بيروت- لبنان اليوم
أكّد مدير مستشفى "رفيق الحريري الحكومي"، فراس أبيض، أنّ أكثر من ثلث مرضى "كورونا" يتوفّون في العناية المركّزة على الرغم من الجهود المبذولة، كاشفاً أنّ عاملين في الرعاية الصحية من أطباء وممرّضات اتخذوا قرارات بترك مهنتهم، مشيراً إلى أنّهم "يتعرضون لضغط لا يطاق، والعديد منهم مرهقون نفسيا".
وكتب أبيض في سلسلة تغريدات عبر حسابه على "تويتر": "قبل بضعة أيام، توفي مريض في منتصف العمر مصاب بالكورونا في وحدة العناية المركزة لدينا. من الصعب أن تفقد مريضًا، لكن الخسارة كانت أشد وقعا على أحد العاملين من الطاقم المعالج، والذي لم يكن بالإمكان مواساته لأيام. كان المريض قد امضى معنا مدة تقل عن أسبوعين".
وأضاف: "عادة ما يعتصرنا هذا الحزن بعد فقدان أحد أفراد الأسرة أو صديق عزيز. ومع ذلك، لم تكن ردة الفعل هذه من الفريق لدينا مفاجئًة. يتطلب حسن الرعاية وخاصة في العناية المركزة، قدرا من الاستثمار العاطفي في المريض. الأطباء والممرضون لا يداوون المريض فحسب، بل يشعرون معه ويهتمون به أيضا".
وتابع: "يحتاج مرضى الكورونا في العناية المركزة إلى قدر هائل من الجهد والبعض منهم لن يتعافى. بعد هذا العمل المضني والاستثمار العاطفي من الطاقم، يمكن أن تكون الخسارة مدمرة نفسيا. ومع ذلك، يتعين على أفراد الطاقم العثور على القوة الداخلية للمضي قدمًا وبدء رحلة جديدة مع مريض آخر".
وقال: "لكن، لا توجد ضمانات. حسب الإحصائيات، يتوفى أكثر من ثلث مرضى الكورونا في العناية المركزة بالرغم من الجهود المبذولة. العمل في وحدة العناية وقت الكورونا ليس سهلا، من الصعب أن لا تتأثر. تخسر، تبدأ من جديد، تهتم، تساعد، ثم ربما تخسر مرة أخرى. في بعض الأحيان أتساءل كيف يستمرون".
وختم: "في الآونة الأخيرة، كانت هناك أخبار عن قرارات لعدد من الأطباء والممرضات بترك مهنتهم. أنا لا استغرب ذلك. يتعرّض العاملون في الرعاية الصحية لضغطٍ لا يطاق، والعديد منهم مرهقون نفسيا. ومع ذلك فإن معظمهم يتحملون أعباءهم في صمت ويستمرون في العطاء، ولا شك أننا عاجزون عن أن نوفيهم حقهم".
قد يهمك أيضا :
مستشفى الحريري تعلن 30 إصابة حرجة وحالة وفاة واحدة
تعرف على تقرير مستشفى الحريري في لبنان الأحد بشأن إصابات "كورونا"