نيويورك ـ مادلين سعادة
أكَّدت دراسة أميركيَّة جديدة أن علاج الوخز بالإبر الصينيَّة، فعال ضد آلام صداع والتهاب المفاصل والأنواع الأخرى من الآلام المزمنة.
وأشار الباحثون إلى أن "نتائج هذه الدراسة توفر سندا علميا قويا على فاعلية هذا الأسلوب في العلاج الذي يستخدمه حاليا ما يقدر بـ 3 ملايين أميركي كل عام.
وبين التقرير الذي أعده فريق من الباحثين أنه
"رغم أن الوخز بالإبر ظل يخضع للدراسة منذ عقود، فإن الدراسات والبحوث الطبية التي أجريت عليه كانت إلى حد ما محدودة وضعيفة الجودة".
وأضاف التقرير والدراسة الجديدة، التي مولتها مؤسسة المعاهد الوطنية للصحة الأميركية ونفذت خلال نصف عقد من الأعوام، عبارة عن تحليل مفصل لبيانات لبحوث سابقة أجريت على 18 ألف مريض.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن "الوخز بالإبر يتفوق على طرق العلاج التقليدية الأخرى في تخفيف آلام التهاب مفاصل العظام، وصداع الشقيقة وآلام الظهر، والرقبة والكتفين المزمنة".
وقال المشرف على الدراسة بمركز السرطان بنيويورك ميموريال سلونكترنغ كانسر سنتر الدكتور آندرو جي فيكرس: ظل هذا الموضوع مثيرا للجدل لوقت طويل، لكن عندما تحاول الإدلاء بإجابة بشأنه بالطريقة التي اتبعناها، فستحصل على إجابات واضحة جدا.
وأضاف أنهم "عثروا على دليل قوي يدعم استخدام الوخز بالإبر لعلاج الآلام المزمنة"، وقال: إن فريقه وجد أن في دراسته التي استغرقت 6 أعوام، أنه وبنهاية فترة العلاج فإن قرابة نصف المرضى الذين خضعوا للعلاج بالوخز بالإبر الصينية أبلغوا عن تحسن مقارنة بـ 30% من المرضى الذين لم يخضعوا للعلاج.
وكان باحثون أميركيون أكدوا في دراسة سابقة أن "العلاج بالوخز بالإبر يعمل بشكل أفضل من عقاقير مثل الأسبرين في التقليل من حدة وتكرار نوبات الصداع المزمن".
وأشار الدكتور تونج جو جان الذي قاد الدراسة، إلى أن "العلاج بالوخز بالإبر ساعد على تخفيف الألم لدى مرضى خضعوا لجراحة لسرطان العنق والرأس ويمكنه تخفيف البقع الساخنة وغيرها من أعراض انقطاع الطمث ويمكنه تقليل الغثيان المصاحب للعلاج الكيميائي".
كما توصل أطباء صينيون إلى طريقة جديدة في إجراء العمليات الجراحية القلبية عن طريق استخدام الوخز بالإبر، بحيث نجح فريق من الأطباء في القيام بعملية تغيير صمام قلب لمريضة تبلغ من العمر 24 عامًا وذلك بالاعتماد على أسلوب الوخز.
وتعد هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى العالم، بحيث تعلق الدوائر الطبية المحلية والعالمية أمالاً كبيرة على هذا الأسلوب العلاجي، إذ من المنتظر أن يقلل من فترة البقاء في المستشفيات بعد الجراحة.
وأثبتت دراسة أميركية حديثة إمكانية استخدام أسلوب الوخز بالإبر لزيادة فرص النساء المحرومات من الأطفال في الحمل، مما يساهم في إعادة التوازن للدورة الشهرية.
وتعمل هذه الإبر على تحسين انتشار وتوزيع الدم في الرحم، مما يساهم في نجاح زراعة البيضة في جدار الرحم بشكل أفضل عبر قناتي فالوب، فضلاً عن أحداث نوع من التوازن الهرموني لدى المرأة.
وأفادت دراسة أن "الوخز بالإبر يمكن يفيد في خفض عوارض الأمراض المزمنة التي تصيب العضلات والعظام والتي عادةً ما تكون يصاحبها شعور بالألم والوهن".
وأفاد أخصائي التخدير في عيادة مايو في روشستر في ولاية مينوسوتا الدكتور دافيد مارتن بأن "نتائج الدراسة أكدت على فائدة العلاج بهذه الطريقة"، مضيفا أن "هذه التقنية الطبية مفيدة للمرضى".
وأشار مارتن إلى أن "الأطباء لم يتوصلوا حتى الآن إلى علاج لهذه الحالة، والتي تترافق عادة مع قلة النوم والوجع في المفاصل"، موضحا أن "العلاجات التي توصف للذين يعانون من هذا المرض تساعد فقط على خفض الألم لا الشفاء التام منه".
كما أكدت الأبحاث الحديثة أن "الإبر الصينية يمكن أن تخفف من حرقة المعدة (الحموضة)".
وأوضح فريق من الباحثين الأستراليين أنهم "وجدوا من خلال الدراسة التي أجريت على عدد من المتطوعين المصابين بحرقة المعدة أن "التنبيه الكهربي للوخز بالإبر في المعصم قد خفف من عدد مرات ارتخاء العضلات العاصرة في المنطقة من المريء للمعدة".