الجيش السوري الحر يستهدف معسكري القرميد والجازر في إدلب
دمشق ـ جورج الشامي
قصفت طائرات سورية من طراز "ميغ"، فجر الإثنين، بلدة الدانا في ريف إدلب ومدينة الأتارب في ريف حلب، في حين استهدف الجيش الحر "المعارض" معسكري القرميد والجازر في إدلب، فيما شهدت قرية البيضا في بانياس الساحلية مجزرة جديدة راح ضحيتها 18 شخصًا، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في
نوى درعا التي حولتها الحرب إلى مدينة أشباح، إثر تعرضها لقصف حكومي مستمر منذ 6 أيام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه في دمشق وريفها استهدف "الجيش الحر" تجمعات قوات الحكومة من جهة مدينة زملكا وحقق إصابات مباشرة، كما تصدى لمحاولات من قِبلِ الحكومة لاقتحام مدينة داريا، واستطاع تكبيدهم خسائر كبيرة، واستهدف قوات الحكومة في منطقة المرج وحقق إصابات، وضرب تجمُّعات قوات الحكومة في منطقة الصناعة والباب الرئيس لمقر قيادة الوحدات الخاصة في القابون وحقق إصابات، واستهدف معاقل قوات الحكومة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك وتم تكبيدهم خسائر، وفي حلب استهدف "الحر" فرع المرور في منطقة باب أنطاكية وحقق إصابات، كما تمكن من السيطرة على مبنى الشرعية في الحارة الجنوبية، وقتل أكثر من خمسة وعشرين عنصرًا من قوات الحكومة، وتمكن من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في خان العسل، وأعلن سيطرته بشكل كامل على مدينة خان العسل، التي لها أهمية استراتيجية كبيرة باعتبارها آخر نقطة للقوات الحكومية في الريفين الغربي والشمالي، والسيطرة عليها تعني السيطرة بشكل كلي على طريق حلب – دمشق، كما استهدف "الحر" مبنى البابللي في حي ميسلون بصواريخ محلية الصنع، واستهدف تجمعات قوات الحكومة في حي الأشرفية وأحياء حلب القديمة وبستان الباشا وجبل الشويحنة، كما تمكن "الحر" من تدمير عدد من السيارات والآليات على طريق معامل الدفاع في السفيرة، وفي إدلب استهدفت قوات المعارضة كلاً من معسكري القرميد والجازر وحققت إصابات مباشرة، واستهدفت تجمُّعات جيش الحكومة والميليشيات في قرية الفوعة وحققت إصابات، وفي حماة استهدف "الجيش الحر" حواجز قوات الحكومة في بلدة المغير، وحقق إصابات مباشرة، وفي اللاذقية استهدف "الجيش الحر" قوات الحكومة المتمركزة في المرصد 45 بصواريخ محلية الصنع ويحقق إصابات، وفي دير الزور تصدّى "الجيش الحر" لقوات الحكومة في حي الحويقة، واستطاع تكبيدهم خسائر، وفي الحسكة استهدفت عناصر المعارضة محيط "الفوج 121" في المليبية.
وأضاف المرصد السوري، أن قصف القوات الحكومية مدعومة بمقاتلي "حزب الله" على حمص أسفر عن تدمير مقام الصحابي خالد بين الوليد في حي الخالدية، وتم بث صور على الإنترنت تكشف آثار الدمار في المكان، وفي محافظة طرطوس، قتلت قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد ما لا يقل عن 13 شخصًا من عائلة واحدة في قرية البيضا، في ثاني مذبحة تشهدها القرية منذ أيار/مايو الماضي، وأن 4 سيدات و6 أطفال كانوا ضمن القتلى في القرية التي تقع في منطقة ساحلية وسط سورية.
وقال ناشطون سوريون، إن سنوات الطفل لؤي نادر القرطان العشر لم تشفع له لدى القوات الحكومية، وهروبه من عائلته من نوى في درعا التي حولتها الحرب إلى مدينة أشباح، لم تنجه وعائلته من الموت، وفي الطريق إلى الشيخ السعد، وبعد مسير حوالي 5 كم تلقى مع عائلته ونازحي "نوى" الرصاص من حاجز للجيش السوري، وبعد أن نجا لؤي من أهوال الطريق لم يسعفه الحظ وأهله بالوصول إلى الشيخ سعد، وأمرهم الجنود الحكوميين بالعودة إلى نوى لتسقط قذيفة بالقرب من العائلة فأصيب الجميع بجروح بالغة ومات لؤي.
وذكر أبو الناشط حمزة جواد من مدينة نوى، أن القصف المستمر والمتصاعد على المدينة منذ 6 أيام ترك المدينة خالية إلا من الخراب، وتفاقمت المعاناة الإنسانية هناك ليتم توثيق مقتل 40 شخصًا على الأقل، ولا يزال الكثير ممن لم يتم توثيقهم إلى الآن تحت الأنقاض، ولا يزال الكثيرون في عداد المفقودين، وأن غضب الحكومة على نوى مضاعفًا، بعد أن دخل الجيش الحر الثلاثاء الماضي وتمكن من تدمير14 حاجزًا وعدد من المدرعات والآليات العسكرية، والحواجز هي (حاجز طريق حوي، وحاجز المخفر في مدينة نوى، شعبة الحزب بالقرب من مخفر مدينة نوى، مفرزة الأمن السياسي - حاجز مجمع الإمام النووي، حاجز ساحة جامع العمري، حاجز ساحة جسر عوفة، حاجز مركز الشبيبة، حاجز المذايبة، حاجز كازية النابلسي، حاجز الضابط المقتول أوزون، حاجز شعبة تجنيد مدينة نوى، حاجز مجمع جهاد راضي العماري، حاجز الفرن الآلي، حاجز المستشفى الوطني).
وأوضح جواد، أن نزوح الأهالي لا يزال مستمرًا، ولكن لا تزال عدد من العائلات عالقة في بعض الأقبية لسبب تركز القصف والقنص على أحيائهم في أجواء من شح الطعام والشراب والعلاج، وبقي الجرحى مسجونين خلف إصاباتهم مع التناقص الحاد والمتسارع بالأدوات الطبية في المستشفى الوحيد في المدينة، لسبب ضخامة عدد أولئك الجرحى، وتزايد ذلك العدد بشكل مطرد".
وأضافت ربا أبو عسلة، ناشطة من نوى، "لم يهدأ منذ الثلاثاء الطيران الحربي وغاراته على المدينة، وبدأت مدفعية الجيش السوري تدك المدينة على رؤوس سكانها، وسرعان ما انتشر القناصة على حاجز المقبرة القديمة، وبدأوا في استهداف كل ما يتحرك هناك، وما لبثت أن اشتعلت المحاصيل الزراعية في المدينة صاحبة التربة الأكثر جودة للزراعة، وامتد الحريق إلى المنازل، وبعد 6 أيام من القصف والدمار سيطرت حالة من الرعب والهلع لدى الأهالي ولا سيما الأطفال، وبدأ الناس في محاولة الهروب من المدينة باتجاه القرى الأقرب (الشيخ سعد – تسيل - جاسم)، وإن كانت هذه القرى هي الأقرب فإنها تصبح بعيدة وشاقة عند قطع المسافة مشيًا على الأقدام، ليلاحقهم رصاص الجيش الحكومي ومدفعيته، وليهربوا من موت إلى موت آخر، ووقوع بعضهم على الطريق جريحًا أو مقتولاً".
وشرح عمر الحريري، ناشط ميداني من نوى وعضو في "اتحاد تنسيقيات درعا"، دور الجيش الحر في المدينة، فقال، "إنه في الخميس هجم (الحر) على حواجز الجيش الحكومي مرة أخرى لتوسيع رقعة المعركة، ومحاولة السماح للأهالي بالهرب من المدينة، وقام (الحر) بقصف تل الجموع بالهاون، وقتل ما لا يقل عن 15 عنصرًا من الجش الحكومي، وفي المقابل فإن ما لا يقل عن 300 مدني جرحى ومحاصرين داخل المدينة، وتوسعت غارات الطيران الحربي إلى قرية تسيل التي قصدها بعض سكان نوى"، مضيفًا "إن الخراب والدمار يسيطران حاليًا على المدينة، حيث لم يستثن الدمار المنازل ولا المحلات التجارية والبنى التحتية كالشوارع والمدارس والمساجد والمؤسسات العامة، وقُتل 13 طفلاً في نوى، لم يتجاوز عمر أصغرهم السنتين، ولم يبلغ أكبرهم الـ14 عامًا، ويبدو رصاص الجيش الحكومي مصر دائمًا على إفناء عائلات بأكملها، فقتل مهران الجنادي وزوجته وابنهم البالغ 4 سنوات وابنته بعمر السنتين، وإن كان الإعلام لم يعد قادرًا على ذكر أسماء ضحايا الجيش الحكومي، فإن مقتل لاعب منتخب سورية لألعاب القوى رامي قرص، حامل بطولة سورية أربع مرات، لابد من ذكره، وتوثيق مقتله عند محاولته الدفاع عن مدينته وأهله حاله حال أهل وسكان نوى المدمرة".
واستطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الأحد، توثيق 187 قتيلاً بينهم ثلاثة عشر سيدة، تسعة أطفال، وتسعة تحت التعذيب، منهم ستة وتسعين قتيلاً في دمشق وريفها معظمهم قضَوْا في كمين نصبته القوات الحكومية بين بلدتي ميدعا والضمير، ثمانية وعشرين في إدلب معظمهم قضَوْا في القصف على أريحا، واحد وعشرين في حلب، ثلاثة عشر في بانياس، اثنا عشر في حماه، تسعة في درعا، ثلاثة في القنيطرة، 2 في حمص، وقتيل في كل من دير الزور، الحسكة، والرقة.
وأحصت اللجان المحلية 445 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي في 39 نقطة، البراميل المتفجرة من الطيران الحربي استهدفت بنش في إدلب، والأتارب في حلب، والقصف بالقنابل العنقودية على سراقب بادلب، كما استهدفت مخيم اليرموك في دمشق غازات سامة، القصف الصاروخي سُجل في 142 نقطة، تلاه القصف المدفعي في 137 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 123 نقطة، فيما اشتبك "الجيش الحر" مع قوات الحكومة في 154 نقطة.