بيروت - لبنان اليوم
لم يكن ينقص لبنان الذي يُعانِدُ السقوطَ في فم المرحلة الرابعة الأكثر وحشية في انتشار فيروس كورونا المستجد، سوى إطلالة فيروس الصراع السياسي برأسه، وهذه المَرّة بين رعاة حكومة اللون الواحد، بما يُخشى أن يجعل المرحلةَ المقبلة المُشَرَّعة على مَخاطر صحية ومالية ما فوق عادية تُدار بوهج التجاذبات الباهظة الكلفة في لحظةٍ مصيرية تعيشها البلاد.
وقد عبّرت أوساطٌ واسعة الاطلاع عن قلق كبير من الإشارات غير المُطَمئنة التي يشكّلها تخبُّط الحكومة بإزاء ملفاتٍ استثنائية.ورأت أن "ثمة مسألتين تزامنتا وتُعتبران بمثابة جرس إنذار حيال ما يمكن أن ينتظر لبنان، وهما:
تولّي الحكومة عبر وزارة المال، إعلان التخلّف عن سداد كل استحقاقات اليوروبوندز بعدما كانت بدأت بإصدار 9 آذار الجاري، وذلك من دون تفاهُم مع الدائنين ولا سيما الأجانب، وقبل اكتمال الخطة المالية - الاقتصادية التي يفترض أن ترفد المفاوضات، على البارد أو تحت ضغط المقاضاة للدولة اللبنانية، بعناصر طمأنة يغيب عنها حتى الساعة أيضاً صندوق النقد الدولي وبرنامجه الإنقاذي.
"كورونا" تطغى على قرارات مجلس الوزراء... تثبيت سعر البنزين ولا تعيينات وترقب لموقف نصرالله
انفجار الخلافات دفعة واحدة على ملفيْن: الأول "الكابيتول كونترول" الذي سحبه وزير المال غازي وزني عن طاولة مجلس الوزراء على وقع بطاقة حمراء بوجهه من بري و"حزب الله" نتيجة تعديلات أُدخلت على صيغته الأصلية، بحيث بات بحسب المعترضين عليه يوفّر غطاءَ قانونياً لمخالفات المصارف وقيودها على المودعين من دون أن يؤدي إلى حماية هؤلاء. والثاني تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة ولجنة الرقابة على المصارف، وسط شدّ حبال قويّ بفعل ارتسام ملامح تفاهمات حولها بين "التيار الوطني الحر" ودياب، وهو ما عبّر عنه ضمناً رئيس تيار "المردة" سليمان الذي أعلن أنه يجري استغلال انتشار فيروس كورونا لتهريب التعيينات وإمرار الصفقات، لا نريد حصّة، ولكن نتمنى تأجيل الاستحقاق الخلافي وغير الضروري حالياً للوصول إلى تعيينات شفافة، ملوّحاً بالخروج من الحكومة.
وفيما تَشابَك هذان العنوانان وسط معطياتٍ إلى أن تشدُّد بري على جبهة "الكابيتال كونترول" مرتبط بالتدافُع في ما خص التعيينات، لاحظتْ الأوساط نفسها أن حتى الدعوات المتصاعدة لإعلان حال الطوارئ الوطنية لمواجهة كورونا والتي تصدّرها بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لم تبدُ بعيدة عن هذا المناخ الاستقطابي والتصويبيّ على فريق رئيس الجمهورية ميشال عون ودياب
قد يهمك ايضا:مصادر طبية ترصد ارتفاع وفيات "كورونا" في تونس إلى 5 حالات
تسجيل 7 إصابات جديدة بفيروس كورونا في قطاع غزة ليرتفع عدد الإصابات إلى 9 حالات