واشنطن ـ رولا عيسى
تعاقد بيت الأزياء الأميركي الشهير "دكني"، مع المصممين الأميركيين المبدعين داو يي تشو وماكس ويل أوزبورن؛ ليكونا المديرين الإبداعيين الجديدين للعلامة الأميركية.
ويثير الأمر عددًا من التساؤلات حول الاتجاه الجديد في عالم الأزياء المتعلق بتصميم الملابس الرجالية، وقدرته على أن يمهد الطريق للوصول إلى أعلى المناصب في عالم الموضة، والتقى كل من تشو وأوزبورن أثناء عملهما لصالح العلامة التجارية المعروفة "سين كومبس"، وأسسا علامتهما التجارية الخاصة بهما "بابليش سكول" في عام 2008.
وحرصت العلامة الجديدة المتخصصة بشكل رسمي في الملابس الرجالية، خلال عروض أزيائها بالرغم من تخصصها في ملابس الرجال؛ على تقديم الملابس النسائية التي تحمل كثيرًا من الخصائص الرجالية في التصميم والأزياء، مثل أغطية الرأس المتضخمة، والقمصان المصممة بالقصات المربعة، ووصفت مجلة "نيويورك" بيت الأزياء الجديد بأنه أروع علامة تجارية جديدة حتى الآن.
وأطلقت مصممة الأزياء الأميركية البارعة دونا كاران، العلامة التجارية "ديكني" في عام 1998، واستعانت أخيرًا في حملاتها الدعائية لمجموعة أزيائها بالمشاهير من الشباب، مثل: المغنية البريطانية ريتا أورا وعارضة الأزياء البريطانية كارا ديليفين، وذلك بهدف جذب المستهلكين الأصغر سنًا.
وتألقت "ديليفين" باعتبارها وجهًا إعلانيًا لخطوط العلامة التجارية المتعلقة بأزياء الرجال، فضلًا عن الأزياء النسائية، حيث ظهرت في صور الحملة الدعائية وهي ترتدي قميصًا وربطة عنق وبدلة مكونة من قطعتين، برفقة مجموعة من المدربين، جزءً من توسيع اتجاه الموضة الجديد للأزياء المناسبة للجنسين التي استحوذت أخيرًا على خيال الموضة.
ويبدو أنّ اختيار "ديكني" لكل من: تشو وأوزبورن؛ لتصميم الأزياء الرجالية كان صائبًا، أهلهما إلى صعود السلم الوظيفي في عالم الموضة، وتولي أعلى المناصب بسرعة حيث يمكنهم الإشراف على تصميم الأزياء النسائية والملابس الرجالية على حد سواء.
ويتبع المصممان بذلك نماذج مثل المدير الإبداعي الحالي في علامة "ديور" راف سيمونز، والمدير الإبداعي لواحدة من نجح العلامات التجارية "سان لوران" هادي سليمان، ومخطئ من يعتقد بأن الأزياء الرجالية تحظى بمكانة ضعيفة في صناعة الأزياء؛ بل تزدهر في الوقت الراهن، وتنمو أكثر من صناعة الأزياء النسائية بمقدار مرة ونصف المرة.
ووصف المصممان العلامة "ديكني" بأنها علامة مبدعة ومبتكرة، ووصفو كاران قائلين "إنها حقًا مصدر إلهام حقيقي بالنسبة إلينا، نشأنا في نيويورك وكانت "ديكني" دائمًا جزءً مهمًا من المشهد الرئيس لعالم الأزياء ولنا ولسكان نيونيورك، بينما كنا لازلنا نبني خبراتنا خلال أعوامنا التأسيسية، لكونها واحدة من العلامات التجارية التي ساعدت على تغيير ساحة الأزياء بالنسبة إلينا وبالنسبة إلى الأزياء الأميركية".
ولد تشو وأوزبورن في نيويورك، وحضرا المدارس العامة التي تديرها الحكومة في المدينة، وأسسا علامتهما التجارية في عام 2007 بوصفها متخصصة في الملابس الرجالية، وأطلقا أول مجموعة من الأزياء النسائية في عام 2014، وأشاد كثيرون بعلامتها التجارية، بوصفها مثالية إلى حد كبير.
والتقى الثنائي للمرة الأولى عام 2001 في بيت أزياء "سين جون" الذي يملكه المصمم البارز باف دادي، حيث كان تشاو نائبًا لرئيس التسويق وكان أوزبورن متدربًا.
وعندما افتتح تشاو متجرًا للأزياء في ميامي في عام 2005، طالب أوزبورن بالتعاون معه، ومن هنا ولدت العلامة التجارية الجديدة "بابليك سكول"، وعلى الرغم من أنّ العلامة لاقت ردود أفعال جيدة؛ إلا أنهما قررا إغلاقها في عام 2010، وإعادة افتتاحها في عام 2012، وتأكدا أنّ كل شيء مصنوع في نيويورك، وليس الصين.
وتمكنا من حصد عدد من الجوائز، أبرزها جائزة "صندوق الأزياء" لصالح مجلة "فوغ" الأميركية والمعروفة باسم "سفدا فوغ"، وجائزة "وولمارك انترناشونال برايز" التي تُمنح للعلامات التجارية الناشئة المتميزة في عالم الأزياء في العام الجاري.
وكانت المديرة الإبداعية لعلامة "جي كرو" جينا ليون، من أوائل المشجعات للثنائي لتصميم مجموعة أزيائهم من الملابس النسائية، ليتم طرحها في متاجر الولايات المتحدة العام الماضي وأبرزت إعجابها بهما قائلة "استحوذوا على إعجابي منذ البداية ولفتوا انتباهي عندما التقيتهما للمرة الأولى، فهما رائعان ومتمكنان في جميع الأصعدة، من حيث الطريقة التي يقدمان بها أنفسهما، وطريقة طرحهم للأزياء، ومستوى التفاصيل المصممة مع الأزياء المطروحة".