لندن ـ سليم كرم
أعلن العلماء إمكانية إبطاء العلامات الجسدية لمرض الشيخوخة، من خلال مركب موجود في البروكلي والملفوف والأفوكادو، والذي يعمل على تقليل تدهور وظيفة الكبد، وكثافة العظام والتمثيل الغذائي.
وتبين من خلال التجارب المعملية، أن المركب لم يؤدِ إلى زيادة وزن الفئران، كلما تقدموا في العمر، على الرغم من حصولهم على المزيد من الطعام، ويعرف هذا المركب باسم "وحيد النوكليوتيد نيكوتيناميد"، وهو يعمل على تعويض فقدان إنتاج الطاقة. ويعتقد الخبراء أنه المحرك الرئيسي لعملية الشيخوخة في الجسم.
واختبر الباحثون هذا المركب على فئران مسنة، لمعرفة ما إذا كان سيساعد على إبطاء علامات الشيخوخة الجسدية لديهم، وحرصوا على معرفة ما إذا كان المركب يمكن أن يؤثر على التمثيل الغذائي لهذه الفئران الكبيرة، كما هو متوقع على مثيلتها الصغيرة.
وأوضح معد الدراسة البروفيسور الدكتور شين إيتشيرو ايماي، من جامعة واشنطن، في سانت لويس، أنه اكتشف وسيلة للحد من التراجع الفسيولوجي الذي يظهر على الفئران المسنة، وهذا يعني أنها لديها عملية تمثيل غذائي ومستويات طاقة تشبه الفئران الأصغر سنًا، ومنذ أن اعتمدت الخلايا البشرية على نفس هذه العملية لإنتاج الطاقة، فهناك أمل لدى الباحثين بأن يتحول هذا إلى وسيلة تساعد الناس على الاحتفاظ بصحتهم وإن تقدموا في العمر.
ومن المعروف أنه مع التقدم في العمر، يفقد الجسم قدرته على إنتاج العنصر الأساسي المطلوب لإنتاج الطاقة، وهو "الأدينين نيكوتيناميد دينولسيوتيد"، وأظهرت أبحاث سابقة أن مستويات هذا العنصر تقل كلما يكبر الفأر، وهي ليست فعالة عندما يتم إعطائها بشكل مباشر إليه، ولتعزيز مستويات العنصر كان على الباحثين أن يعودا إلى سلسلة التوريد، "الحصول على الغذاء" ليجدوا "وحيد النوكليوتيد نيكوتيناميد"، وعندما يذوب في ماء الشرب ويعطى إلى الفأر فإن المركب يظهر في مجرى الدم، خلال ثلاث دقائق فقط، ووجد العلماء أنه يتم تحويله بسرعة إلى عنصر "الأدينين نيكوتيناميد دينولسيوتيد" في أنسجة متعددة، لكن الباحثون حذروا من أن المركب كان مفيدًا فقط للفئران المسنة، ولم توجد أية مؤشرات على الصغيرة.
وأكد المعد المشارك في الدراسة الدكتور يونيو يوشينو، أنه عندما يعطي "الأدينين نيكوتيناميد دينولسيوتيد" للفئران الصغيرة، فإنهم لا يكونوا أكثر صحة، موضحًا أن مكملات "وحيد النوكليوتيد نيكوتيناميد" ليس لها تأثير على الفئران الصغيرة في السن، لأنهم ما زالوا ينتجون الكثير منه بأنفسهم، ولكن هناك اعتقاد بأن الزيادة في الالتهاب الذي يحدث مع الشيخوخة يقلل من قدرة الجسم على إنتاج هذا المركب، وبالتبعية "الأدينين نيكوتيناميد دينولسيوتيد".