واشنطن ـ يوسف مكي
كشف باحثون أميركيون من جامعة فندربيلت، في ولاية تيسيني، أنَّ البكتريا المفيدة الموجودة فوائد الزبادي، البروبيوتيك، تساعد على التخفيف من أعراض حمى القش أو حساسية الأنف.
وتستند النتائج العلمية التي توصل إليها العلماء، إلى تحليل بحثي لـ 23 دراسة شملت أكثر من 1900 شخص، كما أظهرت نتائج 17 دراسة علمية، وجود فائدة سريرية فعالة لاستخدام البروبيوتيك، للتخفيف من أعراض حساسية الأنف، مقارنة بعلاج بديل.
وأكد الباحثون، أثناء عرض نتائج الدراسة، في المنتدى الدولي لأمراض الحساسية والأنف أنَّ "الدراسة الحالية تشير إلى أن البروبيوتيك فعال في التخفيف من شدة أعراض المرض، وتحسين حالة ونوعية حياة المرضى الذين يعانون من حساسية الأنف"، وأضافوا: "أسفرت معظم الدراسات عن نتائج إيجابية، من دون أي أثار سلبية كبيرة".
ومع ذلك، امتنع العلماء عن وصف البروبيوتيك كعلاج طبي مستقل للأشخاص الذين يعانون من حمى القش التي تصيب واحدًا من بين كل خمسة أشخاص في مرحلة ما من حياتهم، وفقا لما أوردته بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية "NHS".
وتحتوي حبوب اللقاح، وهي مسحوق ناعم تطلقه النباتات كجزء من دورة الإنجاب، على البروتينات التي يمكن أن تتسبب في تهيج الأنف والعينين والحلق والجيوب الأنفية .
وإذا كان الشخص يعاني من حمى القش في وقت سابق من العام، فلديه حساسية تجاه الأشجار التي تنتج حبوب اللقاح، أما إذا كان يعاني من المشاكل في فصل الصيف، فلديه حساسية أكثر تجاه الأعشاب والنباتات التي تطلق حبوب اللقاح.
و في مرحلة الطفولة، تعتبر حساسية الأنف شائعة بين الأولاد أكثر من البنات، ولكن نسبة إصابة الرجال والنساء تتساوى في مرحلة البلوغ.
وأثبتت الدراسات التي أجراها الباحثون، فعالية "البروبيوتيك" ليس فقط في الحد من حساسية الأنف، ولكن في تحسين الأعراض المرضية عند الإصابة بالالتهابات الأخرى، مثل التهاب الجلد ومتلازمة القولون العصبي.
ويعتقد العلماء أن "البروبيوتيك" يساعد على تغيير توازن البكتيريا في الأمعاء، مما يؤثر على نشاط خلايا "T"، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تنشط نظام المناعة البشرية.
وأضاف الباحثون: "لم يتضح بعد الكثير عن دور البروبيوتيك في التصدي البشري للأمراض، ونحتاج إلى إجراء دراسات إضافية لتوضيح هذا في المستقبل".
وتأتي هذه الأبحاث بعد أن كشفت دراسة هولندية أخرى عن دور البكتيريا الصديقة في الأمعاء، في تعزيز الصحة العقلية، مضيفة أن إضافة أنواع البروبيوتيك الموجودة في الزبادي إلى وجباتنا الغذائية، يساعد على خفض خطر الاكتئاب عن طريق الحد من الأفكار السلبية.