الرئيس سعد الحريري

مما لا شك فيه أنه جراء عوامل شتى لكن جوهرية في بنية النظام السياسي باتت الطبقة الحاكمة معدومة الرؤية وفاقدة القيادة، بل تتعامل بردات فعل من دون المبادرة فيما يتدحرج لبنان نحو مصيره الأسود صوب "جهنم". فتأليف الحكومة راهنا كما إستحقاقات مماثلة تحتاج على الدوام إلى تدخلات خارجية تضغط عبر معالجة  كل مأزق وتخطي كل عقبة.

ففي الشأن الحكومي، إنقلب المشهد من جمود في الاتصالات وتبادل الرسائل المشفرة عبر وسائل الإعلام بين بعبدا و"بيت الوسط"، حيث عقد إجتماع مباشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نتج عنه إتفاق على إنجاز تشكيل الحكومة خلال مهلة 48 ساعة، تزامن ذلك مع اصدار بيانيين ينفيان اي دور لجبران باسيل في النقاش الحاصل حول تشكيل الحكومة.

وفق أوساط سياسية مواكبة فإنه من الخطأ الاستغراق في تحديد مكامن العقبات التي تقف أمام تشكيل الحكومة أو رمي كرة التعطيل عند طرف دون سواه كون الجميع يتهيب الموقف في ظل الواقع اللبناني المأزوم، مع تسجيل الاوساط المذكورة صعوبة إقناع البعض بضرورة الإقلاع عن منطق التحايل والتذاكي في ظل الجحيم والجميع على سطح سفينة آيلة للغرق.

إن المسارعة في اجتماع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بعد اجتماع الخميس المنصرم بنتائجه السلبية يهدف إلى القوطبة على أجواء التشاؤم. فرئيس الجمهورية  لديه رغبة بتشكيل حكومة تنقذ ما تبقى من عهده وتحفظ ماء الوجه، يقابل ذلك مصلحة للرئيس المكلف الإسراع في إنجاز حكومة تراعي متطلبات الإنقاذ وتوحي بالثقة للداخل و الخارج.

من جهة أخرى تفيد معلومات ديبلوماسية في هذا الصدد عن شبح لاح سرا عبر الافق الاوروبية دفع بعجلة الإسراع في تشكيل الحكومة والإقلاع عن واقع الجمود الذي سيطر لأيام في بيروت، ولك عبر تسريب معطيات جدية عن اعداد الاتحاد الأوروبي لائحة سوداء وإدراج مسؤولين لبنانيين من ضمنهان بما في ذلك الحجز على ارصدة مالية وفرض عقوبات اقتصادي.

قد يهمك أيضا : 

  مصادر تُؤكّد أنّ الحريري ربما يُواجه أزمة بسبب "التيار الوطني الحر"

جهات عربية ودولية أجلت موقفها من تكليف سعد الحريري بانتظار تشكيلته الوزارية