رام الله ـ ناصر الأسعد
أعلن وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، أن بلاده تدعم حل الدولتين؛ لكنها لا ترى إمكانية للتقدم في عملية السلام من دون وجود الإدارة الأميركية، وأضاف ماس في مؤتمر صحافي عقده في رام الله، مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بعد لقائه الرئيس محمود عباس: نحن نعلم أهمية المسؤولية الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ونعي هذا جيدًا، لذلك يجب أن يكون هناك تقدم في عملية السلام، ونعتقد أنه من الصعب وجود مثل هذا التقدم من دون وجود الإدارة الأميركية.
وجدد ماس تأييد بلاده لحل الدولتين قائلًا: سمعت عن بدائل لحل الدولتين من قبيل حل الدولة الواحدة، وهنا أود أن أؤكد أننا نولي تحقيق حل الدولتين الاهتمام كله، بغض النظر عن المواقف الأخرى، وهذا ما يجب أن يحوز على الأغلبية في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، وعبّر ماس عن أمل بلاده ألا تغلق الأبواب أمام أي حوار، سواء مع الإسرائيليين أو داخليًا.
وقال: ليعيش الناس في سلام. الناس هنا عانوا كثيرا وانتظروا العيش بأمان، ونحن في أوروبا سنساعد في تحقيق السلام، والناس كذلك.وتابع: تحدثت مع الرئيس عباس حول الوضع هنا وفي قطاع غزة، وإمكانات تحسين الوضع، وسنعمل بالتعاون مع شركائنا للعمل على توفير مزيد من الدعم لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا)؛ لأن تحسين الوضع الإنساني أمر مهم جدًا، في هذا الوضع الصعب أشجع الناس: (لا تكسروا الجسور)، وهو ما ينطبق أيضًا على المصالحة، وخاصة بعد الاعتداء المستهجن على رئيس الوزراء رامي الحمد الله.
ووصف ماس وجوده في رام الله بأنه يمثل إشارة مهمة على دور ألمانيا الذي تلعبه بنشاط في المنطقة.وقال: نحن في أوروبا نولي ذلك أهمية كبرى، وأن تكون هناك مساهمة إيجابية للتقدم بعملية السلام، وسنقوم بتحمل مسؤولياتنا لنقدم المزيد.ووصل ماس إلى رام الله قادمًا من تل أبيب، حيث شدد في إسرائيل على العلاقات الخاصة التي تربط بلاده معها، وذكر أن الدفاع عن أمن إسرائيل والتصدي لمعاداة السامية يقع في محور نهج سياسات ألمانيا.
ولم يعترض الفلسطينيون على قول ماس إنه من دون وجود الإدارة الأميركية لا يمكن التقدم؛ لكنهم يراهنون على اتفاق يضمن وجود هذه الإدارة ضمن آلية متعددة، ويأمل الفلسطينيون في إقناع ألمانيا ودول أخرى، بالعمل ضمن هذه الآلية، من أجل إطلاق عملية سلام جديدة.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن الرئيس عباس أكد لـ"ماس" أن السلطة ملتزمة بالمفاوضات المباشرة مع إسرائيل؛ لكن وفق آلية دولية متعددة الأطراف.وأضاف المالكي في المؤتمر الصحافي: الرئيس أبلغ الوزير الألماني أنه لا بديل عن حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين) على أساس الشرعية الدولية.
وشدد المالكي على أهمية الدور الألماني بشكل خاص، والأوروبي بشكل عام لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف المالكي: نحن نعتقد أن هذه الزيارة تعبر عن الاهتمام الألماني في المنطقة، وزيارة الوزير هي تعبير عن هذا الاهتمام، لذلك أكد السيد الرئيس استعدادنا للتعاون والتنسيق والتشاور المستمر لرؤية دور فعال لألمانيا والاتحاد الأوروبي، من أجل الجهود التي تبذل للعودة للمفاوضات قريبا مع الإسرائيليين.
وأشار المالكي إلى أن الرئيس وضع الضيف في صورة الأوضاع الأخيرة، وخاصة ما حدث نتيجة لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
وقال المالكي إن عباس أبلغ ماس: إننا نعتبر الإدارة الأميركية لم تَعد وسيطًا مقبولًا بيننا وبين الإسرائيليين، ولا بد من مؤتمر دولي تنبثق عنه مجموعة دولية متعددة الأطراف تلتزم بالشرعية الدولية ترعى العملية السياسية.
وأكد عباس إيمانه المطلق بحل الدولتين، والتزامنا بالمفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقال له: إننا ملتزمون بمحاربة الإرهاب الدولي في كل مكان، ولهذا السبب وقعنا 85 بروتوكولًا أمنيًا مع 85 دولة في العالم على هذا الأساس، وملتزمون بكل قرارات الأمم المتحدة ونطالب بتطبيقها، ونعتقد أن مبادرة السلام العربية أساس جيد لهذه المفاوضات.
وتابع المالكي: أكدنا للوزير الضيف أهمية العلاقات الوثيقة بين بلدينا، وكانت لدينا فرصة لشكرهم على الدعم والمساعدة لبناء القدرات والمؤسسات، منذ نشأة السلطة الوطنية، وحتى اللحظة، ونقدر لألمانيا مواقفها تجاه الحقوق الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية.وأردف: نعول كثيرًا على ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي وعلى أوروبا بشكل عام، ورؤيتنا أن شكلا متعدد الأطراف، مثل الرباعية، زائد مهم لتوفير المناخ المناسب للعودة إلى المفاوضات، وألمانيا هي جزء من هذا الإطار.وأكد المالكي أن الجهد الأوروبي متواصل ولم يتوقف.
و سبقت زيارة ماس للرئيس الفلسطيني زيارة مفترضة الاثنين لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وتهدف إلى نقاش كيفية إطلاق عملية سياسية.وقال المالكي إن النقاش مع لودريان يركز على العملية السلمية وتعزيز العلاقات الثنائية والاعتراف بدولة فلسطين.