إنتشار مرض شلل الاطفال

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ في عشرة بلدان بينها العراق بسبب انتشار مرض شلل الأطفال، وحذرت من فشل كافة الخطط المقررة للقضاء على المرض في حال عدم السيطرة على الوضع، فيما حددت ثلاثة بلدان كمصدر للمرض هي سوريا والكاميرون وباكستان.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان اطلعت عليه، "العرب اليوم "إن "مرض شلل الأطفال انتشر في عشرة بلدان في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط"، مبينة أن "البلدان التي انتشر فيها المرض خلال نصف السنة الماضية هي أفغانستان والعراق والكاميرون ونيجيريا وباكستان وسوريا والصومال وغينيا الاستوائية واثيوبيا، وأضيفت إسرائيل إلى القائمة رغم عدم تسجيل إصابات للمرض هناك".
وحذرت المنظمة أن "هذه الحالة الصحية الطارئة لها أهمية عالمية وفي حالة عدم السيطرة على الوضع ستفشل كافة الخطط المقررة للقضاء على أحد أخطر الأمراض الذي يوجد لقاح ضده"، مشيرة إلى أن "المنظمة أوصت حكومات الدول المذكورة باتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لمنع انتشار المرض والقضاء عليه".
وتابعت المنظمة أن "حكومات باكستان وسورية والكاميرون (التي تعتبر مصدرا للمرض) فقد طلبت منها المنظمة المباشرة بحملة تلقيح شاملة لمواطنيها والأشخاص الموجودين على أراضيها فترة 4 أسابيع وأكثر"، مطالبة "كافة الذين يغادرون هذه البلدان أن يحصلوا على شهادة تؤكد تلقيحهم قبل فترة تتراوح من 4 أسابيع وحتى 12 شهرا".
وكانت وزارة الصحة العراقية أقرت، في الـ30 من آذار 2014، تسجيل حالة إصابة بمرض شلل الأطفال في العاصمة بغداد، هي الاولى منذ 14 عاما، وأكدت انها أحاطت المنطقة التي فيها الإصابة تحسبا لانتشار المرض. وفيما رجحت منظمة الصحة العالمية انتقال الفايروس من سوريا، لفتت الى الاشتباه بوجود حالة إصابة ثانية لطفل سوري بأحد مخيمات اللاجئين.
وأعلنت منظمة الصحة الدولية ( WHO) في (25 آذار 2014)، عن "قلقها الشديد" من اكتشاف أول حالة شلل أطفال في العراق منذ 14 سنة، بعد مدة وجيزة من اكتشاف المرض في سوريا، وفي حين رجحت انتقالها من خلال الاحتكاك مع نازحين في الأنبار، حذرت من إمكانية انتشار فيروس المرض في مناطق واسعة من البلاد.
وسبق للمنظمة ان أعلنت، في (10 تشرين الأول 2013)، في بيان نشر على موقعها وتداولته وسائل الأعلام العربية والدولية، اكتشاف حالات يشتبه بكونها إصابات بـ"شلل الأطفال"، في محافظة دير الزور السورية، فيما دعت المسافرين الى هذا البلد بأخذ "التحصين الكامل ضد المرض".
وكان المشاركون في المؤتمر العلمي الرابع لدائرة صحة كركوك، حذروا، في(الـ19 من شباط 2014)، من خطورة انتقال مرض شلل الأطفال من سوريا إلى العراق من سوريا.
وانخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988، بنسبة تفوق 99%، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة سُجّلت في ذلك العام، إلى 223 حالة أبلغ عنها في عام 2012، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض، وفي عام 2013 لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلاّ في ثلاثة بلدان في العالم، هي أفغانستان ونيجيريا وباكستان، بعدما كان يتوطن أكثر من 125 بلداً في عام 1988.
وشلل الأطفال هو مرض يسببه فيروس يصيب الجهاز العصبي (المادة السنجابية للنخاع الشوكي)، مما يؤدي الى شلل الأطراف السفلى، وفي بعض الحالات قد يؤدي الى توقف التنفس والوفاة وأعراض المرض هي ارتفاع درجة حرارة الجسم صداع وآلام في العضلات.
وينتقل فيروس المرض عن طريق الرذاذ، كما أنه يبقى حيا مدة 3-4 أشهر في براز المصاب وفي المياه الراكدة وفي الحليب، ويبقى حيا لمدة 50 – 65 يوما في درجة حرارة 37 درجة مئوية، وخلال فترة الحضانة 5 – 12 يوم يتكاثر الفيروس في العقد اللمفاوية في الأمعاء والبلعوم، بعدها ينتقل الى الدم ويصل الى الجهاز العصبي.