غزة - لبنان اليوم
تنظر أطراف الصراع بعين الاعتبار للحظة ما بعد الحرب فى قطاع غزة، وهى الحرب التى اندلعت بعد عملية السابع من أكتوبر العام الماضي، على إثر عملية "طوفان الأقصى" التى نفذتها الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، إذ لجأت إسرائيل بعدها إلى بدء حرب إبادة جماعية ضد أهالى قطاع غزة من المدنيين المحاصرين هناك، وهو ما جعل الوسطاء بين طرفى الصراع وهم الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر للعمل بشكل متواصل من أجل التوصل إلى حل يفضي إلى نهاية تلك الحرب وإيجاد صيغة توافقية بين الجميع لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع والتى لم تحقق أيًا من أهدافها سوى إبادة الشعب الفلسطينى الأعزل.
وفى هذا الإطار نقلت صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية عن مفاوضين من الجانبين قولهم إن حركة المقاومة الفلسطينية حماس وحركة فتح التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد اتفقتا على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.موافقة الرئيس الفلسطيني.
وبموجب الخطة التى تحتاج إلى موافقة أبومازن قبل البدء فى تطبيقها، ستتألف اللجنة من ١٠ إلى ١٥ شخصية غير حزبية تتمتع بسلطة فى المسائل المتعلقة بالاقتصاد والتعليم والصحة والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، بحسب مسودة الاقتراح.
وفى أعقاب محادثات جرت فى العاصمة المصرية القاهرة بوساطة مسئولين مصريين، اتفق الفصيلان المتنافسان على أن تتولى اللجنة إدارة الجانب الفلسطينى من معبر رفح على الحدود مع مصر - وهو المعبر الوحيد للقطاع غير المشترك مع إسرائيل، والذى تديره القاهرة من الناحية المصرية ولكن سيطر عليه قوات جيش الاحتلال من الناحية الفلسطينية فى عملية عسكرية تخالف الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاق ٢٠٠٥ المتعلق بالمعبر.
ومن المقرر أن يعود وفد فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، إلى رام الله للحصول على الموافقة النهائية من عباس، فيما ترأس وفد حركة حماس عضو المكتب السياسى خليل الحية.
تأتى هذه المبادرة فى وقت تتجدد فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب فى غزة، والتى نجمت عن الهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وتأتى هذه الجهود، التى تقودها الولايات المتحدة إلى جانب مصر وقطر وتركيا، بعد نحو أسبوع من دخول وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ فى لبنان.
الدور الأمريكي
وبينما تستعد إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لتسليم السلطة فى يناير إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يواجه الفلسطينيون ضغوطا أمريكية مكثفة لضمان عدم لعب حماس أى دور فى غزة بمجرد انتهاء الحرب.
وتعد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، واحدة من أكثر الحكومات اليمينية فى تاريخ إسرائيل، التى جعلت من تدمير حماس فى غزة أحد أهداف حربها الرئيسية.
كما أعربت مرارًا وتكرارًا عن معارضتها الشديدة لقيام السلطة الفلسطينية بأى دور فى قطاع غزة بعد الحرب.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى أكبر أزمة إنسانية شهدها القطاع على الإطلاق، حيث قال فيليب لازارينى رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن قطاع غزة أصبح لديه الآن أعلى عدد من الأطفال مبتورى الأطراف بالنسبة لعدد السكان فى العالم، حيث يفقد العديد منهم أطرافهم ويخضعون لعمليات جراحية دون حتى تخدير.
وقال لازارينى على منصة "إكس": "تقدر منظمة الصحة العالمية أن واحدًا من كل أربعة أشخاص أصيبوا أثناء الحرب بإصابات غيرت حياتهم وسوف يحتاجون إلى خدمات إعادة التأهيل، بما فى ذلك الرعاية لحالات البتر وإصابات النخاع الشوكي".
وقال "قبل الحرب، كانت واحدة من كل خمس عائلات شملها الاستطلاع تضم على الأقل شخصًا واحدًا من ذوى الإعاقة. وكان ما يقرب من نصف هذه العائلات تضم طفلًا من ذوى الإعاقة".
وأضاف أن الحرب تسببت أيضًا فى انتشار وباء الإصابات المؤلمة مع عدم توفر خدمات إعادة التأهيل.
وبالتزامن مع ذلك أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السكان بمغادرة بعض المناطق جنوب قطاع غزة، زاعمًا أن مسلحين فلسطينيين يطلقون الصواريخ من هناك.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى فى منشور على موقع "إكس" متحدثا إلى سكان منطقة خان يونس: "تطلق المنظمات مرة أخرى الصواريخ تجاه دولة إسرائيل من منطقتكم.. من أجل سلامتكم، يجب عليكم إخلاء المنطقة فورًا والانتقال إلى المنطقة الإنسانية".
تهديدات ترامب
يضاف إلى ذلك أن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب كان قد حذر من أن "الثمن باهظ" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين فى الشرق الأوسط قبل توليه منصبه فى ٢٠ يناير.
جاء ذلك بعدما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس مقتل عمر نيوترا، وهو إسرائيلى أمريكى كان محتجزًا لدى الفصائل فى غزة، وقتل نتيجة الضربات الإسرائيلية على القطاع، وهو ما جعل ترامب يهدد الفصائل الفلسطينية بأنهم سوف "يضربون بقوة" أكثر من أى شخص فى تاريخ الولايات المتحدة.
وأشار ترامب، الذى قال إن مفاوضات إطلاق سراح الرهائن حتى الآن كانت "كلامًا فقط ولا عمل"، إلى أنه سيرفع حتى القيود البسيطة التى فرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل أثناء احتلالها لقطاع غزة.
وفى الشهر الماضي، قال كبار الجمهوريين إن "التعزيزات فى الطريق" لإسرائيل من حيث الدعم الأمريكي.
ولم يشر ترامب فى منشوره إلى إسرائيل أو حماس، لكنه كتب عن احتجاز الرهائن فى الشرق الأوسط "بشكل عنيف" و"غير إنساني".
قد يهمك أيضــــاً:واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة