منتخب الإمارات

زاد الفوز السعودي على العراق بهدف، واليابان على تايلاند برباعية، وارتفاع رصيدهما إلى 16 نقطة، في ختام الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2018، من معاناة منتخبنا الوطني، وتضاءل بصيص الأمل في تحقيق الحلم المونديال بعد الخسارة الموجعة من المنتخب الأسترالي بهدفين دون رد، وتوقف رصيد الأبيض عند النقطة التاسعة مقابل 13 إلى أستراليا، ومعاناة الأبيض لم تكن وليدة مباراة أستراليا وإنما بدأت من انطلاقة التصفيات، دون أن يتم تدارك السلبيات، تواصلت بعد أزمة العاصمة الأردنية عمان والمواجهة غير المبررة بين المدرب واللاعبين، مما أوجد شرخاً في العلاقة بينهما، ومروراً بأزمة مباراة السعودية التي لم يحسن اتحاد الكرة التعادل معها فتراكمت المشكلات دون إيجاد حلول، وكانت الحصيلة الطبيعية كل تلك الضربات التي أوجعت قلوب محبي الفريق وجماهيره.

وبلغة الحسابات هناك بصيص أمل في المنافسة على البطاقة الثالثة والدخول في حسابات الملحق، ولكن كيف نتمسك بالحلم والفريق تلقى 5 خسائر ودخل مرماه 10 أهداف، فريق يواصل نزيف النقاط، ويفقد 6 نقاط على ملعبه من منافسيه، لدرجة أن المنتخب الأسترالي بعثر أوراق منتخبنا مرتين، فريق أصبح بلا أنياب هجومية، ولا شباب صاعد قادر على صنع الفارق، وللحق مهدي لا يتحمل كامل المسؤولية في هذا الخروج المرير، فيشاركه لاعبو الفريق الذين بدا عليهم التشبع الكروي، وعدم الرغبة في مزيد من العطاء، وفي لجنة منتخبات تنازلت عن حقوقها وصلاحياتها، أثرت الاستقالة، وفي اتحاد الكرة الذي لم يتدخل لتدارك السلبيات أولاً بأول فوضع رأسه في الرمال.

ولم يتم التعامل بشكل جيد مع تعدد أحداث وظروف الفريق، نحن أمام منظومة في حاجة ماسة لتدخل أصحاب القرار لإعادتها للطريق الصحيح بعد أن ضلت طريقها في السنوات الأخيرة بشكل واضح، وخرجت عن أهدافها مما جعل الإخفاقات تتوالى سواء على صعيد المنتخبات بكامل أنواعها أو الأندية، على الرغم من الصرف المتزايد، ولكنه ليس صرفاً بالمفهوم المالي إنه هدر حان الوقت لوقف نزيفه طالما لا يوجد عائد له.

نتيجة لقاء استراليا كانت الختام الطبيعي لكل هذه الأحداث، وقبل انطلاقة المباراة، توقع جميع المراقبين والمتابعين للمنتخب الخسارة، حينما علموا بتشكيلة اللعب التي أظهرت مغامرة المدرب مهدي علي، من خلال الدفع بالحارس علي خصيف الذي لا يجيد التعامل مع الكرات العالية، ومشاركة وليد عباس رغم أنه يعاني من حمى وغاب بسببها عن إحدى مرات المران، وعدم التعامل بواقعية مع المباراة من خلال فتح اللعب مما أتاح للهجوم الأسترالي من الضغط على الفريق بسلاح الكرات العرضية والثابتة والرأسية، ومشاركة أحمد خليل رغم أنه غير جاهز فنياً وابتعاده فترة عن الملاعب بسبب الإصابة، ومن غير المعقول أن تتم المجازفة به أمام فريق قوي البنية وسريع الانقضاض.

ورغم أن المدرب الأسترالي كشف خطته في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة بالتأكيد أنه سيضغط من بداية المباراة بهدف تسجيل هدف مبكر يربك الحسابات الإماراتية، إلا أننا لم نحسن التعامل مع بداية المباراة، فظهرت عشوائية العمل، وبدا الفريق مرتبكاً وتعددت أخطاؤه الدفاعية، وشهدت الدقيقة السابعة الصاعقة التي أربكت مخططات الأبيض، فمن الظهور الأول للهجوم الأسترالي عكست ركنية عالية داخل المنطقة ارتقى لها جاكسون إيرفين ولعبها رأسية قوية ارتدت من المدافع عبد العزيز صنقور وهزت الشباك، فخسر المنتخب قبل أن تمر الدقائق الأولى من عمرها، حاول الأبيض العودة والرد وكانت أفضل الفرص تلك التسديدة المباشرة التي أطلقها عمر عبد الرحمن كرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء تألق الحارس ريان في التصدي لها قبل أن تهز الشباك.

في الشوط الثاني مضى السيناريو وفق اندفاع الإمارات بغية تدارك النتيجة والمرتدات الأسترالية، ولكن غابت الفرص الحقيقية حتى انتصف الشوط وفيها كاد "سوكيروس"، أن ينهي الأمور عندما كاد أن يسجل، حاول منتخبنا صنع اللعب والوصول لمناطق التهديد المباشر، لكن أصحاب الأرض يشددون من ضغطهم الدفاعي، ويقومون بالسيطرة على منطقة خط الوسط، في المقابل كان الهجوم مستأنساً بلا أنياب، فمبخوت تائه وخليل مريض، وانتهت الأمور عندما كرر الأستراليون مشهد الهدف، ركنية ترويسي العالية على القائم القريب ارتقى لها ماثيو ليكي ليزرعها في الشباك دون مضايقة، لتكون النهاية الغير سعيدة وتبخر حلم طال انتظاره.

وتتبقى 3 جولات على نهاية المرحلة النهائية من التصفيات، ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة للنهائيات مباشرة، ويلعب صاحبا المركز الثالث معاً، ويتأهل الفائز منهما لمواجهة صاحب المركز الرابع بتصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "الكونكاكاف"، على بطاقة إضافية.