البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أنّنا "نطالب بمؤتمر دولي وليس تأسيسي لتطبيق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وإعلان الحياد وحل قضية اللاجئين والنازحين". كلام الراعي جاء خلال استقباله المجلس الجديد لنقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي، في الصرح البطريركي في بكركي.
وأشار الراعي في حديثه إلى أن "الشعب اللبناني ضائع اليوم بين مواقع التواصل الاجتماعي وخبر من هنا وآخر من هناك وبين الأحداث المتتالية باستمرار، ونحن من هذا الشعب الذي يقرأ في الصحيفة التحاليل عن الأوضاع التي نحن فيها اليوم"، مضيفاً "لبنان وشعبه بحاجة للخروج من حالة اليأس والقنوط، أيّ بإمكان تحليل الأمور بوجهها الإيجابي ونتائجها الإيجابية للخروج من النظرة السوداية للأمور. في معظم الأحيان بات معظم اللبنانيين متشائمين ولا يصدقوا الخبر الجميل. وعلى الرغم من ذلك، نحن بحاجة إلى القيام بحملة مضادة على اللاثقة واليأس والقنوط. نحن ننظر إليكم وإلى دوركم من خلال كتاباتكم وتحاليلكم اليومية والرأي العام العالمي والداخلي ينتظر وجهة نظركم. علينا خلق تيار إيجابي للبنان ولنعمل لإيقاف التيار السلبي. لنتحدث عن الإيجابيات ولنساعد الناس، فهم ليسوا بحاجة فقط إلى خبزهم اليومي، فهم بحاجة، أيضاً، إلى خبز فكري يخرجهم من يأسهم ووجعهم".
وتابع: "لا يمكن لنا ألّا ننظر بإيجابية إلى الوفود الوزارية والنيابية التي تزور لبنان في هذه المرحلة بالذات، لهذه الزيارات قيمتها وعلينا أن نظهر ذلك. ولا يمكن لنا أن نمرر مرور الكرام الكلام الذي قاله وزير خارجية #الكويت الذي، وكما قال، إنه يزور لبنان بإسم دول الخليج. ولا يمكن لنا أن نمرر كلامه أن لبنان أيقونة العرب وقوتهم. الوزير الكويتي يتحمل مسؤولية كلامه، وهو يرتكز على أن لبنان هو فعلا قوة العرب. هل لبنان قوة العرب بالسلاح؟ طبعا، لا".
أمّا عن قرار تعليق الحريري عمله في الحياة السياسية، قال الراعي: "فاجأني هذا القرار ولم أكن أنتظره شخصياً. للرئيس سعد الحريري شخصيته ودوره واعتداله، لا يمكن لنا أن ننسى السنوات التي كان فيها مسؤولاً وكان يسير دائماً بخط المرحوم والده ألّا وهو خط الإعتدال. كما أنني لم أكن أنتظر أن تعليق العمل السياسي سيشمل (تيار المستقبل)"، معتبراً أن "هكذا قرار سيخلق خللاً في المكون اللبناني".
وأردف: "كنت أتمنى ألّا يعلّق الرئيس الحريري نشاطه السياسي وكذلك (تيار المستقبل). إذا كان الحريري له ظروفه وأسبابه، ولماذا القرار يشمل (تيار المستقبل)؟ نأمل ألّا يتسبّب ذلك بخسارات وخلل كبير في المجتمع اللبناني وآمل أن يعرف السنة الكرام اتخاذ موقعهم في المجتمع اللبناني، لأن لبنان لا يمكن له التخلّي عن أيّ مكون من مكوناته والسنة مكون كبير ونأمل خيراً وأنا لم ألتق أحداً منهم لتكون الفكرة أوضح بالنسبة إلي".
ولفت الراعي إلى أنّنا "نمر بصعوبات ولكن علينا ألّا نسقط أمامها، علينا القول إن لبنان هو وطننا وعلينا أن نبنيه بالتجرّد والتعاون وبتضافر القوى وبالثقة. هذا لا يحتاج إلى الخارج ليقول لنا عن هذه المسلمات. هل ننكر أن الثقة ببعضنا البعض غائبة؟ لماذا تغيب هذه الثقة عن بعضنا البعض؟ رئيس الجمهورية دعا إلى حوار، النصف رفضه. الرئيس ماكرون يدعوهم كلهم يحضرون. لماذا؟ لأن الثقة غائبة. علينا إيجاد الثقة بين كل مكونات المجتمع اللبناني. إذا غابت الثقة ببعضنا "ما بيمشي البلد".
ورداً على سؤال عن زيارة وزير خارجية الكويت إلى لبنان، قال الراعي: "ما ردّده الوزير الكويتي حول تطبيق اتفاق الطائف أفرحني ونحن معه في هذه الدعوة. نحن يعنينا تطبيق قرارات الشرعية الدولية. طبعا تعنينا سيادة لبنان وتقوية الجيش اللبناني والوحدة اللبنانية وحماية الكيان اللبناني".
وتابع: "معاناتنا تكمن في عدم تطبيق اتفاق الطائف الذي طبق جزئياً. هذا ما يعنيني ممّا قاله الوزير الكويتي، لأن ما أشرت إليه أنا هو الألف باء لكل شيء وهو ما نطالب به كل يوم. نحن نطالب بمؤتمر دولي وليس بمؤتمر تأسيسي، لتطبيق الطائف أولاً روحاً ونصاً وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين".

قد يهمك ايضا

الراعي يرفع سقف المواجهة ويطالب بـ«إنقاذ لبنان» ورفض السلاح غير الشرعي

 الحزب السوري القومي يؤكد أن خطاب الراعي اتسم بتناقضات متسترة بالمجاملات