بيروت - لبنان اليوم
كوّن البطريرك بشاره الراعي، بعد لقائه كلًا من رئيس الجمهورية والرئيس المكّلف ورئيس "التيار الوطني الحر"، فكرة واضحة عن العقد الحكومية والعراقيل التي تحول دون ولادة الحكومة سريعًا وفي وقت قريب. وقد أثمرت مساعيه، ولو في الشكل في إعادة تحريك الإتصالات بين بعبدا و"بيت الوسط"، حيث تمّ التفاهم على زيارة سيقوم بها الرئيس الحريري للرئيس عون غدًا، من دون أن يعني ذلك بالضرورة حلحلة في المسار الحكومي، لأن العقد، التي كانت لا تزال قائمة، لم يطرأ عليها أي جديد قد يدعو إلى التفاؤل بقرب الولادة غير القيصرية.
وما قاله الراعي أمس في عظة الأحد جاء كإستنتاج أولي من خلال مروحة اللقاءات التي قام بها في الساعات الماضية، حيث أشار إلى أنّه لم يلمس في المساعي التي قام بها في الأيام الاخيرة سببًا واحدًا يستحق التأخير في تشكيل الحكومة. وشدد على أننا "نريد حكومة غير سياسيّة تتفرّغ لمشروع الاصلاحات وتضع في أولوياتها إعادة بناء المرفأ وبيروت".
وهذا يعني من خلال ما سمعه من طرفي النزاع - من دون أن نفهم سبب لقائه الوزير السابق جبران باسيل طالما أنه إلتقى الرئيس عون وتناقشا في الموضوع الحكومي ساعة ونصف الساعة، إلاّ إذا كان ما لدى باسيل من معطيات غير موجودة عند غيره - أن العقد التي تطفو على سطح الأزمة لا تبدو منطقية، من وجهة نظر الراعي، لأن ما تعيشه البلاد من أزمات مستعصية يبقى أهمّ من أي مطالب أخرى، قد تكون محقّة وجائزة فيما لوكانت البلاد تعيش في وضع طبيعي. أمّا اليوم، كما يُنقل عن الراعي، فالأولوية هي لإنقاذ البلاد من الغرق، لأنه في حال الغرق لن تعود المطالب، التي يقف وراءها هذا الطرف أو ذاك، تنفع في شيء، لأن الطوفان سيأخذ بدربه كل شيء ولن يبقي على ذرّة واحدة من هذه المطالب التي يتلطى وراءها الجميع من أجل تعطيل عملية تشكيل الحكومة.
وفي رأي بعض المصادر المراقبة أن المساعي التي قام بها الراعي ستكون الأخيرة، إذ لن تعود أي وساطة أخرى مفيدة في حال لم تؤدِ الوساطة البطريركية إلى النتائج المرجوة، على رغم الحديث عن وساطة يقوم بها "حزب الله"، الذي كان يقف طيلة الفترة الماضية متفرجًا، مع أن البعض يقول أن الحزب هو جزء من الأزمة من وجهة نظر من يؤيد السياسة الأميركية، التي تقوم بالضغط على الجميع للحؤول دون إدخال "حزب الله" في أي حكومة.
من هنا يقول البعض أن الحكومة لن تبصر النور قبل تسلم جو بايدن مفاتيح البيت الابيض، إعتقادًا منهم بأن الإدارة الأميركية الجديدة لن تكون متشدّدة تجاه "حزب الله" كما كانت الحال مع إدارة دونالد ترامب، وسيكون العمل اللبناني الداخلي متحرّرًا، ولو بنسب متفاوتة، من الضغوط الأميركية، ولن يشكّل بالتالي دخول الحزب إلى الحكومة أي إحراج لأحد في الداخل اللبناني.
قد يهمك أيضا :
الراعي يبحث عن قواسم مشتركة بين عون والحريري لتأليف الحكومة اللبنانية