نجيب ميقاتي و فؤاد السنيورة

شدد المجلس الشرعي الإسلامي في لبنان على أن الانتماء العربي يمثل "صونا" للبنان، وتجاهله "خيانة وطنية كبرى". وتوقف المجلس بعد اجتماع موسع، عقد السبت، برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، بألم واستغراب شديدين، أمام ظاهرة التعثر المتمادي في معالجة الأزمة الخانقة التي تعصف بلبنان، والتي تؤكد الوقائع أنها في أساسها من صنع المسؤولين أنفسهم نتيجة "قصر نظر وسوء التصرف".
وقال المجلس في بيان إن "الإمعان في ارتكاب المحرمات الوطنية المتمثلة في انتهاك الدستور وضرب وثيقة الوفاق الوطني عرض الحائط، وإخضاع المصالح العليا للدولة لخدمة منافع شخصية وخاصة وأخرى خارجية، هو إمعان في الإساءة إلى لبنان الوطن".
وأضاف أنه يشكل أيضا "إمعانا في الإساءة إلى علاقات لبنان الأخوية مع الدول العربية، وفي نسف جسور الاحترام والتعاون مع المجتمع الدولي" .
واستهجن المجلس الشرعي بشدّة هذا التمادي في الإساءة الى لبنان، دولةً وشعباً ودوراً، "حدّ محاولة تجريده من هويته العربية، وتشويه هذه الهوية والعبث بها، وذلك من خلال الإساءات المتعمّدة والمتكررة إلى إخوانه في الأسرة العربية الواحدة الذين وقفوا معه قديماً وحديثاً في السراء والضراء، ولم يترددوا في دعمه ومساعدته معنوياً ومادياً من أجل المحافظة على استقلاله وسيادته وعمرانه وحرياته ووحدته الوطنية وأمنه المجتمعي".
وتابع: "بدلاً من التوجه إليهم بالتقدير والثناء والامتنان الذي يستحقونه، وفي مقدمتهم إخواننا وأهلنا في المملكة العربية السعودية، وفي دول مجلس التعاون، يتسابق بعض المسؤولين إلى رميهم بحجارة التنكّر والإنكار".
وأردف: "هم لا يفعلون ذلك من خلال ارتكاب موبقات الافتراء والكذب والتشويه فحسب، ولكن أيضا من خلال محاولات ترقيع تلك الموبقات واحتوائها. فإذا بالتصحيح يكشف عما في النفوس من خبث وكراهية، وفي العقول من قصر نظر" .
وأعرب عن اعتقاده بأن أخطر وأسوأ ما يواجهه لبنان اليوم هو أن يتولى ملف العلاقات الأخوية مع الدول العربية من لا يؤمن بهذه الأخوة.
وحذر المجلس من "النتائج الكارثية لهذه السياسة اللاأخلاقية واللاوطنية واللاعروبية، منبها من "خطورة المضيّ قدماً في هذا النهج التدميري للعلاقات الأخوية مع الأشقاء والأصدقاء".
وذكّر المجلس أولي الأمر خاصة، واللبنانيين عامة، بأن الدول العربية الشقيقة لم تتردد في مدّ يد العون للبنان، معنوياً ومادياً، خلال كل مراحل الأزمات التي مرّ بها، وأن الحدّ الأدنى من الوفاء لهذه الدول أن نقول لها شكراً .
وشدد على أن "الانتماء العربي ونظام المصلحة العربية صون للبنان وتجاهله خيانة وطنية كبرى".
وعلى صعيد آخر، أكد المجلس الشرعي دعمه ووقوفه إلى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتبنى موقفا حازما بوضع خريطة طريق يبنى عليها للخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان في علاقاته مع أشقائه العرب وخاصة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
ودعا المجلس الشرعي الفرقاء كافة على الساحة اللبنانية، إلى "التعاون مع ميقاتي لاحتواء تداعيات هذه العاصفة للخروج من الأزمة التي ينبغي أن تحل لبنانيا أولا بعدم إطلاق المواقف غير المسؤولة تجاه السعودية وسائر دول الخليج العربي والتي لا تشبه اللبنانيين الحريصين على أصالتهم العربية وعلاقاتهم مع أشقائهم العرب".
وشدد على أن الاستمرار بالمكابرة والتشبث بأي موقع وزاري لأسباب سياسية وكيدية يتناقض مع المصلحة اللبنانية ومؤذ للبنانيين داخليا وخارجيا، داعيا إلى ضرورة أن "تتقدم المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر تجاه السعودية والخليج العربي، ولا يمكن لأي فريق لبناني أن يبني لبنان على مقاس مصالحه الخاصة".
ولفت المجلس الشرعي إلى أن مجلس الوزراء هو المكان الطبيعي لمعالجة أي قضية وتعطيل انعقاد جلساته من قبل البعض، يتعارض مع مصلحة بناء الدولة القوية العادلة وبناء مؤسساتها.

وقد يهمك أيضًا:

رئيس الحكومة اللبنانية يلتقي بالرئيس الفرنسي ونظيريه الإسباني والإيطالي

رئيس الحكومة اللبنانية يبحث في غلاسكو عن حل للأزمة مع الخليج