بيروت-لبنان اليوم
أقرّ رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب بأن "الدولة فقدت ثقة اللبنانيين ولم تعد قادرة على حمايتهم وتأمين الحياة الكريمة لهم"، كاشفًا أن "الأيام المقبلة ستشهد حسم النقاش، لاتخاذ قرار مفصلي ندرسه بعناية شديدة لأنه يشكل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل".
ونقل رئيس "المجلس الوطني للإعلام" عبد الهادي محفوظ عن رئيس الحكومة أنه سيعلن عن القرار النهائي بشأن استحقاق سندات اليوروبوند الجمعة أو السبت على أقصى حد. وعقب اجتماع مع دياب، نقل محفوظ عنه قوله إن القرار النهائي "يحفظ حقوق المودعين الصغار ومتوسطي الحال ويحفظ مصلحة لبنان".
ويتوقع كثير من المحللين أن يعيد لبنان هيكلة السندات السيادية الدولية، التي تتضمن إصدارًا بقيمة 1.2 مليار دولار يحين موعد استحقاقه في التاسع من مارس (آذار) وإصدارات أخرى مستحقة في أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران).
وجاء كلام دياب خلال استقباله أعضاء السلك القنصلي الفخري في لبنان برئاسة عميد السلك جوزيف حبيس. وقال دياب: "بكل أسف، الدولة اليوم في حالة ترهل وضعف إلى حدود العجز، والوطن يمر بمرحلة عصيبة جدًا، واللبنانيون قلقون على حاضرهم ومستقبلهم، والخوف يتمدد من الوضع المالي إلى الأوضاع الاقتصادية والواقع الاجتماعي والظروف المعيشية، وصولًا إلى الهموم الصحية الداهمة".
وأقر دياب بأن الدولة "غير قادرة على حماية الشعب"، مضيفًا: "بكل صراحة، لم تعد هذه الدولة، في ظل واقعها الراهن، قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم. وبكل شفافية، فقدت هذه الدولة ثقة اللبنانيين بها. وبواقعية، تراجع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى حدود التوقف الكامل". ورأى أن لبنان "أمام معضلات كبرى، بينما آليات الدولة ما زالت مكبلة بقيود طائفية صدئة، وجنازير فساد محكمة، وأثقال حسابات فئوية متعددة، وفقدان توازن في الإدارة، وانعدام رؤية في المؤسسات".
وأكد أن حكومته "جاءت وهي تعلم أن حملها ثقيل، وأن مهمتها معقدة، لكننا مصممون على تفكيك هذه التعقيدات، وعلى الانتقال بلبنان إلى مفهوم الدولة، ومعالجة المشكلات المزمنة. هذه الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على تخفيف لهيبها كي لا تحرق التراب بعد أن أحرقت الأخضر واليابس. لا خيار أمامنا إلا السير على طريق الجلجلة، مهما كان الوجع، لأن الخيارات الأخرى هي أخطر بكثير".
وأعلن أن "الأيام المقبلة ستشهد حسم النقاش لاتخاذ قرار مفصلي لهذه الحكومة، وهو قرار حساس ودقيق، ندرسه بعناية شديدة، لأنه يشكل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل". وتوجّه إلى أعضاء السلك القنصلي، قائلًا: "صحيح أنكم تمثلون دولًا عدة في لبنان، لكنكم لبنانيون أولًا، وهذا ما يجعلنا نطمئن إلى أنكم ستساهمون في ورشة إنقاذ لبنان، كل من موقعه، سواء القنصلي أو الاقتصادي أو الشخصي، فكلنا مسؤولون عن بناء مستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة".
قد يهمك أيضا:
اتهامات لرئيس الحكومة بـ"تصفية الحسابات الرئاسية" مع خصوم عون
دياب يُطلق حسابًا عبر "تويتر" للاستماع إلى اقتراحات اللبنانيين