إجراء عمليّة زراعّة قرنيّة لمريضيّن في غزّة

نجح طاقم طبي متخصص في جراحة العيون في غزة من إجراء عملية زرع قرنية لمريضين في القطاع، بعدما نذر فلسطيني قرنيتيه قبل وفاته لمرضى مستشفى العيون في غزة،فيما أوضح  مدير المستشفى الدكتور عبد السلام صباح، أن زراعة القرنية تكون وفق معايير خاصة، تتمثل في سلامة القرنية المأخوذة من المتوفي، إضافة إلى أن يكون عمر المتبرع بين (5 سنوات -70)، كما أكد   مدير قسم القرنية في مستشفى العيون، والمشرف على العملية الدكتور حسام داوود أن إجراء مثل هذه العمليات في غزة، يُقلص من نسبة تحويلات العمليات في الخارج، وأشار إلى أن العمليات بالخارج تتطلب أموالًا طائلة، إضافة إلى صعوبة سفر المرضى بسبب إغلاق المعابر المستمر. وكان قد تبرع المواطن الفلسطيني جواد قنيطة (58عامًا) من سكان دير البلح وسط القطاع، و الذي وافته المنية قبل 3 أيام، بقرنيتيه لمرضى مستشفى العيون في غزة، حيث أراد من خلال وصية تركها قبل وفاته أن يترك ذكرى طيبة بعد رحيله، و يزرع الأمل في نفوس آخرين فقدوه منذ سنوات طويلة، فكان مشروع التبرع بأعضاء المرحوم نذرًا أوصى به وهو على قيد الحياة، بعد أن راقت له الفكرة قبل 3 سنوات" وفق ابن المتوفي قنيطة . ويقول الطفل “عبد الرحمن أبو القرع” 15 عامًا من سكان بيت لاهيا، والذي يرقد على سرير الشفاء في م. العيون والذي

بعد ان أجريت له بنجاح زراعة القرنية المأخوذة من “المتوفي قنيطة” "منذ 4 سنوات وأنا أعاني من ألم في العين وعدم وضوح في الرؤية ، مما كان يسبب لي الكثير من المعاناة في دراستي، وكنت أتعرض لمواقف محرجة مع زملائي بسبب ذلك".
ومن جانبه قال والد الطفل “ابو القرع ” ومعالم الفرحة على وجهه ” نحن ندعو للمتوفي بالرحمة والمغفرة فهو أعطى أملا وحياة لابننا ، وكأنه بعمله الخير هذا كأنه حي وموجد بين أهله وذويه، وبالطبع نشكر الأطباء في المستشفى الذين تابعوا حالة ابننا “.
ويوضح أبو القرع أنه أجرى عملية زراعة قرنية لعين ابنه اليمنى في مركز مسلم للعيون في رام الله، وهذه العملية الـ2 للعين الأخرى.
أما الشاب أحمد شاهين (17 عامًا) والذي أُجريت له عملية زراعة القرنية الثانية المأخوذة من الحاج قنيطة يقول الآن بدأت أشعر بالسعادة بعد معاناة 5 سنوات".
بدأت معاناة شاهين مع آلام عينه في السن الـ10 من عمره، حيث كان يعاني من احمرار شديد في عينه دون معرفة السبب الرئيسي في ذلك.
خالد شاهين والد الشاب احمد يقول:" لم أتردد في قبولي بإجراء العملية لابني في غزة، نظرًا لشدة المعاناة التي يعيشها مشيرًا إلى أنه كان ينتظر تأشيرة السفر إلى مستشفى سيرجي كير في رام الله.
وأوضح أنه اكتشف حالة ابنه متأخرًا بالرغم من ملاحظته احمرار عينه باستمرار، مضيفًا " كل ما نتوجه للمستشفى يعطونا قطرة للعين فقط، وبعد ذلك قرروا عمل نضارة له".ودعا شاهين أبناء قطاع غزة كافة بالتبرع بأعضائهم لمن هم بحاجة لها.
وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها في قطاع غزة، إجراء عملية زراعة قرنية لشخص من آخر متوفى، و على أيدي طاقم طبي متخصص في غزة.
بدروه، أوضح الدكتور عبد السلام صباح مدير مستشفى العيون في غزة، أن زراعة القرنية تكون وفق معايير خاصة، تتمثل في سلامة القرنية المأخوذة من المتوفى، إضافة إلى أن يكون عمر المتبرع بين (5 سنوات -70).
وأشار إلى وجود إجراءات طبية يجب إتباعها قبل استخدام القرنية المأخوذة من المتوفى، وهي أن تؤخذ خلال 24 ساعة من لحظة الوفاة، و أن تكون جثته محفوظة في درجة حرارة 4 درجة مئوية.
بدوره، فإن الدكتور حسام داوود مدير قسم القرنية في مستشفى العيون، والمشرف على العملية قال إن إجراء مثل هذه العمليات في غزة، يُقلص من نسبة تحويلات العمليات في الخارج.
وأشار إلى أن العمليات بالخارج تتطلب أموالًا طائلة، إضافة إلى صعوبة سفر المرضى بسبب إغلاق المعابر المستمر.
ووجه داوود ندائه إلى وزارة الأوقاف والمعنيين بنشر ثقافة التبرع بالقرنيات في ظل الإجازة الشرعية لها ، مطالبا بتفعيل بنك القرنيات في م. العيون لانجاز مثل هذه العمليات.
وأوضح د. داوود أن إجراء هذه العمليات محليا تقلص من نسبة التحويلات لإجراء العمليات الجراحية، والتي كانت تكلف الوزارة أموال طائلة بالإضافة إلى صعوبة السفر وتبعاته على المرضى وذويهم، بالإضافة الى الممنوعين من السفر وحرمانهم من خدمة تلقي العلاج . و نقل د. مدير عام التعاون الدولي د. محمد الكاشف شكر معالي وزير الصحة للطاقم الطبي الذي قام بإجراء مثل هذه العملية والتي تخفف من معاناة أبناء شعبنا وتحويلهم للخارج.
وأضاف د. الكاشف "إن مستشفى العيون أصبحت تغطي 70% من عمليات زراعة الشبكية والسائل الزجاجي وها هي سطر انجازات ونجاحات جديدة ، حيث لم تبخل الوزارة في إمداد المستشفى بالأجهزة اللازمة من اجل تنمية وإغلاق ملف العلاج بالخارج"