بيروت-لبنان اليوم
أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أن "رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قادران على اتخاذ هذا القرار المسؤول والشجاع إذا أبعدا عنهما الأثقال والضغوط، وتعاليا على الحصص والحقائب، وعطلا التدخلات الداخلية والخارجية المتنوعة، ووضعا نصب أعينهما مصلحة لبنان فقط".واعتبر البطريرك الراعي خلال عظته في القداس الاحتفالي لمناسبة اليوم العالمي للسلام في بكركي أن «الحكومة لن تتشكل إلا من خلال لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف واتفاقهما على تشكيل حكومة مميزة باستقلالية حقيقية، وتوازن ديمقراطي وتعددي، وبوزراء ذوي كفاية عالية في اختصاصهم وإدراك وطني بالشأن العام. فلا يفيد تبادل الاتهامات بين المسؤولين والسياسين حول من تقع عليه مسؤولية عرقلة تشكيلها».
وقال إن «رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قادران على اتخاذ هذا القرار المسؤول والشجاع إذا أبعدا عنهما الأثقال والضغوط، وتعاليا على الحصص والحقائب، وعطلا التدخلات الداخلية والخارجية المتنوعة، ووضعا نصب أعينهما مصلحة لبنان فقط. فالإنقاذ لا يحصل من دون مخاطرة، وكل المخاطر تهون أمام خطر الانهيار الكامل. هذه الخطوة الإنقاذية تضع الجميع أمام مسؤولياتهم. ومن المؤكد أن المجلس النيابي الذي انتخب لتمثيل الشعب ويستمد شرعيته من الشعب، لا يسمح لنفسه بمعارضة إرادة الشعب الذي يريد حكومة اليوم قبل الغد».
وأضاف أن "إطلاق النار ليلة رأس السنة عادة غير راقية وغير حضارية. ألا يكفينا ضحايا المرفأ وجائحة كورونا والسلاح المتفلت فنزيد عليهم ضحايا الرصاص الطائش وأضراره المادية؟ بعض اللبنانيين لا يملك ثمن رغيف خبز، فكيف تملكون ثمن السلاح والرصاص؟ ألم تكن اللياقة الاجتماعية والتضامن الإنساني يفرضان الحياء والترفع عن هذا النوع من الابتهاج، فيما مئات ومئات من العائلات حزينة على من فقدت في انفجار المرفأ وجراء كورونا؟ ومع تقديرنا لسهر قوى الجيش والأجهزة الأمنية لتوفير الأمن، لا يسعنا إلا أن نطالب هذه الأجهزة والقضاء بمعالجة هذه الآفة في جميع المناطق».
واستقبل البطريرك الماروني في بكركي نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف ابو شرف الذي اطلعه على الوضع الصحي العام في لبنان وخصوصا لجهة جائحة كورونا، وطلب اليه ان يضم صوته الى صوت نقابة الاطباء والتوجه الى المواطنين لأخذ خطورة وباء كورونا بالاعتبار وبكل جدية، والتقيد بالإرشادات الوقائية من وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسيل اليدين.كان البطريرك الراعي، استقبل في بكركي، الوزير السابق سليم جريصاتي الذي قال بعد اللقاء: «تبادلنا الآراء في مواضيع كثيرة واستمعنا إلى رأي البطريرك، وسمع رأينا الموضوعي، ورأينا بالتجربة ما الذي حصل اخيرا في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية».وردا على سؤال عما إذا شعر ان البطريرك الراعي غاضب على رئيس الجمهورية او على النائب جبران باسيل، قال جريصاتي: «نحن نعتبر أن مرجعية بكركي مرجعية وطنية بكل المفاهيم والمعايير، والبطريرك والرئاسة على خط متواز في موضوع خلاص لبنان، ولم أر أي تباين في وجهات النظر. على العكس رأيت تشجيعا من البطريرك في ان نذهب جميعا الى النفس المؤسساتي اي خلاص لبنان، ليس على أساس جهوي، فئوي، مذهبي، طائفي، إنما قال اذهبوا الى المؤسسات. وقال أنا والرئيس متفقان على موضوع عمل المؤسسات وإنشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح ومتوازن عملا بالأحكام الدستورية».
قد يهمك ايضا
ردود غاضبة على تصريحات إيران وتغريدة "رفع عتب" من عون
لبنان يترقب قرارًا بالاغلاق العام بعد تفشي فيروس "كورونا"