واشنطن-غزة-القدس ـ لبنان اليوم
أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وآخر مع الفلسطيني محمود عباس، لبحث تطورات الأوضاع في غزة بعد تصاعد التوتر، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الأميركي أعرب لنظيره الإسرائيلي عن "أمله في إنهاء العمليات بالقطاع".
وخلال الاتصال الهاتفي، أكد نتانياهو لبايدن أن إسرائيل "تفعل كل ما في وسعها لتجنب الإضرار بالأشخاص الذين لا يشاركون في قتالها مع حماس وجماعات أخرى في غزة".
وبحسب بيان نشره مكتب نتانياهو، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي لبايدن إن الأشخاص "غير المشاركين تم إجلاؤهم" من مبنى سكني في غزة يضم مكاتب وسائل إعلامية إضافة لمكاتب وشقق سكنية وتم تدميره في ضربة جوية إسرائيلية، في وقت سابق من اليوم.وجاء في البيان "رئيس الوزراء نتانياهو شكر الرئيس (بايدن) على دعم الولايات المتحدة لحقنا في الدفاع عن أنفسنا".
و ذكرت الرئاسة الفلسطينية، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى اتصالا هاتفيا مهما من بايدن. وخلال الاتصال، دعا الرئيس الفلسطيني إلى "تدخل الإدارة الأميركية لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين". وتعد هذه المكالمة الأولى بين عباس وبايدن منذ وصول الرئيس الديمقراطي إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير الماضي.
وأرسل الرئيس بايدن الجمعة، مبعوثا إلى المنطقة، في مسعى إلى تهدئة الوضع.من جانبه، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعرب لنظيره الإسرائيلي بيني غانتس عن "أمله في إنهاء العمليات بقطاع غزة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي على تويتر، عقب المكالمة: "أكدت لوزير الدفاع الأميركي أننا سنعمل على تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين".وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف، السبت، برج "مشتهى" السكني في قطاع غزة، بعدما كان قد وجه تحذيرا إلى سكانه في وقت سابق، وسط استمرار الغارات على القطاع، التي استهدفت قبل ساعات برج "الجلاء".
وقال البيت الأبيض عقب قصف "الجلاء"، إنه تواصل بشكل مباشر مع الإسرائيليين، للمطالبة بضمان سلامة الصحفيين، نظرا لوجود مكتب وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
عدد الضحايا في ارتفاع ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث قُتل 17 فلسطينيا وجُرح العشرات في غارتين منفصلتين، فجر السبت، وسط دعوات دولية إلى التهدئة.
وقُتل 10 فلسطينيين من عائلة أبو حطب، وهم 8 أطفال وامرأتان، بغارة اسرائيلية دمرت مبنى مؤلفا من ثلاثة طوابق بمخيم الشاطئ غربي غزة.ولم ينج من العائلة سوى الأب وطفل رضيع، كما قتل سبعة فلسطينيين وجرح العشرات في غارة اسرائيلية فجراً على منطقة "قليبو" شمالي غزة.وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 140 قتيلا، من بينهم 39 طفلا و22 امرأة، إضافة إلى أكثر من ألف مصاب.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في رسالة إلى الفصائل الفلسطينية في غزة، أنه "لا يزال بعيدا" عن وقف هجماته على القطاع، مهددا حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بـ"ليلة صاخبة".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هيداي زيلبرمان، في حديث لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم السبت: "نحن الآن في المنتصف، ما زلنا نواصل (عملياتنا) وأمامنا ليلة جديدة صاخبة جدا".
وأضاف زيلبرمان: "تشمل خططنا الهجومية مواصلة تصيد نشطاء وأهداف تحت الأرض والمباني التي يختبئ فيها أشخاص من حماس والجهاد الإسلامي".
ويشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ 8 مايو تصعيدا بدأ باندلاع اشتباكات في منطقة الحرم القدسي الشريف وحي الشيخ جراح في القدس، حيث تنفذ إسرائيل إجراءات لطرد عائلات فلسطينية من منازلها.
و بدأت القوات الإسرائيلية منذ يوم الاثنين الماضي حملة قصف واسعة على غزة، قالت إنها استهدفت مئات الأهداف لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بينما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية في القطاع عن مقتل 139 فلسطينيا حتى الآن، بينهم 39 طفلا، إضافة إلى نحو 1000 جريح، فيما شنت الفصائل الفلسطينية ضربات صاروخية مكثفة على منشآت حيوية في إسرائيل، بينها مطارات، وتم اعتراض معظم الصواريخ، لكن الهجمات أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين.
وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، السبت، أنها جهزت نفسها لقصف تل ابيب لمدة 6 أشهر متواصلة، وحذرت إسرائيل من أنه إذا لم يتوقف العدوان على حي الشيخ جراح في الحال فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي.
و أكدت حركة "حماس" الفلسطينية أنها لن تتردد "بفرض قواعد اشتباك جديدة تحمي الشعب الفلسطيني ومقدساته من أي عدوان"، مشيرة إلى أن "المقاومة أبدعت في مقارعة العدو الجبان وأربكت حساباته".
وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح، إن "كتائب القسام وقوى المقاومة فاجأت الاحتلال الإسرائيلي بقوتها وإبداعاتها وإدارتها للمعركة".
وأضاف أن "المقاومة وكتائب القسام أبدعت في مقارعتها للعدو الجبان وأربكت حساباته وجعلته في حالة إفلاس وتخبط وقلبت عليه الرأي العام داخل المجتمع الإسرائيلي والإقليمي والعالمي".
وأشار إلى أن "تل أبيب عاصمة القرار الإسرائيلي أصبحت الآن ساحة النزال بين القسام والعدو والهدف الرئيس لصواريخ القسام".
وتابع أن "الجبهات المفتوحة مع العدو وضربات المقاومة القوية والدقيقة أوقعته في مأزق وشكلت له أزمة كبيرة أمنية ومجتمعية وعسكرية وسياسية".
ولفت إلى أن "الشعب الفلسطيني ملتحم في كل الساحات لمواجهة العدو ويلتف بقوة خلف المقاومة الدرع الحامي له".
وأردف: لن نتردد يوما في مقارعة وضرب العدو الصهيوني وفرض قواعد اشتباك جديدة تحمي شعبنا ومقدساتنا من أي عدوان".
وتابع قائلا: "لدينا المزيد من القوة والأدوات والإبداعات التي ستكون صادمة للعدو وتربك حساباته".
واعتبر أنه جاء الوقت كي يحمل كل أبناء الشعب الفلسطيني السلاح في وجه إسرائيل.
وأضاف: "مستمرون في المعركة وبكل قوة وصلابة ولا تراجع عن تحقيق طموحات وآمال شعبنا".
وقد يهمك أيضًا: