فيروس كورونا

تزداد المخاوف في لبنان بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد، حيث وصل العدد التراكمي للحالات المثبتة بين مقيمين ووافدين إلى 45657 حالة، بحسب بيان وزارة الصحة .

واتجهت السلطات اللبنانية انطلاقاً من توصيات لجنة مكافحة كورونا الحكومية إلى إقفال وعزل 111 بلدة وقرية في مختلف المحافظات، في ظل تسجيل أرقاما قياسية تناهز الألف إصابة بفيروس كورونا المستجد يوميا، وتخطي نسبة الإشغال في المستشفيات الـ 90 في المئة.

في هذا السياق، اعتبر عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث لـ"سبوتنيك"، أن لبنان دخل في مرحلة حرجة بسبب الازدياد التدريجي لعدد الحالات، لافتا إلى أن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد يناهز الألف يوميا وهذا رقم كبير بالنسبة لبلد نسبيا صغير وعدد سكانه ليس كبيراً.

وقال إن "ازدياد عدد الحالات ناجم عن عدة عوامل، العامل الأساسي والأهم هو أن الدولة اللبنانية لم تستطع أن تلاقي رد فعل متناسب ومترابط يدخل كل الوزارات مع بعضها البعض، توصيات وزارة الصحة بقيت توصيات لم يتم تطبيقها من قبل الإدارات الأخرى، والمشكلة الثانية المهمة هي عدم التجاوب المجتمعي مع التوصيات ونصائح وزارة الصحة التي قدمتها للمواطنين".

وأشار إلى أن "القطاع الصحي في لبنان في مشكلة لأنه من أصل 33 مستشفى حكومي هناك فقط 15 يستقبلون حالات فيروس كورونا المستجد ومن أصل 130 مستشفى خاص يوجد فقط 15 يستقبلون المصابين بكورونا، والقطاع الاستشفائي في لبنان لم يأخذ قراراً بأن يكون جزء من معركة المواجهة مع كورونا، وعلى هذا الأساس الضغط كبير على المستشفيات التي تستقبل حالات كورونا، إضافة إلى عدم وجود الدواء في لبنان وعدم وجود البروتوكولات العلاجية المعممة على كل الأماكن".

وأضاف البزري، قائلاً: "لبنان أساساً منهوب ومنكوب بسبب عمليات الفساد والسرقة نتيجة سوء تصرف الطبقة السياسية، التي كانت تدير البلاد، إضافة إلى أن انقطاع العملة الصعبة أدى إلى انقطاع الأدوية ووقف عمليات الاستيراد، مما أدى إلى نقص كبير في عدد المعدات المستخدمة لعلاج مرضى كورونا، والنقص سيزيد لأنه لا يوجد بوادر حل في الأفق".

ولفت البزري إلى أن إجراء عزل وإقفال القرى يساعد، لكنه إجراء يبقى قيد عاملين، العامل الأول القدرة على التنفيذ، والعامل الثاني هو أن القرار بحاجة إلى تحسين لأنه يلحظ أماكن السكن، إلا أن العدوى تنتقل بأماكن العمل ومراكز التسوق".

وأكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، أن البلاد بذروة تسجيل الاصابات بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن نسبة الوفيات وقرار الإقفال الجزئي لبعض المناطق هو الفرصة الأخيرة.

ودعت البلديات المواطنين إلى التشدد في تطبيق الإجراءات وعدم الخروج من منازلهم وعدم استقبال الزوار، وستقوم شرطة البلدية بالتعاون مع القوى الأمنية بدوريات لتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين. وتجري فرق طبية من وزارة الصحة فحوص فيروس كورونا (بي سي آر) في المدن والبلدات التي تم إغلاقها للكشف على الواقع الوبائي لهذه البلدات، وللحد من تفشي الوباء.

قد يهمك أيضا :

  لبنان في تصنيف "عالي الخطورة" مع ارتفاع حالات "كورونا"

   إجراءات جديدة بعد ارتفاع أعداد كورونا في البرج الشمالي