آشلي وداني

هل كانت الأمريكية آشلي ماك آيرنتر (25 عاما) تدرك حينما تبرعت بإحدى كليتيها إلى شخص غريب تماما عنها أنها ستكون زوجة له يوما ما وتنجب منه طفلا؟
هذا بالفعل ما حصل، والزوجان ينتظران طفلهما الأول الآن في حزيران/يونيو المقبل .

كانت الحكاية قد بدأت عندما علمت آشلي أن الشاب داني روبنسون (25 عاما) يعالج بغسيل الكلى ويحتاج إلى أن يتبرع له أحد بكلية .

وسرعان ما تبين بعد موافقتها بأنها الشخص الأنسب للتبرع بكليتها لهذا الشخص الذي لم تكن تعرفه أبداً من قبل، وذلك من خلال عدة طرق، وليس بطريقة واحدة فقط .

وفي حديثها لصحيفة "يو أس توداي" الأميركية لفتت "ما كنت أتخيل أبداً أن يحدث هذا في مليون سنة، لقد جرى كل شيء بلمح البصر، ونجح كل شيء بسرعة، وكأنه كان مقدراً لنا هذا من الله تعالى" .

وأضافت "أعلم أن العيش بعضو متبرع به ليس ممكنا لكثير من الناس، ولكنه أمر يجب التفكير فيه وعدم تجاهله . إنه عمل إنساني تفعله من أجل شخص آخر وقد يغير حياته" .

ومن جهتها أوضح دينيس شتوتزنبرجر والدة داني إنها كانت مقتنعة حتى من قبل أن تلتقي آشلي أن ابنها سينتهي بالزواج منها .
وأضافت: "قلت لها إنك ستصبحين كنتي، وأنت لا تعرفين ذلك بعد"، وتابعت: "لا اعرف كيف يمكنني تفسير ذلك، لكن شيئاً ما بداخلي كان يخبرني بذلك" . وتعد قصة آشلي وداني غير عادية لحقيقة أن واحدا في المئة فقط من البشر يمكنهم العيش بكلية متبرع بها من أشخاص غرباء .
وكانت آشلي قد علمت بحالة داني أول مرة عن طريق والدتها كيم، والتي سمعت والدته تتحدث عن حاجته الى التبرع بكلية من خلال محطة إذاعية .
وقد تم تشخيص إصابة داني باعتلال الكلية IgA عندما كان في السادسة عشر من عمره، وهي حالة تحدث عندما تتراكم مضادات الجسم في الكلية مسببة التهابا يدمر وظائف الكلية بالتدريج .
وقد عرض أقارب داني التبرع بكلية له ولكن لم يحدث تطابق في الأنسجة مع أي منهم، ولذلك أمضى عامين على لائحة الانتظار حتى يحصل على كلية مناسبة .

وفي اليوم التالي أرسلت آشلي رسالة عن طريق الفيسبوك الى البرنامج الذي أذاع نداء الأم، واتصلت مع ممثلي البرنامج البريطاني للتبرع بالأعضاء، ثم خضعت بعد ذلك لسلسلة من الاختبارات والفحوص فوجد أن هناك تطابقا ممتازا بينهما .

وعندما أصبحت عملية التبرع والزرع وشيكة، وافقت العائلتان على اللقاء في مطعم وتعلقتا ببعضهما على الفور .

وبعد ذلك، تحدثت آشلي مع داني على الهاتف وصارا يتبادلان الرسائل القصيرة بشكل متواصل . وفي نيسان/ إبريل العام الماضي، خضعت آشلي للعملية التي جرت بسهولة، وتركتها هي بكلية واحدة، وهو بثلاث كلى : كليتاه اللتان لا تعملان، وكليتها التي تبرعت له بها والتي أصبحت تعمل بجانبهما .

وبعدما خرج الاثنان من المستشفى، ظلا قريبين من بعضهما، ونشأت بينهما علاقة عاطفية حتى طلب داني الزواج منها فوافقت .

وينتظر كليهما الآن طفلهما الأول في يونيو/حزيران المقبل، ويأملان شراء منزل خاص لهما .

ولفتت آشلي "ما زلت غير مستوعبة ما جرى، فقبل عرض الزواج لم نكن نتصور فعلا  كيف سيكون وضعنا، كنا نعيش حياتنا يوما بيوم، ولذلك فان استذكار ذلك هو شيء سريالي، لكنه شيء رائع" .