رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تمام سلام
بيروت ـ جورج شاهين
يبدأ ، بعد ظهر الثلاثاء، استشاراته النيابية للتشكيل الوزاري الجديد، في ساحة النجمة، بلقاءات مع الكتل النيابية، حيث يلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونائبه فريد مكاري، ثم رؤساء الحكومات السابقين من النواب، فالكتل النيابية من أجل البحث في شكل الحكومة ودورها وبيانها
الوزاري. واستقبل سلام، قبل ظهر الثلاثاء، في مقره في المصيطبة، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميّل، الذي قال بعد الاجتماع، "من واجب الجميع التضامن مع الرئيس المكلف لمصلحة الوطن، وقد أكدنا لرئيس الحكومة المكلف تضامننا معه و حرصنا على نجاح مهمته، ونراهن عليه، ونحن إلى جانبه في المسيرة الوطنية، ويجب أن تكون المسيرة متكاملة على صعيد قانون الانتخاب والمستقبل القريب، وحزب (الكتائب) لديه كل استعداد وتصميم على دعم مسيرة سلام وتسهيل مهمته، فمصلحة الجميع معلقة على نجاح مهمته، ونبذل كل الجهود للوصول في مجلس النواب إلى حلول توفيقية على صعيد الانتخابات والحكومة، وستلتقي كتلة نواب "الكتائب" سلام الثلاثاء، لإبلاغه بتصورها".
كما التقى رئيس الحكومة المكلف، الثلاثاء، سفير بريطانيا توم فليتشر، الذي قال بعد اللقاء، "التقيت بكل من رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي وتمام سلام، وأنا ممتنّ للتعازي التي قدماها في رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، ففي العام 1992 دعمت تاتشر الرئيس إلياس سركيس، انطلاقًا من دعم بريطانيا لاستقرار لبنان وحياده واستقلاله، وهي كانت تدرك أن هذه المرحلة كانت صعبة بالنسبة للبنان في ظل عدم الاستقرار والانقسام المناطقي، ولكنها في المقابل كانت واثقة، كما نحن نثق اليوم، بأن أهم شئ في لبنان هو العمل وتعاون الجميع لتأمين الاستقرار، فهذه كانت القضية سابقًا، وهي لا تزال حتى يومنا الحالي"، فيما أعرب عن "سعادة بريطانيا للوحدة اللبنانية التي تجلت بالتوافق المشترك على تكليف تمام سلام بتشكيل الحكومة الجديدة"، مضيفًا أن "الأهم في الوقت الراهن، هو تأمين حاجات اللبنانيين التي يجب أن تكون في الأولوية، وليس أولوية أي بلد خارجي، ونحن دعم تأمين أولويات اللبنانيين".
وردًا على سؤال عن وجود خطوات دولية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة، قال فلتشر "لن نتدخل في الشأن اللبناني، ولا حتى في التوصل إلى قانون انتخابي، وتشكيل الحكومة شأن لبناني بحت يخص القادة في لبنان، والأهم بالنسبة لنا توصل الفرقاء في لبنان إلى اتفاق سريع على كل القضايا الملحة".
وعما إذا كانت تسمية سلام ستؤمن الاستقرار في لبنان، أمل فلتشر بأن "يكون ذلك، وأن يتمكن من توحيد آراء القادة اللبنانيين"، مضيفًا عن موضوع الانتخابات النيابية، "أن هذا الأمر شأن لبنان واستحقاق دستوري من المهم أن يحدث في توقيته، وهذا ما كنا أعلنا عنه في مناسبات سابقة، وأن ماكينة وقانون الانتخاب شأن لبناني يقرره اللبنانيون، وبالتالي لا يمكن أن يأتي قانون الانتخاب من أي دولة في الخارج، بل يجب أن يصنع في بيروت".
ثم استقبل سلام، كلا من: سفير تركيا اينان اوزالديز، الذي هنأه بتكليفه باسم تركيا في الحكومة الجديدة، وسفير الكويت عبدالعال القناعي، الذي قال بعد اللقاء، "نقلت إلى تمام سلام رسالتي تهنئة من أمير دولة الكويت صباح الأحمد جابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، لمناسبة تكليفه برئاسة الحكومة اللبنانية، متمنين له وللبنان الشقيق دوام الازدهار والتقدم والأمن والاستقرار، معربين في الوقت عينه، عن وقوف الكويت إلى جانب لبنان في الأوقات كافة، متمنين لهذا البلد الشقيق أن يتمكن من عبور هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخه، بوئام وإجماع من الأطراف كافة".
وردًا على سؤال عن عودة الكويتيين إلى لبنان، قال القناعي "الكويتيون لم ينقطعوا عن زيارة لبنان، على الرغم من كل الظروف والتحذيرات، وهناك الكثير من الكويتيين في المناطق اللبنانية كافة، آملاً بأن يتمكن هذا البلد من تعزيز أمنه واستقراره، وأن يعود منارة تستقطب الأشقاء من الدول العربية كافة".
وتلقى رئيس الحكومة المكلف، اتصالاً هاتفيًا من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، هنأه فيه على تكليفه تشكيل الحكومة، وأكد له اهتمام فرنسا بإنجاز الاستحقاقات المقبلة، وبخاصة الانتخابات النيابية، متمنيًا له التوفيق في مهمته.