يخوضها على مستوى الوطن".
ودعت "كل فرد من الموجودين في القاعة الى المشاركة وبفعالية تامة بورشة إعادة التنظيم التي بدأناها منذ 6 أشهر"، مشددة على أننا "كتلة متراصة وما يصيب أو تحصل عليه مدينة بشري يصيب أو تحصل عليه أي قرية أخرى في المنطقة لذا فإعادة التنظيم تطال جميع قرى القضاء سواسية".وأشارت إلى أن "النائب جوزاف اسحق وهي قد وعدا الحكيم بإتمام التركيبة الحزبية في المنطقة قبل عيد الميلاد المقبل، إلا أن السؤال البديهي هنا هو ما هي أهمية وانعكاس التنظيم الحزبي على القوات اللبنانية وطنيا والجواب واضح وصريح وهو أن الأهمية كبيرة جدا لأن مسألة التنظيم أساسية جدا وجوهرية خصوصا في ظل الأوضاع المزرية التي نعيشها في البلاد وقبيل انتخابات نيابية مصيرية لمستقبل الوطن".
وتابعت: "إن التنظيم يجعلنا أكثر تماسكا وصلابة وللوصول إلى الدرجة التنظيمية المطلوبة هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق كل فرد منا باعتبار أنني أؤمن بعمل الجماعة، فعندما يقولون اليوم إن بشري هي نموذج الجمهورية القوية فهذا لا يعني انني على الصعيد الشخصي قوية بالتخطيط وقد أكون كذلك، ولكن هذه النتيجة مردها للعمل الجماعي فعندما يكون هناك رزمة متجانسة من نواب ورئيس اتحاد ورؤساء بلديات ومخاتير وشرائح المجتمع الأهلي ورؤساء المراكز والمجموعات التي تحيط بهم تشكل فريقا منسجما متكاملا عندها تكون نتيجة العمل كالتي شهدناها في منطقة بشري والتي أوصلتنا إلى أن نكون نموذجا للجمهورية القوية".
وشددت على أننا "حزب غير تقليدي ما يعني أننا أصحاب مواقف وقرارات غير تقليدية التي هي في معظم الأوقات غير شعبية إلا أنها تكون أساسية وتخدم المصلحة العامة والجماعة ولدينا الكثير من الأمثلة عن قرارات غير شعبية اتخذناها لأنها تصب في عمق المصلحة العامة في المنطقة بغض النظر عن مردودها الانتخابي السلبي لأن هاجسي هو بشكل أساسي رفع المنطقة وأهلها إلى أعلى المراتب على الصعد كافة، لذا أدعوكم لاتخاذ قرارات غير تقليدية وجريئة من أجل المصلحة العامة لأن هذا ما يحولنا قلبا وقالبا نموذجا للجمهورية القوية".وختمت: "تنظيمنا أمر أساسي وجوهري لذا يجب أن نعمل على إنجاز هذه المهمة بأسرع وقت ممكن، فنموذج الجمهورية القوية ليس فقط في بناء المؤسسات وإنما خلق الاستمرارية لكل هذا العمل والمشروع لذا عليكم أن تدركوا جيدا أن المسيرة مستمرة فهي بدأت قبلنا ومستمرة بعدنا إن شاء الله".
قد يهمك ايضا
السفيرة الفرنسية تزور صيدا للمرة الأولى بعد تسلّمها مهامها وتلتقي بهية الحريري
بشير خضر يمدد إقفال بلدة رأس بعلبك لمدة أسبوع بسبب كورونا