الجزائر - سميرة عوام
دَخَلت أخيرًا الألبسة العصرية المستوحاة من اللباس التونسي التقليدي الجزائر، حيث أصبحت حاضرة بقوة في المناسبات والأعراس، وذلك بفضل ألوانها الزاهية وأشكالها المختلفة، حيث تُفضِّل المرأة الجزائرية مزج لباسها مع اللباس التونسي، خاصة أن الجارة تونس تتقاسم مع الجزائر في غالب العادات والتقاليد الضاربة في عمق المجتمع
المغربي، ومن أهم الألبسة التقليدية التي ذاع صيتها أخيرًا في مختلف المدن الجزائرية العباءة التونسية.
والسروال بالإضافة إلى بعض الألبسة الأخرى ذات الأصول التركية، لكن تتوفر على الطبعة التونسية منها الشاشية، والتي تضعها المرأة في المغرب العربي خلال ارتدائها لقندورة الفرقاني، والتي تعود لأصول جزائرية، وبالضبط من مدينة قسنطينة
ويُطلَق على هذه التفصيلات والموديلات التي تروِّجها الأسواق التونسية للجزائر باللباس العربي الأصيل، والذي يُضفي على الأعراس والحفلات في المغرب العربي ميزة خاصة، من خلال إعطاء وزن لأنوثة المرأة، والتي تسعى دومًا من خلال هذه الألبسة التعبير عن حيائها وتشبثها باللباس التقليدي.
وعلى صعيد آخر، نَقَلَت بعض الحرفيّات موديلات التطريز على اللباس التونسي إلى الجزائر، بعد استقدام المادة الأولية والمتعلقة بنوعية الأقمشة والخيط المستعمل في الحياكة لصناعة العباءة التونسية، والتي باتت هي الأخرى تنافس العباءة المغربية أخيرًا بعد أن بلغ سعرها ما بين 6 إلى 8 ملايين سنتيم (الدرهم = 100 سنتيم) في غالب الأحيان، وذلك لتوفرها على بعض الأشكال الخاصة، منها تحميل العباءة بالرسومات النادرة والمستوحاة من الحضارة الإسلامية، حيث يتم مزج التطريز القديم الذي يعود للحقب التاريخية الأولى للإسلام على العباءات، الأمر الذي يعطيها جمالاً خاصًا ورونقًا يفتح شهية الزبونات، خاصة منهن اللواتي يعشقن اللباس العصري المأخوذ من تقاليد المغرب العربي.