بيروت ـ لبنان اليوم
كتبت "مصادر" : فيما لبنان ينوء تحت أثقال وباء كورونا المتفشي صحّياً، واللبنانيون خائفون على حياتهم يتلقون الأخبار السيئة من أمام المستشفيات بانتظار وصول اللقاح علّهم يتنفسون الصعداء بعد أن بلغ بهم تخبّط المسؤولين واستهتار بعض الناس ما بلغته الأمور، فإن تفشي وباء الاستهتار السياسي يطال المسؤولين أيضاً في ظل تخلّي الفريق الحاكم عن واجباته بإتمام عملية تأليف الحكومة العتيدة.
وبالرغم من عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت لا جديد يذكر على خط التأليف، ربما بانتظار تسلّم الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن مهامه رسميا غداً وإنما سيتضمنه خطابه المرتقب الذي سيحدد فيه سياسة بلاده محليا في مواجهة أزمة كورونا وتداعياتها اقتصاديا، والخارجية التي قد يعتمدها حيال اوروبا وروسيا والصين والشرق الأوسط، وبالتحديد مع ايران ومستقبل مفاوضات الملف النووي.
وبحسب المصادر المواكبة للملف الحكومي، فإنه من غير المؤكد ان تكون لعودة الحريري أية علاقة بتشكيل الحكومة أقله هذا الاسبوع والذي يليه، فهذان الأسبوعان سيشهدان تطورات مهمة بالتزامن مع تسلّم بايدن وخروج دونالد ترامب من البيت الابيض. وبناء عليه، رأت المصادر عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية أن "الوقت الحالي لا يخدم بالتالي تحريك هذا الملف، خاصة وأن ايران وحزب الله كانا مع تأجيل البت بهذا الاستحقاق منذ ما قبل اجراء الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني الفائت. ولذلك لا بد من انتظار أسبوع او أسبوعين على أقل تقدير لتوضيح رؤية بايدن في المنطقة وما سيكون تأثيرها على لبنان".
في غضون ذلك تجهد بكركي على سبيل إعادة وصل الخط بين بعبدا وبيت الوسط، وأكدت مصادرها لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن "خطأ مميت اذا بقي ملف تشكيل الحكومة معلقا بانتظار التطورات في المنطقة"، ونقلت عن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انزعاجه من ذلك، وتكرار مطالبته لرئيس الجمهورية ميشال عون "من موقعه الحريص على الدستور أن يبادر بالاتصال بالحريري للاجتماع به على الفور لمناقشة التشكيلة الحكومية التي قدمها له الحريري منذ ثلاثة أسابيع وأكثر، بغية درسها سوياً واتخاذ الاجراءات اللازمة بشأنها، ومن ثم الاتفاق على إصدار مراسيم التشكيل".
في المقابل أجواء بعبدا أشارت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية إلى ان "لا مانع لدى الرئيس عون من التجاوب مع طلب الراعي، لأن البطريرك "بيمون" وهو لا يريد شيئا لنفسه، لكن عون يسأل عمّا إذا تغيّر مزاج الحريري وبات مستعدا لتغيير أسلوب التعامل معه كرئيس للبلاد وشريك أساسي في تشكيل الحكومة، كي يبنى على الشيء مقتضاه".توازياً، رأت مصادر سياسية ان "الخروج من الازمة يجب ان ينطلق من مسلّمتين، هما ان يتغاضى الحريري الفيديو التي تم تسريبه مؤخراً، مقابل تراجع عون عن شرط تسمية وزيري العدل والداخلية، فتسير الأمور في إطارها الصحيح".
لكن مصادر تكتل "لبنان القوي" التي تتمسك بمقولة انها لا تتدخل بتأليف الحكومة، جددت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، القول ان الموضوع في عهدة عون والحريري "فليتفقا ويشكلا الحكومة، ونحن نصفق لهما".وعن الربط بين بين موقف "التيار الوطني الحر" وحزب الله في الملف الحكومي، رأت المصادر ان "حزب الله مكوّن أساسي في البلد وهو في النهاية يعرف ماذا يريد، ولن يعارض تشكيل الحكومة الا في حال تأكد له ان هناك من يعمل على اقصائه منها".
من جهتها، مصادر المستقبل أملت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية ان تساعد عودة الحريري على تحريك ملف تشكيل الحكومة "العالق في ادراج الرئيس عون ومستشاريه، فالحريري سبق وسلّم عون مسوّدة تشكيل الحكومة من 18 وزيراً، كما اتفقا، ووعده بدراستها والاجتماع مجددا بشأنها، وهذا لم يحصل ودخل البلد بإجازة الأعياد ورغم تدخل البطريرك الراعي لم يحصل شيئا، فاذا كان البعض يعتبر ان الحريري مجرّد ساعي بريد عليه ان يدرك ان الحريري هو من يشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية"
المصادر قالت إن "الحريري عاد ولم يعد وجوده في الخارج حجة، فهل يحدد عون موعدا للحريري ويلتقيان لإنجاز هذا الاستحقاق بالرغم من كل ما رافق المرحلة الماضية من مواقف وتسريبات لا تصب في مصلحة الوفاق الوطني؟"، داعية الراعي الى اعادة تحريك مبادرته لأنه "لا يوجد غير فاتحة الخير هذه".
وعلى خط الصحة، تدرس اللجنة الوزارية المخصصة لمواجهة أزمة كورونا إمكانية تمديد خطة الاقفال التام من الخامس والعشرين من الجاري موعد نهاية الاقفال التام حتى آخر الشهر وذلك للحد من زيادة عدد اصابات كورونا.في هذا السياق، أشارت مصادر حكومية لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان خلية الازمة الحكومية بصدد عقد اجتماع تقويمي ليبنى على الشيء مقتضاه، ولن يكون هناك أي توجه نهائي قبل اجراء التقييم المطلوب
قد يهمك ايضا:
رئيس الحكومة اللبنانية يعلن دخول البلاد مرحلة الخطر الشديد جراء تفشي وباء كورونا