بيروت - لبنان اليوم
اشار قائد الجيش العماد جوزاف عون، اليوم الإثنين، الى أنه “في حين يقدم الجيش التضحيات الجسام ويتحمل مسؤولياته بمهنية واحتراف رغم التحديات، يستمر بعض الموتورين والمسؤولين المعنيين وغير المعنيين في اختلاق الشائعات وفبركة الملفات وتشويه صورة المؤسسة واتهامنا بالفساد وخرق القانون”.واضاف العماد عون: “إذا كان خرق القانون يتيح لي قبول مساعدات من اللبنانيين المحبين للمؤسسة في الداخل والخارج، وتأمين الدواء والتغذية والتنقلات للعسكريين، والاستشفاء والمساعدات المدرسية لعائلاتهم، ويعينهم على الصمود ويخفّف عنهم الصعوبات المعيشية، ويسمح للجيش بتنفيذ مهماته، فسأخرق القانون”.
جاء كلام قائد الجيش خلال زيارته قيادة لواء المشاة السادس في بعلبك وفرع مخابرات منطقة البقاع في أبلح حيث التقى الضباط والعسكريين وهنّأهم على الإنجازات التي يقومون بها لحفظ الأمن وملاحقة تجّار المخدرات، سواء عبر المهمات العملانية أو المتابعة الأمنية للمطلوبين وصولًا إلى توقيفهم.كما تابع: “همّهم المصالح الشخصية وهمّكم مصلحة الوطن وحماية السلم الأهلي والدفاع عن قَسَمِكم. أنتم تسعون وراء مصلحة الوطن وهم يسعون وراء مصالحهم”.
وشدد العماد عون على أنّ “الجيش متماسك وقوي، لن نكترث لاتهاماتكم ولن تشوشوا على تنفيذنا لمهمتنا التي هي أشرف وأقدس من افتراءاتكم. اهتموا بشؤونكم ودعونا نهتم بشؤوننا. سيبقى الجيش أكبر من ملفاتكم وشائعاتكم. الأجدر بكم أن تبذلوا جهودكم لمساعدة المؤسسة العسكرية ودعمها بدلاً من استهدافها. أعان الله جيشًا يحارب الغباء والغلاء والوباء وقلة الحياء والوفاء. حمى الله الجيش وجنوده”.وفي السياق، كشف أنّ “البعض يراهن على إضعاف الجيش. أقول لهم أن الجيش أقوى من ذي قبل، ولدينا الآلاف من طلبات التطوع فضلًا عن عودة قسم كبير من الفارين”.
واضاف قائد الجيش: “من يقف أمام رجال الجيش الأبطال يطمئن إلى أن مؤسستنا بألف خير، وهي تبقى العين الساهرة على كل الأراضي اللبنانية رغم شدة الأزمة، وتُتابع أداء واجبها في توقيف المخلين بالأمن ومكافحة الإرهاب وضبط الحدود ومنع التهريب والهجرة غير الشرعية من الجرود إلى البحر ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب”.الى ذلك، رأى أنّ “الأمن الذي تعيش فيه منطقة البقاع هو في جزء كبير منه ثمرة تضحيات عناصر اللواء السادس وفرع مخابرات منطقة البقاع، وأن لسكان المنطقة الحق في حياة آمنة بعيدًا عن عصابات المخدرات والسرقة والخطف”.
وتوجّه إلى العسكريين بالقول: “قلبي يكبر بكم مع كل زيارة أقوم بها، فأنا أقف أمام رجال أقوياء يضحون من أجل أهلهم وشعبهم ووطنهم، وما صمود الشعب إلا بفضل تضحياتكم وإنجازاتكم. لمن يسأل كيف يحافظ الجيش على قوته، أقول أن الجواب في الجنود أصحاب الصلابة والعنفوان، وطالما أن في المؤسسة أبطالًا مثلكم فلا خوف على لبنان”.وفي شأن المخدارت، قال العماد عون: “المخدرات أخطر من الإرهاب لأنها تدخل إلى كل بيت وتُفكّك العائلات والمجتمع، والتصدي لها مهمة مقدسة، لذا لن نتوانى عن محاربتها ولو سقط لنا شهداء، فدماؤهم لن تذهب هدرًا وهي تزيدنا إصرارًا على ملاحقة المجرمين”.
وفي هذا الإطار، أكد قائد الجيش أنّ “مشكلتنا ليست مع أبناء العشائر أو المنطقة، بل مع الخارجين عن القانون ومقترفي جرائم السرقة والخطف والإتجار بالمخدرات. أمامهم خياران: إما أن يسلّموا أنفسهم لتجري متابعة أوضاعهم وفق القانون، أو يتحملوا تبعات أفعالهم”.وتطرّق العماد عون إلى حماية الجيش للحدود الجنوبية، قائلاً: “أهنئ عناصر الوحدات العسكرية في الجنوب إذ يتصدون لخروقات العدو الإسرائيلي مثلما جرى في عيتا الشعب وقبلها مرجعيون، حيث وقفوا في وجه دبابات العدو متسلحين بقوة الحق والإيمان بأرضهم وبقدسية المهمة”.
وفي سياق آخر، قدّم قائد الجيش العماد جوزاف عون، اليوم الإثنين، في بلدات اللبوة وتعلبايا وأبلح التعازي بالعسكريين الذين استشهدوا أثناء تنفيذ عمليات دهم مطلوبين في بلدة حورتعلا بتاريخ 16/2/2023، وهُم المعاون أول حسن شريف والرقيب بول الجردي والرقيب جورج أبو شعيا.وأكد العماد عون أنّ “الشهداء أظهروا أقصى درجات الحرص على أرواح الأبرياء، واستشهدوا لهدف نبيل هو حماية الشعب اللبناني من خطر المخدرات”، لافتًا إلى أن “شهادتهم لن تثني الجيش عن أداء واجبه، بل ستكون دافعًا له في حربه على المخدرات انطلاقًا من مسؤوليته تجاه أهالي البقاع تحديدًا، على قاعدة محاسَبة المجرمين وفق القانون وليس الانتقام منهم.”وتوجّه إلى أهالي الشهداء، قائلاً: “قَدَر العسكريين هو التضحية التي تقع في قلب شعار المؤسسة العسكرية، فكل مَن ينضوي في صفوفها هو مشروع شهيد، مع العلم بأن القيادة تبذل قصارى جهدها لحماية العسكريين. شهداؤنا لا يموتون بل يحيون في ضمائرنا ووجداننا”.
قد يهمك ايضاً