بيروت ـ أحمد الحاج
وقع لبنان اتفاقا تدعمه الولايات المتحدة مع الأردن، الأربعاء يهدف إلى تخفيف نقص إمدادات الكهرباء الذي يشل البلاد من خلال نقل الكهرباء عبر سوريا المجاورة بعد أن طمأنت واشنطن بيروت ألا تخشى العقوبات التي تفرضها على دمشق. الاتفاق جزء من خطة أوسع تهدف كذلك إلى ضخ الغاز المصري لتشغيل محطة كهرباء في شمال لبنان عبر خط أنابيب يمر بالأردن وسوريا لكنها لم توقع بعد.
وحضر وزير الكهرباء السوري توقيع الاتفاق مع الأردن في بيروت.
وقال وليد فياض وزير الكهرباء اللبناني إن الاتفاق لن يبدأ العمل به على الفور إذ أن الحكومة ما زالت تعمل مع البنك الدولي على استكمال ترتيبات مالية ستتضح تفاصيلها في غضون شهرين.
وكشف فياض عن تلقيه اتصالاً من السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، هنأته على التوقيع.
وقال فياض "اتفاقية متواضعة بس أهميتها كبيرة للشعب اللبناني اللي بحاجة اليوم إلى كل ساعة كهرباء إضافية".
وأشاد فياض بالسلطات السورية لقيامها بالأعمال الفنية اللازمة خلال شهرين فقط في حين كان يمكن أن تستغرق ستة أشهر قائلا إن الشبكة تم توصيلها.
قال وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة: "نتأمل إنتاج مزيد من التعاون في مجال الطاقة، وهذا الحدث يشجعنا للتوجه إلى الأمام والوقوف إلى جانب اللبنانيين وتقديم كل ما يمكننا تقديمه"، مضيفاً "يأتي اتفاق استجرار الطاقة في ظرف لبناني حسّاس".
وتابع: "نأمل ببدء عملية تبادل الطاقة بين لبنان والأردن بأسرع وقت ممكن".
كما لفت وزير الطاقة السوري غسان الزامل إلى أن "بلاده تدعم بشكل دائم كل مراحل التعاون العربي وهذا من أساسياتنا في الحكومة السورية التي كانت تصر على إنجاح الملف بأسرع ما يمكن وكان إشراف مباشر من رئاسة الحكومة على المهمات التي أُنجزت بوقت قياسيّ".
وأوضح "نحن جاهزون حالياً لربط الكهرباء وهذا بداية للتعاون العربي العربي ليكون فاتحة خير للتعاون في مجالات أخرى".
وسيزود الاتفاق لبنان المحروم من الكهرباء بنحو 150 ميغاوات من منتصف الليل حتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي و250 مياوات على مدار اليوم وهو ما يوازي حوالي ساعتين كاملتين من استهلاك الكهرباء.
وقالت جيسيكا عبيد مستشارة سياسات الطاقة اللبنانية والباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط "الكهرباء الأردنية والغاز المصري يمكنهما توفير الكهرباء لنحو ست ساعات… هذا مطلوب بكل تأكيد خاصة وأن أزمة قطاع الكهرباء تتحول إلى أزمة إنسانية".
وقال فياض الثلاثاء إن مصر تنتظر تطمينات من واشنطن فيما يتعلق بالإعفاء من العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
وأضاف أن الاتفاق مع مصر سيوفر زيادة قدرها 450 ميجاوات من الكهرباء من خلال الغاز الذي ستورده عبر الأردن وسوريا.
وقال وزير البترول المصري طارق الملا الاثنين إن من الممكن استكمال إجراءات الاتفاق بنهاية شباط/ فبراير.
وقال إن مصر حريصة على توصيل الغاز “لأشقائنا في لبنان” وإن شركة مصرية تنفذ أعمال إصلاح للأجزاء المعطوبة في خط الأنابيب. وأضاف أن الإصلاحات ستكتمل خلال شهر ونصف الشهر.
وتابع أن بقية الإجراءات الخاصة بالاتفاق ستستكمل في الوقت نفسه مع باقي الدول المشاركة وأنه يتوقع ان تكتمل الاستعدادات بنهاية فبراير شباط.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على الحكومة السورية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من عشر سنوات في البلاد.
وقال الملا إنه تم الاتفاق على الكميات والسعر لكن سيتم الإعلان عن التفاصيل الأخرى عندما توقع الاتفاقات.
وقال وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة إن سعر الكهرباء التي ستباع للبنان سيرتبط بسعر خام برنت النفطي.
يذكر أن الكهرباء كانت انقطعت في وزارة الطاقة قبيل توقيع الاتفاقيتين، الأمر الذي أدى إلى تأخير عملية التوقيع، كما أن هذا التوقيع لم يحدد أي موعد محدد للتنفيذ الفعلي.
ويعاني لبنان من أزمة كهرباء شديدة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية، وعدم تأمين الخزينة الدولارات لشراء الوقود، فيما لا تستطيع مؤسسة كهرباء لبنان تأمين سوى ساعتين باليوم الواحد.
ويعتمد اللبنانيون على المولدات الخاصة، للتزود بالكهرباء التي أصبحت غير متاحة لأغلبية الفئات بسبب غلاء الخدمة بشكل فاحش متأثرة بصعود أسعار المحروقات.
قد يهمك أيضًا:
"الخارجية" الأميركية ترسم صورة سوداوية عن أزمة العملات الأجنبية في لبنان