بيروت - لبنان اليوم
أكد وزير الصحة حمد حسن أن لبنان هو من الدول القليلة التي نجحت في السيطرة على وباء كورونا، لافتًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا على تأمين الامكانات والقدرات اللازمة لمواجهة الموجة الثانية.وقال حسن، في مقابلة مع "سبوتنيك": "بحسب التصنيف العالمي، لبنان هو من الدول الاثنتي عشرة التي نجحت في السيطرة على الوباء، الذي لم يتحوّل إلى انتشار أو تفشي، ذلك أننا اتخذنا اجراءات مبكرة لجهة ضبط الحدود مراقبة كل الطائرات التي وصلت إلى لبنان مع بداية الوباء في العالم"، مضيفًا: "بمجرّد اعلان منظمة الصحة العالمية عن وجود حالة وبائية اتخذنا قرارًا بالتعبئة العامة، وقبل ذلك عمدنا إلى مراقبة دقيقة لكل ركاب الطائرات الوافدين، وحرصنا على عزل أيّ راكب يظهر لديه ارتفاع الحرارة وغيرها من الأعراض التنفسية واخضاعه لفحص الكورونا".
وتابع حسن: "بعد اسبوع من ذلك (الإجراء) اتخذنا قرارًا بإقفال المدارس والجامعات، وهو قرار كان مبكّرًا ولكنه من أجرأ وأنجح القرارات التي اتخذت في مواجهة كورونا"، مشيرًا إلى أن "قرار التعبئة العامة اتخذ فور ظهور بعض اماكن انتشار مجتمعية محدودة ومحصورة في بقعة جغرافية محددة، حيث قمنا بعزل بعض المناطق، وأجرينا مسحًا شاملًا لكل المخالطين".
ولفت حمد إلى أنّه "بموازاة اجراءات التعبئة العامة، كان هناك ترقب وتتبع لأية حالة يتم الابلاغ عنها من خلال مركز الاتصالات التابع لوزارة الصحة، وتعاملنا مع أية حالة تعاني من اعراض التهابية أو تنفسية باعتبارها حالة كورونا، وكانت وحدة الترصد الوبائي والطب الوقائي في وزارة الصحة تتابع أي نداء استغاثة أو نداء شبهة"، مضيفًا أنه "على اثر ذلك، كانت الحالات تسجل ضمن المستوى المقبول، وحين سُجلت في بعض الأيام حالات، تم اتخاذ قرار بعزل بعض المناطق". وأضاف حسن: "حصل ذلك جنبًا إلى جنب مع إجراءات عودة المغتربين، بما تطلبته تلك العودة من تتبع دقيق على متن الطائرات، وفي الحجر المنزلي، بالإضافة إلى إجراء فحوصات الـPCR مباشرة في المطار".
وقال حسن: "نتيجة لتلك الإجراءات باتت الإصابات اليومية بفيروس كورونا تتراوح بين صفر واثنان، مع العلم بأننا نسجل إصابات جديدة بين الوافدين في المرحلة الثانية، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا على وزارة الصحة، بجانب العبء المتمثل في فتح الحدود البرية مع سوريا".
وردًا على سؤال حول ما إذا كان لبنان قد تجاوز الخطر بالفعل، قال حسن إنه "وفق المعطيات العالمية، الكل يتحدث عن موجة ثانية، وما فعلناه في المرحلة الأولى هو أننا نجحنا في تسطيح المنحنى الوبائي، بما يمكننا من تجهيز مستشفياتنا الحكومية التي كانت محرومة من التجهيزات والاهتمام الحكومي نتيجة لتراكمات تعود إلى ثلاثين عامًا، بما يمكنها من التصدي للوباء".
وأضاف: "كما سيطرت وزارة الصحة على المرحلة الأولى من الوباء، فإنّ وزارة صحة تعمل جاهدة للحيلولة دون الوقوع في الموجة الثانية"، موضحًا "نحن نحاول كسب الوقت قدر المستطاع، حتى نصل إلى شهري أيلول وتشرين الأول بحيث نكون مستعدين لكل الاحتمالات، وربما يكون اللقاح قد تأمّن في هذا الوقت"، ومشيرًا إلى "أننا نعمل بواقعية وحكمة وعلم ومعرفة وبدراية لكي نوازن بين امكانياتنا وقدرتنا على استيعاب أية موجة ثانية".
قد يهمك ايضا:وزير الصحة اللبناني يحذّر من العودة للحياة الطبيعية وتجاهل "كورونا"
حمد حسن يؤكّد أن الأمن الصحي وإعادة هيكلة الفاتورة يتقدمان استراتيجية الوزارة