مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون

في الاجتماع الطارئ الرفيع المستوى الذي عقد في بعبدا، طغت نظرية المؤامرة على القراءات الرئاسية لتحليق سعر الدولار وارتفاع الاسعار وتحرك الشارع. من رئيس الجمهورية الى رئيس حكومة تصريف الأعمال، التقت الكلمتان على أن جهات خارجية وراء المنصات التي تتحكّم بسعر الدولار لضرب النقد ومكانة الدولة المالية، وأنها منصات سياسية وليست مالية تتحكم بسعر صرف الدولار. وتحدثّ الرئيس حسان دياب عن أن هناك من يدفع البلد نحو الانفجار، ويجب قطع الطرق على التلاعب بمصير البلد من المتآمرين.

في هذا الاجتماع، تحدثّ مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات عن ملفات يتابعها القضاء وعرضت تقارير أمنية عما يجري على الأرض، ووحدهما قائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان التزما الصمت، حتى عندما طلب من الجيش والقوى الأمنية منع إقفال الطرقات. واستمعا الى مواقف وأسئلة سياسية وتقارير أمنية دون أي تعليق منهما.

وتركزت مداخلات الحاضرين على أن الاحتجاجات في الشارع، شق منها مطلبي معيشي محق، وشق منها مسيّس ومنظم بدخول أحزاب وأطراف تعمل على الاستثمار السياسي فيه.

ووصف أحد المستشارين ما يجري بالانقلاب المنظم. وتم التركيز على أن تفلت سعر الدولار وارتفاع سعره تتحكم به منصات إلكترونية خارجية تعمل لاسيما من تركيا وحتى من الولايات المتحدة، ولم تستجب شركة غوغل لمطالبات لبنانية بإيقاف عمل بعضها.

وعلم أنه طلب من حاكم مصرف لبنان التدخل للجم ارتفاع سعر الدولار، وهو اعتذر عن عدم القدرة على التدخل بسبب الشح والجفاف في السيولة.

 وكان إجماع من الرئيس دياب والوزراء والأمنيين الذين تحدثوا عن أن لا حل جذرياً للأزمة المتفاقمة إلا بتشكيل حكومة جديدة وبالاصلاحات المطلوبة لاستعادة الثقة وللحصول على مساعدات.

وتقرّر تكليف الأجهزة الأمنية بضبط مخالفي قانون النقد والتسليف، والعمل على استكمال اقفال المنصات والمجموعات الالكترونية غير الشرعية، وضبط استعمال العملة الاجنبية الا لغايات مبررة تجارية أو صحية أو صناعية.

ومن أبرز المتحدثين، وزير المال غازي وزني، ووزير الاقتصاد راوول نعمة وحاكم مصرف لبنان ونقيب الصرافين، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، والقاضي عويدات.

وفيما ترددت معلومات عن توتر وتباعد بين بعبدا وقيادة الجيش بسبب عدم تدخل الجيش لفتح الطرقات بالقوة، نفت مصادر المجتمعين أن يكون ظهر أي شيء من هذا القبيل في اجتماع بعبدا. وقالت المصادر أن المطلوب عدم إقفال الطرقات وليس المواجهة بين الجيش والمتظاهرين، وهناك طرق عدة لتحقيق ذلك على الأرض.

واللافت في هذا المجال، أن الأهم من صمت بعبدا كان الموقف المدوي للعماد عون من اجتماع اليرزةـ والذي أكد فيه "أن الجيش جزء من هذا الشعب ويعاني مثله"، وأن "راتب العسكري فقد قيمته"، "والعسكريين يعانون ويجوعون مثل الشعب"، متوجهاً إلى المسؤولين بالسؤال: "إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، لقد حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره".

وقد يهمك أيضا

وصول رئيس أركان الجيش الإسباني إلى لبنان

قائد الجيش العماد جوزيف عون يستقبل رئيس أركان الجيش الإسباني