عدن ـ عبدالغني يحيى
أكدت الحكومة اليمنية الشرعية، عدم وجود أي هدنة في محافظة الحديدة مع الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانياً، مبينة أن "تحرير المدينة يعد هدفاً استراتيجياً وقومياً ووطنياً لحماية اليمن والممرات الدولية من عبث هذه الجماعة الإرهابية".
وقال راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية إن "الحديث عن هدنة مع الميليشيات الحوثية في الحديدة غير صحيح"، مشدداً على أن "تحرير الحديدة بالنسبة لنا أصبح هدفاً استراتيجياً وقومياً وأمنياً ووطنياً لحماية اليمن والممرات الدولية". ولفت بادي في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى زيارة وفد أممي للحديدة أمس الأربعاء، للاطلاع على الأوضاع هناك يضم المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن.
وخيم نوع من الهدوء أمس على جبهات القتال في الحديدة لليوم الثاني على التوالي، في وقت عمد "المتمردون الحوثيون" إلى وضع ألغام قرب مداخل ميناء المدينة الذي يشكل شريان حياة لملايين السكان. ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مسؤول في القوات الحكومية التابعة لـ"الشرعية"، أن "العمليات الهجومية توقّفت مؤقتا لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها ونقل بعض الجرحى وفتح ممرات آمنة لمن يرغب من السكان بالنزوح إلى خارج المدينة". فيما شدّد مسؤول عسكري آخر في القوات الحكومية على أنّ الهجوم على المدينة لن يتوقف تماماً إلا بتحرير الحديدة والساحل الغربي بالكامل، مضيفا: "سيشهد الجميع مفاجآت عسكرية خلال الأيام المقبلة".
وذكر محافظ الحديدة الحسن طاهر من جهته، أن القوات الموالية للحكومة تنفّذ حالياً عملية التمشيط وتأمين المواقع والمناطق التي سيطرت عليها هذه القوات في شرق وجنوب مدينة الحديدة. وفي تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أكد سكان محليون أن المعارك تجددت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء واستمرت نحو ساعة وذلك في الجهات الشرقية والشمالية لمدينة الحديدة، مع قصف مدفعي حوثي على مواقع الجيش الوطني، لافتين إلى أن ميليشيات الحوثي الانقلابية وسّعت من انتهاكاتها من خلال خطف الناشطين الشباب، وكذلك باقتحام منازل المواطنين النازحين الفارين من الأحداث الجارية في الحديدة، والقصف المستمر، خاصة على أهالي الحي التجاري من جانب الكورنيش، ومربع 26 سبتمبر، كما جعلت ميليشيات الحوثي الانقلابية من منازل الأهالي سكناً لمقاتليها ومقرات أمنية لهم.
وأفاد 3 موظّفين في ميناء الحديدة بأن الميليشيات الحوثية بدأت قبل يومين بزرع ألغام قرب مداخل الميناء الحيوي. ونقلت وكالة الصحافة عن 3 موظفين لم تكشف عن أسمائهم قولهم، إن الألغام وضعت قرب مدخلين للميناء الواقع في شمال المدينة، وفي محاذاة سياج يحيط به. وأضاف أحد الموظفين: "لم يتبق سوى بوابة دخول وحيدة إلى الميناء، هي البوابة الرئيسية المؤدية إلى شارع ميناء عند الخط الساحلي الرئيسي، التي تدخل منها الشاحنات.
وقال بادي في إطار تصريحاته لـ"الشرق الأوسط": "الحوثيون جماعة إرهابية لن يكتفوا بتلغيم الميناء فقط، بل سيلغمون كل المناطق الاستراتيجية، ولذلك لا بد من تحرير الحديدة من هذه الجماعة الإرهابية مهما كان الثمن".
وفي صعدة، تمكنت القوات من تحرير مواقع جديدة في محيط مركز مديرية باقم، شمال غرب. وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش الوطني شنت هجوماً عنيفاً تمكنت خلاله من تحرير عدد من المواقع المهمة بمحيط مركز مديرية باقم وصولاً إلى السيطرة النارية على حصن باقم"، وإن المعارك شاركت فيها مقاتلات التحالف العربي وطيران الأباتشي، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية وأسر اثنين آخرين، بالإضافة إلى خسائر أخرى في المعدات القتالية، طبقاً لما نقله موقع الجيش الوطني "سبتمبر نت".
وقال قائد محور صعدة العميد عبيد الأثلة، إن التقدم العسكري سيستمر حتى تحرير كل شبر من الوطن وتطهير اليمن من الميليشيا الكهنوتية، وإن 6 جبهات في صعدة حققت تقدما كبيرا في التحرير وبسطت سيطرتها على مساحة كبيرة من محافظة صعدة وتبقى لها القليل حتى تحرر كامل صعدة وتلقي القبض على زعيم التمرد وهو في مخبأه، طبقا لما نقل عنه موقع الجيش.
وبالانتقال إلى محافظة البيضاء، تواصل قوات الجيش الوطني، بإسناد من التحالف تقدمها في معاركها بمديرية الملاجم، شرق المحافظة.
ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن مصدر عسكري تأكيده أن "الجيش الوطني تمكن، الأربعاء، من تحرير أعلى قمة في جبل صوران الاستراتيجي بمديرية الملاجم، بعد معارك عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم قناصون". وأوضح أنه بتحرير قوات الجيش الوطني لهذه القمة الجبلية تكون قد استكملت تحرير جبل صوران الاستراتيجي بالكامل، الذي يطل على منطقة باحواص، ومنطقة ساحة، وعلى منطقة روس الكبار المطلة على منطقة البياض، مشيرا إلى أن مقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة مفرق وعالة بذات المديرية، ودمّرت أطقماً كانت تحمل تعزيزات بشرية للميليشيات.
وكانت مدفعية الجيش قصفت، الثلاثاء، تحركات ميليشيا الحوثي الانقلابية، في شعب لبان ووادي فضحة شرقي مديرية الملاجم كانت في طريقها إلى الجبهة، ما أدى إلى تدمير عدد من العربات التابعة للميليشيا ومصرع وإصابة كل من كان على متنها.