موسكو ـ حسن عمارة
كشفت المدعية العامة في أوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا، الإثنين، عن إجراءات خاصة بإطلاق سراح بعض السجناء، للمشاركة في قتال القوات الروسية التي تغزو البلاد. وجاء إعلان فينيديكتوفا بعدما كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن قرار السماح بإطلاق سراح هذه الفئة من السجناء، للمشاركة في أعمال الدفاع عن البلاد.وقالت المسؤولة الأوكرانية، في فيديو بثته عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، إن إطلاق سراح بعض السجناء "ليس عملا جماهيريا" لكنه "خطوة متوازنة وهادفة للغاية"، معتبرة الدفاع عن الوطن "حقا لهم أيضا". وأشارت فينيديكتوفا إلى أن "من المفرج عنهم من يتمتع بخبرة قتالية كبيرة في الدفاع عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك إبان النزاع المسلح" الذي بدأ قبل سنوات، لافتة إلى أن "جميعهم معارضون لروسيا، وأحدهم مؤلف أغنية شهيرة ضد المعتدين".
وأكدت أنه "تم تقييم جميع المخاطر بشكل فردي لكل منهم، وتحديد آليات السيطرة عليها". وقالت المدعية العامة: "يوجد في أوكرانيا ما يكفي من الجنود، وحوالي 100 ألف مواطن تم حشدهم خلال يومين نصفهم من الاحتياطيين، ومع ذلك فإن الدفاع عن الوطن ليس واجبا فحسب بل حق أيضا. وعندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الدولة ومستقبلها فإننا نعتقد أن أولئك يريدون الدفاع عن وطنهم ويستحقون هذه الفرصة".وأضافت: "مكتب المدعي العام مقتنع بأن المهمة الرئيسية لنظام السجون ليست العقوبة بل الإصلاح. بالإضافة إلى ذلك يحتاج الجيش الأوكراني إلى دعم مادي، ولا يمكننا أن نقف جانبا عندما تكون الدولة في خطر". وفسرت ذلك بقولها: "يقرر المدعون العامون على جميع المستويات وفي أنحاء البلاد رفع الاعتقالات ونقل المعدات والأسلحة وكذلك الوقود المضبوط أثناء التحقيق في الإجراءات الجنائية (الأحراز)، لصالح احتياجات القوات المسلحة الأوكرانية والحرس الوطني"، مشيرة إلى أنه "تم بالفعل نقل أكثر من 10 آلاف طن من الوقود والعربات المدرعة والأسلحة".
وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن يوم الأحد، أن أوكرانيا ستنشئ فيلقا "دوليا" أجنبيا للمتطوعين من الخارج.وأوضح زيلينسكي في بيان: "سيكون هذا الدليل الرئيسي على دعمكم لبلدنا"، ".وفي السياق ذاته أعلن الجيش الروسي، يوم الإثنين، أن قوات الردع النووي باتت في حالة تأهب قصوى، تماشيا مع تعليمات الرئيس فلاديمير بوتن. وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الرئيس، بأنه عزز المراكز القيادية لجميع القوات النووية الروسية بأفراد إضافيين.وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن حالة التأهب القصوى تنطبق على جميع مكونات القوات النووية الروسية- قوات الصواريخ الاستراتيجية- التي تشرف على الصواريخ البالستية الروسية الأرضية العابرة للقارات، وكذلك الأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادي، اللذين يطلقان صواريخ بالستية عابرة للقارات من غواصات، وقوات الطيران بعيد المدى التي تمتلك أسطولا من القاذفات الاستراتيجية ذات القدرات النووية.
وكان بوتن قد ظهر في مقطع مصور، الأحد، ليأمر قادة الجيش بوضع "قوة الردع" في الجيش الروسي، في حالة خاصة للقتال. وقال بوتن خلال لقاء مع قادته العسكريين: "آمر وزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان بوضع قوات الردع في الجيش الروسي في حال التأهب الخاصة للقتال". وأجاب وزير الدفاع سيرغي شويغو "مفهوم".وبرر بوتن قراره منددا بـ"تصريحات الحلف الأطلسي العدوانية" تجاه روسيا، وانتقد العقوبات الاقتصادية "غير المشروعة" بنظره، التي فرضها الغرب على روسيا.ولم تتضح الخطوات المحددة التي يشير إليها قرار بوتن، لكنه أثار مخاوف من إمكانية أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى مواجهة أكبر وأكثر خطورة. و بحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن "قوات الردع النووي" مجموعة من الوحدات هدفها ردع أي هجوم على روسيا، بما في ذلك في حال حرب تتضمن استخدام أسلحة نووية.
وتنقسم قوات الردع الاستراتيجية إلى قوات هجومية وأخرى دفاعية، وتشكل قوات الردع النووية أساسا للقوات الهجومية، التي تعتمد على أنظمة صاروخية وجوية عابرة للقارات، وأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى.كما تضم القوات الهجومية كذلك القوات الاستراتيجية غير النووية، التي بالأساس تعتمد على قاذفات استراتيجية وبعيدة المدى وسفن وغواصات وطائرات حاملة للصواريخ عالية الدقة وطويلة المدى.ووفق موقع وزارة الدفاع الروسية، فإن القوات الدفاعية الاستراتيجية تعتمد على القوى والوسائل التابعة لقوات الدفاع، التي تضم منظومة الإنذار بالاعتداء الصاروخي، ومنظومة مراقبة المجال الفضائي، والدفاعات المضادة للصواريخ، والوسائل الفضائية والطائرات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بوتين الوسيط في فيينا والخصم في أوكرانيا
كييف تُطالب بتعزيز الدعم الغربي ومؤشرات على هجوم روسي شامل على أوكرانيا