بيروت - لبنان اليوم
في الوقت الفاصل عن إطلالة الرئيس المكلف سعد الحريري يوم غد الأحد وإطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء الثلاثاء، لا إيجابيات على الخط الحكومي، فلقاء بعبدا أمس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، بدد كل التفاؤل الذي تظهر بعد لقاءي الإليزية بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس المكلف والإعلان عن مبادرة فرنسية جديدة.
حصيلة زيارة الرئيس الحريري الخارجية لا تتعدى البيانات الفضفاضة التي أصدرها، فجولاته العربية والإقليمية والفرنسية، لم تؤت ثمارها، بحسب ما تقول مصادر مقربة من بعبدا لـ"لبنان24" فهو صال وجال، لكن التأليف الحكومي لن يخرج إلا من بعبدا بالاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية.
وأبعد من ذلك يشتم البعض "شماتة عونية" من توتر العلاقة بين الحريري والقيادة السعودية، فالمصادر نفسها، تسأل لماذا لم يقم الرئيس المكلف بأية زيارة إلى الرياض حيث مربط خيله الحقيقي والواقعي؟ وتجيب: هنا تكمن المشكلة. فالحريري عاجز وغير قادر على تأليف حكومة في الظرف الإقليمي والدولي الراهن، فضلا عن أنه يترقب وينتظر أن تثمر الوساطة التي سيقوم بها الرئيس ماكرون لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إعادة وصل ما انقطع بينه وبين القيادة السعودية، وهذا يؤكد أن الكرة لا تزال في ملعبه فهو يرفع السقوف السياسية إيمانا منه أن باب المملكة قد يفتح له في الأيام المقبلة، علما أن الاشارة الحمراء قد لا تصبح خضراء لا سيما وأن الرياض لا تزال على موقفها من حزب الله، فوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اكد أن لبنان لن يزدهر دون إصلاح سياسي ونبذ حزب الله.
الحريري سيحمل تشكيلة وزارية متوازنة إلى بعبدا
الملف الحكومي على طاولة بعبدا اليوم والملف اللبناني على طاولة بروكسل... فهل يرفع الدعم من السراي؟
ومن هذا المنطلق، تجزم مصادر بعبدا، أن فرنسا أسوة بروسيا لا تحمل مسؤولية التعطيل للعهد الذي بدوره لن يقبل أن يرمي الرئيس المكلف تهمة التعطيل عليه وهو الذي يأسر التأليف ويؤبد التصريف، في حين أن المطلوب منه أن يعقد العزم ويخرج من قيوده ويخفض من سقوفه ووعوده وإلا لكل مقام مقال.
اذاً، لا شيء تغير تحت الشمس. فالرئيس المكلف لم يحمل أمس أي جديد إلى بعبدا إنما صعد متأبطا الطرح ذاته الذي قدمه للرئيس عون قبل تجواله وترحاله، تقول المصادر نفسها، عطفا على أنه لا يزال مصراً على عدم رغبته إجراء التدقيق الجنائي في حسابات الدولة اللبنانية لأنه قد يطاله ويطال غيره من أصدقائه وحلفائه، وعندها لن يستطيع ولن يسمح له أن يحكم، رغم أنه يدرك اسوة بغيره أن المبادرة الفرنسية والصناديق المالية الدولية تضع التدقيق المالي شرطا أولا ورئيسيا لمساعدة لبنان.
في المقابل، الأمور على خط بيت الوسط مختلفة تماما، صحيح أن الصمت سيد الموقف عند نواب الكتلة الزرقاء، بيد مصادر المستقبل تؤكد لـ"لبنان 24" أن كلمة الحريري غدا سوف تتطرق بشكل أساسي إلى نتائج جولتة الخارجية والمحاولات التي يقوم بها لتأليف الحكومة العتيدة وفك الحصار عن لبنان، فضلا عن أنه سيتحدث عن الذين أدمنوا التعطيل وأفشلوا كل المبادرات المحلية والخارجية أمام عملية التشكيل.
وأبعد من ذلك، لا تخفي مصادر المستقبل حالة التباعد بين الحريري والسعودية التي تكاد تكون غير معنية وغير مكترثة بما يجري في لبنان منذ سنوات، ومرد ذلك كما بات معلوما عدم موافقة الرياض على التسوية السياسية الرئاسية التي حصلت في العام 2016 والتي أفضت إلى إمساك حزب الله بمفاصل الدولة.
لكن لماذا يحرص الحريري على اغتنام كل الفرص لترتيب علاقته مع السعودية؟
لا أحد ينكر على الحريري ترميم علاقته مع المملكة على وجه التحديد خاصة وأنها وقفت إلى جانب لبنان في مراحل دقيقة من تاريخه، لكن مصادر مراقبة، تعتبر في حديث لـ"لبنان24" أن إصرار الحريري على فتح صفحة جديدة مع السعودية في الوقت الراهن من شأنه أن يشكل عبئا عليه، فهو يحظى بدعم أوروبي وروسي ومن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتأليف الحكومة المرتقبة، والأفضل له أن يرجىء انفتاحه على السعودية إلى ما بعد تبوئه رئاسة الحكومة، وحينها سوف يتمكن من مخاطبتها من موقع القوة، وهي ستكون من جهتها مضطرة للتعاون معه كأمر واقع بحكم أن التطورات الإقليمية تسير وفق السياسة الأميركية الجديدة التي تعمل أولا على إنهاء الملف اليمني من الناحيتين الميدانية والسياسية، وثانيا على إشراكها بالمفاوضات حول الملف النووي الايراني.
قد يهمك أيضا :
الحجار يؤكد أن الحريري لم يقفل الأبواب مع أحد ولن يعتذر
"التيار الوطني الحر" في لبنان يؤكد للحريري أن زمن الوصاية الخارجية انتهى