بيروت - لبنان اليوم
طغى سلوك الأنانية والإنكار على نهج الطبقة الحاكمة ما اوصل لبنان إلى مصير طالما تمناه العدو الاسرائيلي منذ نشوء كيانه المصطنع على حدوده، و تتزامن فصول المأساة اللبنانية مع قرع طبول الحرب والعقوبات بعدما وصل الوضع إلى مرحلة دراماتيكية بشكل كامل.
ما يزيد من عبثية المشهد، السجال الدائر محليا حول المحاور أو منطق الحياد وكأن الدولة اللبنانية حاضرة وتملك قرارها السيادي وتتصرف وفق مصالحها الاستراتيجية، في حين ان الحقيقة التي باتت ساطعة ان لبنان بات على درب صراع الفيلة بينما شعبه يعيش حالة بؤس لا مثيل لها.
الازمة تدخل فصولا أشد ايلاما بينما لا تلوح في الافق بوادر حلول بقدر ما يتعمق المأزق الداخلي في ضوء حدة الاستقطابات إقليميا ، فإيران لن تتجرع كأس السم و ليست بوارد رمي الورقة اللبنانية التي تحوي مصير حزب الله العمود الفقري لمشروعها في المنطقة،في حين ان الحلف المناهض لها لا يبدي استعدادا للتخلي عن لبنان انطلاقا من الموقع والدور والوظيفة ولقطع طريق طهران للوصول إلى سواحل المتوسط.
من هنا، برز التناغم الاوروبي مع المنطق الأميركي القائم على نفض اليد من كل الطبقة السياسية واخضاعها للعقوبات خصوصا بعدما جرى الالتفاف على المبادرة الفرنسية الانقاذية وتصفيتها على مراحل عبر التسويف المتعمد، غير ان النقاش لا يقتصر على حدود انهيار الدولة بقدر استشراف تداعيات ذلك وإنعكاساته على منظومة حزب الله التي تتخطى البعد اللبناني.
يتعمق النقاش حول الانتخابات النيابية كونها تشكل مفتاح فرط الاغلبية الحالية التي يتحصن بها حزب الله ويتحكم من خلالها بمفاصل القرار اللبناني، ومن البديهي ان يدخل الاستحقاق النيابي في عمق حسابات الحزب الاستراتيجية والأمر يتجاوز التصدعات التي أصابت التحالف مع التيار الوطني الحر بعد فشل عهد عون و نتائجه الكارثية على كافة الاصعدة.
انطلاقا من ذلك ، ليس بالأمر اليسير أمام الأكثرية الحالية تحقيق أحلامها ونسف الانتخابات بعوامل ذاتية، وتؤكد أوساط مطلعة بأنه لا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال حدث خطير يهز عمق الكيان اللبناني على غرار اغتيال الحريري العام 2005 او حرب تموز 2006 ما يعيد خلط الأوراق من جديد لاعادة تشكيل المشهد اللبناني على اساس جديدة.
والخوف هنا من تداخل العوامل كلها لخلق جو يدفع اللبنانيون ثمنه اولا واخيرا
قد يهمك ايضا
"لقاء تهدئة" بين ميشال عون وسعد الحريري واتفاق على موعد آخر الاثنين
"في صراع الحق والباطل لا مكان للحياد" نصرالله لن تصمد حكومة الاختصاصيين