كييف - جلال ياسين
فيما تستأنف اليوم الاثنين جولة جديدة من المحادثات بين الجانبين الروسي والأوكراني، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن المسؤولين الأوكرانيين الذين يتفاوضون مع نظرائهم الروس سيصرون على إجراء محادثات مباشرة بين زعيمي البلدين من أجل إحلال السلام. وقال في خطابه اليومي المصور "وفدنا لديه مهمة واضحة ألا وهي القيام بكل شيء لضمان اجتماع الرئيسين.. هذا الاجتماع الذي أثق في أن الناس ينتظرونه".
كما أضاف في الفيديو الذي نُشر بُعيد منتصف ليل الأحد الاثنين، أن ممثلي وفود البلدين يتواصلون بشكل يومي عبر الفيديو. وتابع قائلا إنه "من الواضح أن تلك المسألة صعبة لكنها الطريق المطلوب لتحصل أوكرانيا على النتيجة الضرورية من هذا الصراع".
إلى ذلك، جدد الرئيس الأوكراني مطالبة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده، معتبراً أن التمنّع عن ذلك سيؤدّي إلى هجوم روسي على دول الحلف. وتابع قائلاً "إذا لم تُغلقوا سماءنا، ستكون مجرّد مسألة وقت قبل أن تسقط الصواريخ الروسية على أراضيكم، على أراضي الناتو".
جاءت مطالبته هذه غداة مقتل 35 شخصاً وإصابة أكثر من 130 آخرين عندما شنّت القوات الروسية ضربات جوّية على قاعدة تدريب عسكريّة خارج مدينة لفيف غرب أوكرانيا، قرب الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي.فيما اعتبر الجنرال البولندي فالديمار سكرزيبتشاك، القائد السابق للقوات الجوّية، في وقت سابق أمس الأحد، أن تلك القاعدة استُخدمت لتدريب وحدات من الفيلق الأجنبي، مع وصول متطوعين إلى أوكرانيا لمحاربة الروس. من جهة ثانية، اعتبر زيلينسكيأنّ مقتل الصحافي الأميركي برنت رونو قرب كييف أمس "كان هجوما متعمّدا من الجيش الروسي"..و على وقع العقوبات الغربية القاسية والمؤلمة إلى حد بعيد (كما وصفها سابقاً الكرملين) التي فرضت على البلاد، لجأت على ما يبدو روسيا إلى حليفها القوي "الصين".
فقد كشف مسؤولون مطلعون أن موسكو طلبت مساعدة اقتصادية وعسكرية من الصين لمتابعة العملية العسكرية في أوكرانيا، وللالتفاف على العقوبات الغربية، في وقت حذرت واشنطن مرارا بكين من مساعدة موسكو، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".كما أوضحوا أن الروس طلبوا من بكين تزويدهم بمعدات عسكرية للحرب ومساعدات اقتصادية لمساعدة البلاد في تجاوز العقوبات الدولية، لكنهم لم يحددوا الطبيعة الدقيقة للمساعدة المطلوبة أو ما إذا كانت الصين قد استجابت.في المقابل، نفى المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن ليو بينجيو، علمه بما أوردته تقارير إعلامية أمس الأحد بأن موسكو طلبت من بلاده عتادا عسكريا، بالقول، "لم أسمع بذلك مطلقا".
كما أوضح في بيان أن "الوضع الحالي في أوكرانيا مثير للقلق حقا"، مضيفا أن "الأولوية القصوى الآن هي لمنع تصعيد الموقف المتوتر أو حتى خروجه عن السيطرة".
يذكر أن تلك المعلومات أتت في وقت يتوقع أن يلتقي وفد أميركي عالي المستوى مسؤولا صينيا رفيعا اليوم الاثنين في روما، وفق ما أعلن البيت البيض أمس، محذرا بكين من أنها ستواجه "عواقب" شديدة في حال ساعدت روسيا في الالتفاف على العقوبات.
إذ يرتقب أن يناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان اليوم، مع كبير الدبلوماسيين في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي "الجهود الجارية للتعامل مع المنافسة بين البلدين وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على الأمن الإقليمي والدولي"، وفق ما جاء في بيان صدر عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إميلي هورن الأحد.وكان ساليفان أكد عبر قنوات تلفزيونية عدة أمس أن البيت الأبيض "يراقب من كثب" لمعرفة إن كانت الصين تقدّم دعما ماديا أو اقتصاديا لروسيا لمساعدتها في التخفيف من تأثير العقوبات. يذكر أن بكين رفضت مراراً أن تندد بالغزو الروسي، محملة حلف شمال الأطلسي المسؤولية عن تفاقم النزاع، عقب توسيع وجوده باتّجاه الشرق الأوروبي.
ومن جانبه قطع زعيم الشيشان رمضان قديروف الشك باليقين، مؤكدا أنه موجود في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية التي تقود هجوما في البلاد ونشر قديروف الذي تندد منظمات دولية غير حكومية بانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان في بلاده، مقطع فيديو على تلغرام اليوم الاثنين يظهر فيه بزي عسكري خلال مراجعته خططا وهو يجلس إلى طاولة مع جنود داخل غرفةكما أكد أن هذا الفيديو التقط في مطار غوستوميل القريب من العاصمة الأوكرانية كييف، والذي استولت عليه القوات الروسية في الأيام الأولى لهجومها، بحسب ما نقلت فرانس برس. إلى ذلك، كتب "قبل أيام كنا على بعد نحو 20 كلم منكم في كييف والآن أصبحنا أقرب"، داعيا القوات الأوكرانية إلى الاستسلام "وإلا فسينتهي أمرها".
وأضاف "سنريكم في شكل ملموس أن الممارسة الروسية تُعلّم الحرب أفضل من النظرية الأجنبية ومن توصيات المستشارين العسكريين". يشار إلى أن قديروف يحكم الشيشان بقبضة حديد، وهو موال بشدة للكرملين ولديه العديد من المسلحين تحت إمرته.وكان أكد سابقا أن مئات الآلاف من الشباب يودون الذهاب للقتال في أوكرانيا.كما أعلن مبكرا جدا استعداده لإرسال قواته إلى الأراضي الأوكرانية للقتال إلى جانب موسكو، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتخذ القرار الصائب بشنه العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي.
يذكر أن القوات الروسية كانت أطلقت في 24 فبراير الماضي عملية عسكرية وصفتها بالمحدودة، في مناطق شرق أوكرانيا، إلا أنها سرعان ما توسعت شمالا وجنوبا، بل وصلت إلى محيط كييف، ما استدعى توتراً غير مسبوق في أوروبا وامتعاضا دوليا واسعا، إذ فرضت العديد من الدول الغربية حزمة عقوبات واسعة على موسكو، شملت مصارف وشركات عدة، فضلا عن سياسيين ونواب وأثرياء روس، حتى إنها طالت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.كما استدعت تلك العملية العسكرية استنفارا أمنيا بين موسكو والغرب، لاسيما دول الناتو والاتحاد الأوروبي، ما دفع العديد من الدبلوماسيين الغربيين رفيعي المستوى إلى تحذير من "حرب عالمية ثالثة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بوتين الوسيط في فيينا والخصم في أوكرانيا
كييف تُطالب بتعزيز الدعم الغربي ومؤشرات على هجوم روسي شامل على أوكرانيا