الشيخ عبد اللطيف دريان

تشكّل صلاة العيد، فطرا أو أضحى، في لبنان محطة سياسية تستقطب الأضواء والاهتمام بحكم ما تكشف عنه صلاة الجماعة بإمامة مفتي الجمهورية، من توزع القوى السياسية حول المرجعية السياسية التي يمثلها رئيس مجلس الوزراء والمرجعية الدينية بشخص المفتي الذي يعتبر صاحب المناسبة.وعبث "كورونا" بوجهيه الصحي والسياسي بالتقاليد والموازين هذا العيد، بحيث صلى رئيس الحكومة حسان دياب في مسجد محمد الأمين خلف المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، بعدما أتى بالمفتي من دارته بمواكبة رسمية، في حين اختار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الصلاة في مسجد الإمام علي في حي طريق الجديدة.الحضور في المسجدين كان رمزيا مع فارق وجود وزراء ونواب لبيروت في جامع الأمين.

في خطبة العيد، طالب مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان الحكومة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات الحازمة، ووقف نزيف انهيار العملة الوطنية، وهذا أمر خطير، لأن الناس ضاقوا ذرعا، فلا هم قادرون على تأمين لقمة عيشهم بكرامة، ولا هم قادرون على الحصول على مدخراتهم متى يشاؤون، ولا هم مطمئنون إلى أنها مصانة، وأنها ستعود إليهم ولو بعد حين.

وقال إن الحكومة تعمل على مكافحة الفساد، واستعادة المال المنهوب، وهذا عمل يسجل لها وتشكر عليه، وعلى ما تقوم به من مجهود لصالح الوطن والشعب، ونتمنى لها ولرئيسها التوفيق والنجاح، للنهوض بلبنان، والخروج به من أزماته المحدقة.

وتوجه إلى الرئيس دياب بالقول: أنت مؤتمن على مصالح الناس، وأنت مسؤول عن قضاياهم وحل أزماتهم، إنهم يعلقون أملهم عليك، فلا تخيب أملهم، والأمر لا يحتمل التأخير، لأن التأخير ليس في صالح الناس والوطن، الذي يعاني ترهلات عديدة.

ولا يكافح الفساد إلا بالقضاء؟ وختم: نحن لا نقبل الإخلال بالدستور، ولا تهميش رئاسة الحكومة أو المس بصلاحيات رئيس الحكومة، ليس لأن في ذلك تجاهلا لتراتبية المؤسسات الدستورية، وحقوق طائفة من مكونات لبنان الرئيسية فقط، بل لأن الإخلال بالدستور، يصنع أزمة سياسية، تقع في أصل الانهيار الكبير الذي يعانيه لبنان.

وبعد إلقاء المفتي دريان خطبة عيد الفطر، توجه والعديد من الشخصيات إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث كان في استقباله الرئيس سعد الحريري، لتلاوة الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.

كان المفتي دريان أعلن، كما مختلف القيادات السياسية، الاعتذار من تقبل التهاني في دار الفتوى بالعيد بسبب جائحة كورونا وإجراءات التعبئة الصحية ومنع الاختلاط، إلا أن سفيرا المملكة العربية السعودية وليد البخاري ودولة الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي حرصا على زيارة دار الفتوى وقدما التهنئة للمفتي دريان.
عدا هذه المعايدة الرسمية مضى اليوم الأول من العيد، الأحد، لا أحد زار أحد ولا أحد صافح أحدا، ولا أحد لام أو عتب على أحد، إنما قامت وسائل الاتصال بالواجب".

قد يهمك ايضا:مفتي الجمهورية يؤدي صلاة الجمعة في مسجد "الأمين" في بيروت 

 حملة "الإفتاء" اللبنانية تجمع 7 مليارات و168 مليون ليرة لمساعدة المحتاجين