غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
حذرت "منظمة التعاون الإسلامي" من خطورة تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والصحية في قطاع غزة، داعية الدول الأعضاء إلى تقديم يد العون والمساعدة لسكان القطاع، فيما ذكرت المنظمة في تقريرها الشهري الذي تلقى "العرب اليوم" نسخة عنه، الثلاثاء، وتناول الوضع الإنساني في قطاع غزة
لشهر كانون الثاني/ يناير الماضي؛ أن المياه الملوثة في قطاع غزة هي السبب في تفشي الأمراض بين الأطفال، فوفقًا لمسح أجرته (يونيسيف) أخيرًا يعاني 20% من أطفال غزة من الأمراض المتصلة بالمياه، كما تحدث التقرير عن رصد استشهاد 6 شبان وجرح 41 آخرين خلال الشهر الماضي، من بينهم 6 أطفال وسيدة، ووصفت جراح 5 منهم بالخطيرة، جراء تصاعد اعتداءات الاحتلال على المواطنين في قطاع غزة.
ولفت التقرير إلى أنه دون تحرك عاجل يضمن تزويد سكان القطاع بالمياه سيكون مكانًا لا يمكن تزويد سكانه بالحاجات الأساسية، وبؤرة لانتشار الأمراض على خلفية نوعية المياه غير الصحية، مشيرًا إلى أنه بسبب أزمة الطاقة حصل 15% فقط من سكان غزة على المياه للاستخدام المنزلي يوميًّا، و20% من السكان يحصلون عليها كل يومين، و25% كل أربعة أيام، و40% كل ثلاثة أيام.
وسلطت المنظمة في تقريرها الضوء على معاناة الطلبة والخريجين في الجامعات الفلسطينية، وأشارت إلى أن المسجلين بمؤسسات التعليم العالي للعام الدراسي 2013-2014م بلغ عددهم 92015 طالبًا: 42084 منهم ذكور، و49931 إناث، موزعين على 29 مؤسسة تعليمية، يعانون من عدم القدرة على دفع الرسوم الجامعية، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، واشتداد الحصار على قطاع غزة.
وتناول التقرير معاناة الطلبة في الجامعة الإسلامية في دراسة حالة، إذ تعد شريحة الطلبة هي الأكثر فقرًا في الجامعة بنسبة 34% من إجمالي الطلبة المسجلين للفصل الدراسي 2013م حتى أيلول 2013م، والبالغ عددهم 8475 طالبًا وطالبة، وهم أكثر فئة مهددة بالانقطاع عن الدراسة، وتمنعهم ظروفهم الاقتصادية من المواصلة، مع أن هناك جهودًا مبذولة، لكنها لا تغطي احتياجات هؤلاء الطلبة بالشكل المطلوب.
وفيما يتعلق بمعاناة الطلبة الهاربين من سورية إلى غزة، بين التقرير أن الجامعة الإسلامية رفضت إعفاء الطالب محمد يوسف (22 عامًا) من الأقساط الدراسية، وهو ما يجعله و38 طالبًا آخرين عرضة للانقطاع عن الدراسة، وما يقارب 10 آلاف طالب خريج شهاداتهم محتجزة لدى الجامعات؛ لعدم قدراتهم على تسديد المستحقات والأقساط المتراكمة عليهم.
وطالبت المنظمة دولها الأعضاء والمؤسسات الإنسانية بدعم الطلبة بمجموعة من المشاريع الخاصة بكفالة الطلبة، وإنشاء صندوق خاص بهم، ودعم مشروعات تنموية وقفية لمصلحة الطلبة.
على صعيد آخر، تحدث التقرير عن رصد استشهاد 6 شبان وجرح 41 آخرين خلال الشهر الماضي، من بينهم 6 أطفال وسيدة، ووصفت جراح 5 منهم بالخطيرة، جراء تصاعد اعتداءات الاحتلال على المواطنين في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالصيادين ذكر التقرير أنه سجلت 5 عمليات استهداف وملاحقة للصيادين خلال الشهر المذكور، وأسرت قوات الاحتلال البحرية صيادًا، واستولت على قاربه واحتجزته في ميناء أسدود.
وبشأن حركة معبر رفح البري أكد التقرير استمرار معاناة المسافرين عبر المعبر، إذ فتحت السلطات المصرية المعبر 5 أيام فقط خلال الشهر الماضي، وهو ما أبقى 5000 مسافر عالقين بانتظار دورهم، ما أثر سلبًا في حياة عشرات المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات.
وبخصوص حاجز كرم أبو سالم أشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقته خلال الشهر الماضي مدة 8 أيام، أي ما يوازي 26% من إجمالي أيام الشهر، وسمحت بدخول عدد ضئيل جدًّا من الشاحنات المحملة بمواد البناء للمؤسسات الدولية فقط.
ولفت إلى أن هذه الإغلاقات أدت إلى ارتفاع كبير جدًّا في أسعار مواد البناء كافة ثم نفادها نهائيًّا من السوق، ونجم عن ذلك توقف مشاريع البناء كافة في قطاع غزة، وفي ذلك المباني السكنية، وتحظر قوات الاحتلال دخول أي من المواد الخام للمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص.
وفيما يتعلق بحركة الوفود سُجل قدوم وفد تضامني خلال الشهر الماضي، وقافلة واحدة، ولم يُسجل دخول أي من الوفود الطبية خلال الشهر إلى قطاع غزة؛ نظرًا إلى الأحداث الجارية في مصر.
وعن مصادر الطاقة والمياه بين التقرير أن جدول توزيع الكهرباء عاد للعمل بنظام 8 ساعات قطع و8 ساعات وصل، بعد دخول أولى شاحنات الوقود القطري التي كانت تحمل 450 ألف لتر سولار مخصص لمحطة توليد الكهرباء من حاجز كرم أبو سالم، فبموجب المنحة القطرية أتيح العمل بهذا الجدول فقط، مع التزام قطاع الطاقة بتشغيل المحطة حسب كميات الوقود المتوافرة.
وفي السياق نفسه، اطلع وفد من البنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي، اليوم الثلاثاء، على تطورات الوضع المائي في قطاع غزة، وتفقد المشاريع التي تنفذها سلطة المياه، من بينها مشروع معالجة مياه الصرف الطارئ في جباليا، وموقع محطة التحلية المركزية في دير البلح.
وزار الوفد الدولي مقر جمعية مستخدمي المياه المعالجة، ومدير محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة رفيق مليحة؛ للوقوف على آخر التطورات بشأن وضع الكهرباء في القطاع.
وبحث الطرفان الحلول والبدائل المقترحة لمواجهة الأزمة، خاصة في ظل إقامة أو التخطيط لإقامة مشاريع كبيرة مثل التي تنفذها سلطة المياه، مثل التحلية والمعالجة، والاحتياجات المتنامية لتوفير كميات أكبر من الطاقة بشكل مستدام، ما يضمن استمرارية العمل بكفاءة وقدرة عالية توفر خدمة ملائمة للمواطنين.