كثرة الجلوس يتسبب في الكثير من الأضرار

كشفت دراسة أميركية حديثة، بالأدلة، عن أنَّ كثرة الجلوس الذي أصبح يميز نمط الحياة اليومي، قد يتسبب في الكثير من الأضرار الصحية.

وأوضحت الدراسة التي قدمتها الكلية الأميركية لأمراض القلب في سان دييغو، كاليفورنيا، أنَّ ممارسة التمارين لمدة ساعة في الصالة الرياضية، قد لا تؤتي بثمارها، بسبب الجلوس لساعات  طويلة.

وحذرت الأبحاث الحكومية الأمريكية العام الماضي، أنَّ قلة النشاط له تأثير قاتل مثل التدخين، ويعتبر مسؤولًا عن حوالي سدس حالات الوفيات في بريطانيا.

وبدأ العلماء من كلية الطب في ولاية ويسكونسن في الولايات المتحدة، في قياس مستويات النشاط عند حوالي 2031 شخصًا من البالغين الذين كان متوسط أعمارهم 50 عامًا.

وقارن العلماء بين عدد الساعات التي يقضيها المتطوعون، أثناء الجلوس كل يوم مع مستوى الترسبات على جدران الأوعية الدموية والتي تشير إلى الإصابة بأمراض القلب.

وأظهرت نتائج البحث أنَّ الكبار يمضون من ساعتين إلى 12 ساعة في اليوم، وهم يجلسون في المكتب أو أمام التلفزيون.

وأوضح الباحثون أن كل ساعة يقضيها الشخص وهو جالس ، تتسبب في رفع ومستوى الترسبات على جدران الشرايين بنسبة 14%.

ولكن الأبحاث بيَّنت أنَّ البالغين الذين يمارسون رياضة الجري، أو يمارسون التمارين في صالة الألعاب الرياضية أو حتى جلسات الأيروبيكس، ليسوا أقل عرضة للمخاطر الصحية الناتجة عن كثرة الجلوس.

ونصحت أستاذ مساعد في طب القلب والأوعية الدموية، الباحثة جاكلين كولينسكي، الكبار التي تتطلب وظائفهم الجلوس لساعات طويلة على مكاتبهم، بالوقوف أو الذهاب في نزهة على الأقدام كل ساعة.

وأضافت: تقليل وقت الجلوس بنحو ساعة أو ساعتين يوميًا، يمكن أن يكون له تأثير كبير وإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية للفرد في المستقبل.

وبالرغم من أنَّ الأبحاث تشير إلى أنَّ فوائد الممارسة يمكن أن تذهب سدًا بسبب كثرة الجلوس، إلا أنَّ "جاكلين" شددت على أهمية ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.

وتابعت: من الواضح أنَّ التمارين الرياضية مهمة للحد من مخاطر القلب والأوعية الدموية وتحسين مستوى اللياقة البدنية الخاص بالفرد.

وأشارت إلى أنَّ الدرس المستفاد هنا هو أنَّ محاولة التحرك بأكبر قدر ممكن في الحياة اليومية هو مهم للغاية، على سبيل المثال، من الممكن أن يقوم الفرد بالمشي أثناء فترة الغداء، كما يمكن أن يسير بسرعة أثناء التحدث في الهاتف، أو أنَّ يصعد على الدرج بدلًا من استخدام المصعد، كما يمكن استخدام مقياس للخطوات لتتبع الخطوات اليومية.

وأوضحت أنَّه وإذا كان الشخص يملك وظيفة تتطلب الجلوس لساعات طويلة، فمن الممكن أن يعوض ذلك عند عودته إلى المنزل، وعدم الجلوس أمام التلفزيون لساعات.

وتأتي هذه الأنباء بينما تم الكشف عن أنَّ مضادات الاكتئاب يمكن أن تقي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وكشفت دراسة أميركية، أجريت على 5 آلاف مريض يتناولون مضادات الاكتئاب، أنَّهم أقل عرضة للوفاة أو الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50%، إذ يعتقد العلماء أن تحسن المزاج له تأثير إيجابي على صحتهم.

واستطردت كبيرة ممرضات أمراض القلب في مؤسسة القلب البريطانية، يونيو دافيسون: نعلم أنَّ الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة قلوبنا.

وأضافت: إذا كان لديك وظيفة تتطلب الجلوس، فمن المهم الحفاظ على النشاط خلال النهار، فعلى سبيل المثال من خلال المشي لرؤية زميل، بدلًا من إرسال بريد إلكتروني، أو صعود الدرج بدلا من استخدام المصعد.