رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​

رحلة الاربع ساعات بين بيروت والكويت ذهاباً وإياباً، والتي يترافق فيها رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال حسان دياب ووزير خارجيته شربل وهبة، لتقديم واجب العزاء الى امير دولة الكويت الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح برحيل سلفه الشيخ صباح الاحمد الجابر الصابح، ربما تكون كفيلة في وضع الإطار المبدئي والعملي بين عون وبري لما يجب ان تكون عليه الأمور بشأن الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد تشكيل الحكومة.

وبرغم التباعد الإجتماعي على متن الطائرة الرئاسية، سيجد بري وعون الطريقة الممكنة للتباحث وتبادل الافكار حول المخارج الممكنة للدعوة الى استشارات التكليف، بعدما غادر مصطفى اديب هذه المهمة على عجل عائداً الى وظيفته الديبلوماسية في برلين، وغير آسف على لقب دولة الرئيس الذي كاد ان يحوله الى كبش محرقة في الصراع الإقليمي والدولي بأدوات لبنانية على الساحة اللبنانية.

وبحسب مصادر متابعة تحدثت لـ “نداء الوطن” فان “التشاور الطائر بين رئيسي الجمهورية والمجلس، سيتركّز على تهيئة الاجواء والظروف المناسبة للدعوة الى الاستشارات، من خلال عدة افكار، ابرزها اثنتان:

– الاولى: اعتماد الطريقة السابقة بحيث يعمد رئيس الجمهورية الى مشاورات مع الكتل النيابية ورؤساء الأحزاب أو من يمثلهم حول التوجه الأغلب لأي رئيس حكومة وحكومة يفضلون، وبالتالي انتظار ان يطرح المكون السني الأكثر تمثيلاً عدة أسماء يتم إختيار احدها.

– الثانية: الإستفادة من الوقت المستقطع الذي منحه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ودعوة عون بالتفاهم مع بري الى لقاء وطني جديد في بعبدا شبيه باللقاء السابق الذي لم يكتمل نصابه مع بعض التعديلات. اي يكون نسخة طبق الأصل عن الدعوة التي تم توجيهها للاجتماع مع الرئيس فرنسي في قصر الصنوبر وبذات الاسماء، والبحث في تسوية ولو مرحلية تنتج رئيس حكومة وحكومة مهمتها تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دولياً وليس فقط فرنسياً، وتعمل على اعداد قانون انتخابات ينطبق مع نص الدستور”.

وترى المصادر ان “الخيار الاول ممكن ولكن ستواجهه عقبة ما بعد التأليف، لجهة من يختار اسماء الوزراء والمداورة وحقيبة المالية، اما الخيار الثاني تزداد حظوظه اذا اتفق الفرقاء على ان يعقب تشكيل الحكومة ونيلها الثقة الدعوة فوراً الى مؤتمر حوار وطني يضع كل بنود دستور الطائف على طاولة التطبيق مع تحديد الثغرات الواجب معالجتها”.

وتؤكد المصادر “انه فور عودة الوفد الرئاسي عصر اليوم من الكويت، سيباشر عون وكذلك بري مروحة واسعة من المشاورات مع كل القوى السياسية والحزبية، مع إبقاء الخط مفتوحاً مع الجانب الفرنسي، خصوصاً وأن هناك ملفاً مهماً جداً وخطيراً جداً بدأ لبنان مفاوضات بشأنه مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الاميركية، وهو ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية، وبالتالي اذا كان لبنان قادراً على مفاوضة إسرائيل حول ترسيم الحدود، هل يعقل الا تكون مكوناته السياسية والحزبية قادرة على انتاج تفاهم يؤدي الى تشكيل حكومة مهمة، سيكون من مهامها السهر على حماية حقوق لبنان في البر والبحر؟”.

ولم تستبعد المصادر ان “يعمد بري الى تشجيع عون على الخوض في نقاش مباشر مع الرئيس سعد الحريري حول مسألة التكليف والتأليف، لا سيما وأن رئيس المجلس يعتبر وعن قناعة ان خيار عودة الحريري الى رئاسة الحكومة يبقى الأفضل والأنسب، ولأنه كلما كان هناك تفاهم داخلي سيجد الخارج صعوبة في تعطيل هذا التفاهم، وكل ما في الأمر ان يمتلك كل الفرقاء كما المواقع الدستورية جرأة القرار وعدم تقديم حسابات الخارج على مصلحة الداخل، لعل المجموعات اللبنانية التي تعيش مع بعضها البعض تتمكن من التلاقي والتفاهم حول استحقاق يجب ان يكون بديهياً في حال اعتمدت الآليات الدستورية”.

قد يهمك أيضا :  

"الثنائي" في أولِ ردٍ على "ماكرون" لا نؤخذ بردود الفعل

الرئيس اللبناني يرفض حكومة اللون الواحد ولا يحدد موعدًا للاستشارات النيابية