باريس - العرب اليوم
أعلَنَت زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليمينيّ المتطرّف في فرنسا، مارين لوبان، أن حزبها سيمنع تقديم وجبات غذاء مدرسية تراعي المعتقدات الدينية للتلاميذ، كالأطعمة الخالية من لحم الخنزير التي تُقدَّم للتلاميذ المسلمين بصفة أساسية، في البلديات الـ11 التي فاز فيها بالانتخابات المحلية.
وأكّدَت زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان أن الحزب سيمنع المدارس من
تقديم وجبات غداء مخصصة للتلاميذ المسلمين في البلديات الـ11 التي فاز فيها بالانتخابات المحلية، مؤكِّدة أن مثل هذه الترتيبات تتنافى مع قيم فرنسا العلمانية.
وأعلنت لوبان لإذاعة "إر.تي.إل": "لن نقبل أي مطلب ديني في وجبات المدارس، لا داعي لدخول الدين في المجال العام. هذا هو القانون"، معتبرة أن هذا القرار يهدف إلى "إنقاذ العلمانية التي تواجه وضعًا شديد الخطورة" في فرنسا، حسب قولها.
ويَحمي القانون التقاليد العلمانية الصارمة التي تنتهجها الجمهورية الفرنسية، لكن المطالب المرتبطة بالعقيدة زادت في السنوات الأخيرة، لا سيما من جانب الأقلية المسلمة.
وفي فرنسا، لا يوجد أي التزام يفرض على الهيئات المسؤولة عن المطاعم المدرسية تقديم وجبات تتفق مع المعتقدات الدينية للطلبة، لكن مراعاة لمطالب المسلمين، الذين يلتحق غالبية أبنائهم بالمدارس العامة، تُقدِّم بعض البلديات وجبة بديلة لتلك التي تحتوي على لحم الخنزير.
وشَهِدت فرنسا وقائع مثيرة عدة للجدل بشأن المدارس التي تستعيض عن لحم الخنزير باللحم البقري أو الدجاج لتلبية حاجات التلاميذ المسلمين، إذ اشتكى بعض رؤساء البلديات المنتمين لحزب لوبان من وجود عدد أكبر مما ينبغي من متاجر اللحوم الحلال في بلداتهم.
ويُقدَّر عدد المسلمين في فرنسا بحوالي خمسة ملايين شخص، وفي السنوات الأخيرة تزايدت مطالبات الآباء بوجبات خالية من لحم الخنزير، بل أحيانًا بوجبات حلال لأبنائهم.
ويُشار إلى أن "الجبهة الوطنية" فازت بإحدى عشرة مدينة في الانتخابات البلدية التي جرت بين الثالث والعشرين والثلاثين من آذار/ مارس الماضي، في حين لم يسبق لها أن تولت رئاسة أي مدينة قبل ذلك.
ويُبدي هذا الحزب المعارض لوجود المهاجرين في البلاد استياءه المستمر من تنامي نفوذ الإسلام في الحياة العامة الفرنسية.