الرياض - أحمد نصَّار
أكد الأمير خالد بن عبدالعزيز بوصفه رئيساً لمجلس أمناء "مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية" أن نقل بحوث الشلل المتصلة بتقنية خلايا المنشأ (الجذعية) إلى السعودية للمرة الأولى في المملكة والعالم العربي، ما يفتح أفقاً جديداً ونوعياً أمام علاج إصابات الحبل الشوكي، مع وضع السعودية في مقدمة الدول العربية التي تنتج علاجات تعتمد
خلايا المنشأ (الجذعية) المأخوذة من المريض لصنع علاج لشلل يديه".
وشدد في كلمة له أمس الثلاثاء خلال توقيع اتفاق علمي مع "مشروع ميامي لشفاء الشلل" على البعد الأكاديمي والعلمي في "مدينة سلطان الإنسانية"، وهي مُصنفة ضمن المراكز الأبرز عالمياً في التأهيل الشامل للمُعوقين.
وبعدما حل ضيفاً على أستراليا ونيوزلندا، انتقل المؤتمر إلى الشرق الأوسط للمرة الأولى عبر السعودية، وبجهد مشترك من "الرابطة الوطنية للركبي" في أميركا وجامعة ميامي، أطلق الدكتور بارث غرين مشروعاً للشفاء من الشلل عام 1985، خصوصاً الذي يرافق إصابات الحبل الشوكي، بعدما أصيب ابنه مارك أثناء مباراة للركبي، ويصنف المشروع بأنه "مركز تميز علمي" في البحوث الشاملة عن إصابات الحبل الشوكي، ترعاه جامعة "ميامي".
وقد وقع الاتفاق عبدالله بن زارا مدير المدينة، والبروفيسور جايمس غيست من "مشروع ميامي". وابدى الحضور سعادة كبيرة بالوصول الى هذا الاتفاق الذي سيعمل بموجبه على نقل التقنية في بحوث شفاء الشلل بخلايا المنشأ (الجذعية)، بدل الاكتفاء باستيراد التقنية واستهلاكها، وهو الملمح الغالب على معظم تعامل المؤسسات العلمية العربية مع مراكز التميز العلمي العالمية. ولعل هذا السعي لامتلاك التقنية وتوطينها داخل مؤسسة علمية سعودية - عربية، فيه الكثير من مقولة "نساعد الناس كي يساعدوا أنفسهم"، التي ترفعها "مدينة سلطان الإنسانية" شعاراً لعملها.
وفي السياق نفسه، يظهر تركيز المؤتمر على المحاضرات العلمية وورش العمل، بل خُصصت لها 30 ساعة على مدار الأيام الثلاثة للمؤتمر، ويشارك في هذا التفاعل العلمي المُكثف بين الطواقم الطبية في "مدينة سلطان الإنسانية"، والخبراء الذين استقدمهم المؤتمر، مجموعة من الأسماء المتألقة في الرعاية الشاملة للمعوقين وبحوث الشفاء من إصابات الحبل الشوكي، وتتضمن هذه الأسماء البروفيسورة إديل فيلد فوت جامعة "ميامي"، والبروفيسور جون كوركوران (مركز راسك لإعادة التأهيل بنيويورك)، والبروفيسورة تامارا بوشكين (مركز راسك)، إضافة إلى البروفيسور غيست، وفي مستهل هذا التفاعل العلمي الهادف إلى نقل المعرفة والخبرة العلمية، تحدثت البروفيسورة فيلد فوت عن مقاربات حديثة تتضمن تحفيز الدماغ والأعصاب والتدفق الحسي والتدريب العضلي. ولعل أكثر ما لمس القلوب إنسانياً، هو محاضرة كوركوران التي تمحورت حول الألم وعلاجه. الأرجح أنه بديهي توقع أن يكون الألم جزءاً من معاناة إصابات الحبل الشوكي، لكن من أين يأتي؟ كيف يكون علاجه؟ هل يكفي أن يصنف بوصفه «ألماً» ليعالج طبياً، بالمسكنات والمهدئات؟ لهذا الحديث بقية.