بيروت - لبنان اليوم
نفى عضو تكتل "لبنان القوي" النائب العميد أنطوان بانو، في حديث لإذاعة "صوت لبنان" ضمن برنامج "اليوم السابع"، ما تتناوله التقارير التي تتناقلها وسائل الإعلام عن البرودة التي تتسم بها العلاقة القائمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، معتبرا إياها "شائعات وأخبار عارية من الصحة"، ومؤكدا أن "العلاقة بينهما إنما يحكمها الوفاق ويسودها الانسجام انطلاقا من مراعاتهما لمصلحة لبنان العليا، فكلاهما حريصان على إبقاء البلد بعيدا عن الكباش السياسي والتجاذبات الإعلامية"، وتساءل "من تكون الجهة المستفيدة من تخريب العلاقة الجيدة التي تجمعهما".
ونوه في الوقت نفسه بخطاب رئيس الجمهورية في عيد الجيش لناحية "تمسكه بتطبيق اتفاق الطائف والإقلاع عن لغة الماضي وعن العزف على وتر الحساسيات".
وفي سياق الحديث عما أسماه ب"اليوم المشؤوم" الذي وقعت فيه حادثة البساتين في الجبل، أشار إلى أن "عناصر الكمين واضحة في تلك الحادثة، ومحاولة اغتيال الوزير صالح الغريب واضحة ولا ريب فيها، وقد أسفرت عن وقوع ضحيتين، مما يستوجب إحالة القضية إلى القضاء العدلي لمحاسبة المرتكبين وتحقيق العدالة". وأعرب عن أسفه لربط هذه الحادثة بالتئام مجلس الوزراء، مشددا على "ضرورة لملمة ذيول هذه القضية ودعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد". ورأى أنه "يمكن خرق جدار الأزمة بفضل مبادرات رئيس مجلس النواب نبيه بري واللواء عباس ابراهيم اللذين يواصلان تحركهما على خط المعالجة، بمباركة فخامة رئيس الجمهورية".
ودعا إلى "كسر أحادية القرار السياسي التي لا يزال بعض الأطراف يتمسك بها، أكان في الجبل أو في أي رقعة لبنانية أخرى"، لافتا إلى أن "التعددية هي كنز لبنان ومصدر غناه"، ومعربا عن أسفه لكون "الزعماء في لبنان يتصالحون بعد إراقة الدماء في صفوف مناصريهم وجماهيرهم".
وفي معرض الإجابة عن حيثيات اللغط الحاصل حول المادة 80 التي لحظت في الفقرة الأخيرة التي أضيفت عليها حفظ حق الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية، أكد بانو أن "حفظ الحق لا يعني بالضرورة توقيع مرسوم بهذا الخصوص من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة"، وأنه "سيتم معالجة هذا اللغط من خلال صدور اقتراح قانون أو في موازنة العام 2020". وفي هذا الصدد، أعرب عن أسفه حيال "الانحدار التراجعي الذي يشهده التمثيل المسيحي منذ التسعينات وحيال تهميش الوجود المسيحي في الإدارات العامة"، متسائلا "أين التوازن الطائفي؟".
وردا على سؤال حول أداء الوزير جبران باسيل وطموحاته الرئاسية، أكد أنه "يحق للوزير جبران باسيل ولغيره من الموارنة الطامحين للرئاسة مستقبلا الترشح للانتخابات الرئاسية، فهذا حق، والوزير باسيل تشهد له جهوده ومساعيه الحثيثة في الداخل والخارج، مما يعطي العهد قوة وزخما أكبر".
وأعرب عن أمله "في ألا يستمر تعطيل الجلسات الحكومية وفي أن يتم نزع فتيل الأزمة التي أعادت الأمور الى النقطة الصفر"، مشددا على "ضرورة الانكباب الفوري على مواجهة الاستحقاقات المصيرية الداهمة التي تهدد لبنان من تطبيق خطة ماكينزي، والمضي بترجمة مقررات مؤتمر سيدر، والتحضير لموازنة 2020، وتجاوز الضائقة الاقتصادية الخانقة التي يرزح تحتها الشعب اللبناني، ومعالجة ملفات بالغة الأهمية، كأزمة النفايات".
وفي سياق الحديث عن النفايات التي اعتبرها "أزمة وطنية شائكة"، عول بانو على "الخطة التي تقدم بها مؤخرا وزير البيئة فادي جريصاتي"، مركزا على "أهمية اعتماد سلسلة مراحل لإدارة النفايات بدءا من التخفيف، فالفرز من المصدر وثم في المعمل، فالتدوير والمعالجة، والتسبيخ من قبل شركة عالمية بمواصفات عالمية، وصولا إلى الحرق بتقنية التفكك الحراري إذا اقتصى الأمر. وهذه المراحل من شأنها أن تؤدي إلى تقليص كمية النفايات المعدة للمعالجة. بذلك، يمكن الحديث عن إنشاء معمل للتفكك الحراري أقل حجما من المعمل المزمع إنشاؤه، وبكلفة أقل، وبضرر بيئي أقل بطبيعة الحال".
وفي الشأن الإنمائي، أبدى بانو اهتمامه بدائرة بيروت الأولى، كاشفا أن "نواب بيروت الأولى جميعهم يتعاونون مع مجلس بلدية بيروت تعاونا وثيقا لمواكبة المشاريع الإنمائية التي تعمل البلدية على تنفيذها لتحقيق إنماء حقيقي ومتوازن في كل دوائر بيروت على قدم المساواة".
وتطرق الحديث أيضا إلى الوضع في مخيم عين الحلوة، فقال إنه ابن المؤسسة العسكرية وبذلك لا يقبل "بالسلاح المتفلت الخارج عن كنف الدولة وسلطتها، وأنه يجب مد العون للفلسطينيين لتحسين مستوى معيشتهم كي لا يتم استغلالهم قنبلة موقوتة على غرار ما حصل مع النازحين السوريين في عرسال". وناشد ب"إنشاء جيش نخبوي محترف وقوي يدافع عن لبنان برا وبحرا وجوا ويرفع التحديات ويتصدى للأخطار بمختلف أشكالها ومظاهرها، لأنه الضامن الوحيد للسلم الأهلي وللوحدة الوطنية، في إطار خطة استراتيجية أمنية تحفظ حدود الوطن وأمنه وسلامته وتحصنه ضد الأخطار الداخلية والخارجية". وأشار إلى أن "معمودية الجيش كانت في معركة نهر البارد حيث حارب إلى جانب الأبطال وقاد المعركة بإمكانات عسكرية ضئيلة ولكن بقلب قوي وكبير ينبض حبا بهذه المؤسسة الباسلة".
قد يهمك أيضًا
"قاسم" يؤكد: "نشجع على أي حل ينطلق من قضية قبرشمون وعلى الحكومة أن تجتمع"
"إدغار طرابلسي": "الرئيس عون ليس من خريجي الميليشات بل يحتكم للدستور"