الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع

زلزلت المواجهات القتالية مدناً عدة في غرب السودان، اليوم (الأربعاء)، في تمدد لنطاق الصراع المستمر منذ نحو شهرين في البلاد، بينما تجاوز عدد الأشخاص الذين فروا من منازلهم بسبب العنف مليوني شخص، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وتسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أزمة إنسانية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مثل الأبيض ونيالا والفاشر والجنينة. وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 1100 شخص قُتلوا جراء القتال في هذه المدن.

وفي مقابلة مع قناة «الحدث» التلفزيونية من الجنينة، طالب خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور المجتمع الدولي بالتدخل فيما وصفها بأنها «إبادة جماعية». وكان بالإمكان سماع دوي الأعيرة النارية والقصف المدفعي في الخلفية وهو يتحدث.

وقال: «المواطنون اليوم يُقتلون بطريقة عشوائية جدا وبكميات كبيرة». وأضاف أنه على الرغم من أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها كانت تستهدف مناطق في الجنينة يعيش فيها أفراد من قبيلة المساليت في بادئ الأمر، فإن هذه الهجمات امتدت الآن إلى المدينة بأكملها.

وأضاف: «ما رأينا خروج قوات الشعب المسلحة من ثكناتهم على الأقل للدفاع عن المواطنين».

وتشهد منطقة دارفور في السودان صراعا متقطعا منذ بداية القرن الحالي، وهو الصراع الذي أدى إلى نزوح الملايين ومقتل 300 ألف شخص في هجمات شنتها ميليشيات الجنجويد العربية. وولدت قوات الدعم السريع من رحم هذه الميليشيات، وأصبحت قوة حكومية قانونية في 2017.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم إن غوتيريش «قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة بالعنف الجنسي».

ويقول مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس إن مسؤولية القتال في غرب دارفور تقع على عاتق «الميليشيات العربية وبعض المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع».

ووصفت قوات الدعم السريع في بيان الأعمال القتالية في الجنينة بأنها صراع قبلي، واتهمت النظام السوداني السابق بتأجيج نار الصراع. وقالت إنها تبذل جهودا لإدخال المساعدات إلى المدينة.

القتال عبر دارفور

قالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة محلية تراقب العنف، الأربعاء، إن قصفا مدفعيا أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، مضيفة أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكت من عدم تلقي رواتبها.

وقال صلاح الأمين (39 عاما): «الهجوم يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة، ولا نشعر بالأمان».

وأضافت الهيئة أن مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، تحت الحصار. ويسود الهدوء نسبيا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد موجة نزوح.

وقال سكان في مدينة الأبيض التي تقع بين الخرطوم ودارفور إن الجيش بدأ في شن ضربات جوية وقصف مدفعي على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع. وتسيطر قوات الدعم السريع على الطرق المتفرعة من المدينة واتفقت مع زعماء القبائل المحلية على تأمين المنطقة من العصابات المسلحة.

وداخل الخرطوم، تحدث سكان عن وقوع ضربات جوية ومدفعية في الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة الأربعاء.

وقالت الأمم المتحدة في وقت متأخر، أمس (الثلاثاء)، إن نحو 1.7 مليون شخص نزحوا داخليا، بينما غادر البلاد أكثر من 500 ألف شخص.

وتخضع مدينة بورتسودان لسيطرة الجيش. وتطل المدينة على البحر الأحمر ويسودها الهدوء، وهي إحدى الوجهات التي يقصدها الفارون من منازلهم.

وبدأت اختبارات المدارس الإعدادية في مدينة بورتسودان اليوم، وشرع الحجاج في المغادرة إلى مكة لأداء فريضة الحج، إذ يحاول بعض السودانيين أن ينعموا بقدر من الحياة الطبيعية وسط صراع قلب حياتهم رأسا على عقب.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 958 شخصا قُتلوا منذ بدء القتال في 15 أبريل (نيسان)، وهو الصراع الذي اندلع بسبب خلاف على خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

الاشتباكات تتجدّد في السودان والجيش يتهم قوات الدعم السريع بخرق الهدنة

استمرار الاشتباكات في السودان مع إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب وسط معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع