لندن ـ لبنان اليوم
أمضت جيسيكا تومبسون، 11 عاماً، حياتها في تناول ناغتس الدجاج فقط، ولكنها تمكنت أخيراً من تخطي معاناتها مع فوبيا الطعام. وفي التفاصيل التي أوردها موقع "دايلي ميل"، لم تتناول تومبسون من سويندون في مقاطعة ويلتشاير البريطانية سوى ناغتس الدجاج منذ كان عمرها 18 شهراً حين بدأت ترفض تذوّق أنواع جديدة من الطعام.
ولم تكن لدى والدتها جوليا كاين التي تعمل في مجال التصميم الغرافيكي، أدنى فكرة عن السبب وراء حالة الهلع والقلق التي يتسبب بها الطعام لابنتها. ولكن بعد الاستعانة باختصاصيين، شُخِّصت إصابة جيسيكا باضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المقيّد. والأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يعانون من الفوبيا من ملمس بعض الأطعمة أو رائحتها أو شكلها بصورة عامة، ويرفضون تناولها.
وقد خضعت جيسيكا للمتابعة المتخصّصة من قبل معالِج بالتنويم المغنطيسي، فبات بإمكانها أن تستمتع بتناول عشاء كامل من الأطعمة المشويّة في منزلها، إضافة إلى أنواع كثيرة من الفواكه والخضار.
وروت والدتها قائلة: "كانت تأكل جميع الأطعمة المخصصة للأطفال وتتذوّق الكثير من المأكولات الجديدة. ولكنها توقفت فجأة، ولم تعد تأكل سوى ناغتس الدجاج. كانت وجبتها تتألف من ثلاث أو أربع قطع ناغتس مع بطاطا مقلية، وعادةً لا تأكلها كلها".
أضافت: "كانت تأخذ معها إلى المدرسة خبزاً فقط، من دون إضافة أي شيء إليه. كانوا يرددون دائماً على مسامعي ’ستكبر وتتخطى الأمر‘، أو يقولون ’إذا لم تستسلمي ستشعر بالجوع وتأكل ما تقدّمينه لها‘. لكن المشكلة هي أن جيسيكا تفضّل أن تتضور جوعاً على أن تتناول بعض أنواع الأطعمة".
وقد اعتبر الأطباء أن جيسيكا "نيّقة" وصعبة الإرضاء في طعامها، أو أنها تعاني من بعض المشكلات في أمعائها. تقول جوليا: "كل ما يريده الأهل هو أن يأكل أولادهم طعامهم. لا يفهم الآخرون أنه مرض، وليس مجرد طباع صعبة".
وقد اتصلت والدتها بالمعالج المتخصص بالتنويم المغنطيسي ديفيد كيلموري الذي شخّص إصابة جوليا باضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المقيّد. وخضعت الفتاة للعلاج على امتداد ثلاثة أسابيع استمعت خلالها إلى الموسيقى التي تساعد على الاسترخاء قبل تناول الوجبات، إضافة إلى الاستعانة بجدول الإنجازات، فبات بإمكانها أن تستمتع بتناول وجبة من المأكولات المشويّة مع عائلتها.
وعلّق المعالج قائلاً: "عندما جاءت جيسيكا إلى عيادتي، بدت بحالة سيئة جداً، وكانت تعاني من الخمول والقلق"، مشيراً إلى أن: "محاولة دفع الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تناول الطعام أشبه بمحاولة دفع شخص يعاني من فوبيا العناكب إلى حمل عنكبوت بيده. فهم يشعرون بالهلع الشديد لمجرد التفكير بطعام جديد أو غير آمن".
وقد أعربت جوليا عن سعادتها بتحسن حالة ابنتها قائلة:"إنها معجزة أن تتمكن جيسيكا من تناول طبق كامل من الطعام. لم نأكل وجبة معاً كعائلة منذ سنوات، والآن بات ذلك ممكناً. لقد تذوّقت 24 نوعاً جديداً من الطعام. صحيح أنها لم تحبّها كلها، ولكنها خطوة هائلة لها".
قد يهمك ايضا
نصائح غذائية للحفاظ على الصحة وتجنب زيادة الوزن
المشي السريع لمدة 30 دقيقة لمدة 6 أيام في الأسبوع يساعد في التخلص من دهون البطن