لندن ـ كاتيا حداد
يحرص كل الآباء على زجر أبنائهم عندما يضعون يدهم في أنفهم ثم ينتقلون إلى الفم، حيث أن هذه العادة واحدة من العادات المثيرة للاشمئزاز التي يحاول الآباء عبثا وقف أبنائهم من القيام بها في الأماكن العامة. ولكن يمكن أن يكون رد فعل خاطئًا لإخبار الطفل بالتوقف عن وضع يده في أنفه ثم وضعها في فمه. فالخبراء يصرون الآن أن هذه الممارسة غير المواتية جيدة لأسنانك وللصحة العامة، إذ يعتقدون أن البكتيريا التي يتم جمعها في الأنف يمكن أن تحسن الجهاز المناعي في الجسم إذا أكلت.
وقال الدكتور سكوت نابر، أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ساسكاتشوان، كندا: "الطبيعة تدفعنا إلى القيام بأشياء مختلفة لأن من مصلحتنا أن يكون هناك سلوكيات معينة، لاستهلاك أنواع مختلفة من الأطعمة. لذلك ربما عندما يكون لديك الرغبة في وضع يدك في أنفك وأكل المخاط، يجب عليك الذهاب مع الطبيعة. ويقول: "من منظور تطوري، تطورنا في ظل ظروف قذرة جدا، وربما هذه الرغبة في الحفاظ على بيئتنا وسلوكياتنا العقيمة لا تعمل في الواقع لصالحنا".
وأظهرت دراسة أخرى في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن المخاط يمكن أن يساعد على منع العدوى عن طريق إبقاء البكتيريا السيئة تحت الاختبار. ويعتقد الباحثون أن المخاط الاصطناعي، على شكل معجون الأسنان على سبيل المثال، يمكن أن يستخدم لحماية الناس من تجاويف الأسنان. وقال البروفسور النمساوي فريدريش بيشينجر، متحدثا عن نفس الموضوع، أن الأبحاث أظهرت أن الأشخاص الذين يضعون أيديهم في أنوفهم كانوا أكثر صحة وسعادة وفي أفضل تناغم مع أجسادهم.